آليات حساسية السلفوناميدات ومظاهرها
المؤلف:
أ.د خالد محسن حسن
المصدر:
الحساسية الدوائية ( المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية 2024 )
الجزء والصفحة:
ص24-26
2025-05-15
435
غالبًا ما يتم تقسيم أدوية السلفوناميدات إلى مجموعتين فرعيتين، السلفوناميدات المضادة للميكروبات والسلفوناميدات غير المضادة للميكروبات. وتحتوي جميــع السلفوناميدات على جزيء حِمْض أميدو السلفونيك (Amidosulfonic Acid)، كما تحتوي أيضًا على أريلامين وحلقة تحتوي على النيتروجين. ويُعد جزيء الأريلامين مسؤولًا عن آلية عمل السلفوناميدات باعتبارها مضادات للميكروبات.
قد يعاني المرضى الذين لديهم حساسية نحو مضادات الميكروبات السلفوناميدية من مجموعة متنوعة من الأعراض السريرية، وقد تشمل هذه تفاعلات فرط الحساسية الناتجة عن تفاعلات الجلوبولين المناعي E من النمط الأول الذي يتظاهر بالتأق والوذمة الوعائية والشرى . يتم التوسط في التفاعلات من النوع 1 من خلال ثلاث آليات محتملة: (1) الجزيء الأصلي أو المستقلبات التفاعلية التي تعمل بمثابة نواشب. (2) ارتباط الجزيء ببروتين أصلي يحفز الاستجابة المناعية الخلوية أو الخلطية، (3) بروتين خلوي يسبب تسمما خلويًا مباشرًا ، أو تحفيز الخلايا التائية لإنتاج استجابة مناعية.
يشمل المظهر الأكثر شيوعًا للتفاعل الحقيقي المضاد للميكروبات نحو السلفوناميدات الطفح البقعي الحطاطي. كما يظهر الطفح الجلدي بالتزامن مع الحمى، عادةً من أسبوع إلى أسبوعين بعد إدخال العلاج بالسلفاميثوكسازول، وغالبًا ما يزول ويتبدد خلال دورة زمنية مماثلة في غضون أسبوع إلى أسبوعين من سحب السلفوناميدات. ومع ذلك، فإن هذه السُّمِّية الجلدية لا تتطلب التوقف المطلق عن مضادات الميكروبات السلفوناميدية، وفي الواقع يمكن لعديد من المرضى مواصلة العلاج بمضادات الميكروبات السلفوناميدية. تم تطوير بروتوكولات لإعادة إدخال السلفوناميد للمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والمرضى الذين يطورون طفحًا حطاطيًا متأخرا بعد تناول السُّلفوناميد. كما يُعدُّ الطَفَح البقعي الحطاطي هو العلامة الأكثر شيوعًا لتفاعل السلفوناميد المضاد للميكروبات.
إن جزيء السلفوناميد هو سمة بِنْيَوِيّة شائعة توجد في عديد من الأدوية، بما في ذلك مضادات الميكروبات وغير مضادات الميكروبات. وتشمل عوامل السلفوناميد المضادة للميكروبات التي اعتمدتها إدارة الغذاء والدواء: السلفاديازين، والسلفاسيتاميد، والسلفاسالازين والسلفانيلاميد، والسلفاميثوكسازول. تشترك هذه العوامل جميعها في أوجه تشابه بنيوية، بما في ذلك الحلقة المحتوية على النيتروجين المرتبطة بمجموعة السلفوناميد ومجموعة أريلامين. إن الاختلافات في هذه البنية الدوائية مهمة؛ لأنها تؤثر في استقلاب الدواء وقدرته على إثارة تفاعل دوائي تحسسي.
تفتقر السلفوناميدات غير المضادة للميكروبات من مثل مدرات البول الثيازيدية التي تشتمل: الكلوروثيازيد ومدرات البول، وخاصة التي تعمل على منطقة العروة، ومثبطات الأنهيدراز الكربوني (الأستيازولاميد)، والسلفونيل يوريا (جليبوريد)، والأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (تيبرانافير) إلى السمات البنيوية المرتبطة بنشاط مضادات الميكروبات. لا تخضع هذه الأدوية لعملية الهيدروكسلة الاستقلابية للموضع (N4-hydroxylated) المرتبط بمتلازمة ستيفنز - جونسون (شكل شديد من الحُمامَى المُتَعَدِّدة الأشكال)، ومن غير المرجح أن تسبب تفاعلًا متصالبًا حتى في المرضى الذين يعانون تفاعلات فرط الحساسية لعوامل السلفوناميد المضادة للميكروبات. على الرغم من انخفاض مخاطر التفاعل التصالبي، فقد يظل مقدمو الرعاية الصحية مترددين في إعطاء الأدوية غير المضادة للميكروبات المحتوية على السلفوناميد للمرضى الذين يعانون فرط الحساسية الموثق للعوامل المضادة للميكروبات المحتوية على السلفوناميد وهذا الأسلوب الحذر مفهوم، لكنه قد لا يكون ضروريًا دائمًا، وفي بعض الحالات، قد يكون من الممكن إعطاء السلفوناميدات غير المضادة للميكروبات مع المراقبة الدقيقة، على الرغم من أنه ينبغي اتخاذ هذا القرار على أساس كل حالة على حدة مع مراعاة التاريخ الطبي للمريض ومخاطر الدواء وفوائده.
الاكثر قراءة في المناعة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة