الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
الحياة ضمن الجماعة
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
فلسفة الصلاة
الجزء والصفحة:
ص133-136
2025-03-24
66
هل صحيح أن الإنسان ليس مدنيا بالطبع ، وأن حياة أحدنا ضمن الجماعة إنما نشأت من حاجته إلى الجماعة في خبزه وثيابه ومسكنه . . ؟
حاول مرة أحد الأصدقاء أن يثبت أن رغبة الإنسان في الحياة الاجتماعية ليس لها عمق في نفسه وراء حاجاته الاقتصادية .
قيل له : ألا تحس في نفسك حاجة للحياة مع الناس وراء انتفاعك منهم في معيشتك ؟
قال : بلى
قيل له : هذا دليل على أنك اجتماعي بالطبع قبل أن تكون اجتماعيا للنفع .
قال : هذا تطبع تربينا عليه ، وليس طبعا في عمق أنفسنا .
قيل له : افترض أن الناس لم يتربوا على حياة الجماعة وأن كل فرد منهم نشأ مكفي الحاجات ، أفتراهم كانوا يعيشون آحادا ؟ .
قال : نعم
قيل له : وعاطفة غريزة الجنس مثلا ألا كانت تدفع بالرجل والمرأة إلى التزاوج ؟ .
وعاطفة الأمومة والأبوة ألا كانت تدفع بالأبوين إلى احتضان الصغار ؟
فها قد تكونت نواة الجماعة الأسرة ونتج عنها القرابة ونتج عنها الحياة الاجتماعية، وثراء الإنسان الفكري ، ألم يكن يدفعه إلى البحث عن حقل لأفكاره، وأنس الإنسان بالإنسان وميله إلى مزج نفسه بأنفس الآخرين .
واستطردنا نحشد الأمثلة من أفكار الإنسان وعواطفه نفند بها افتراض صديقنا أقنعناه بأنه اجتماعي بطبيعته وأن الحياة الأصيلة للإنسان والحيوان والطيور هي الحياة ضمن الجماعة والأسراب .
إن لحياة الإنسان الاجتماعية ( الحياة ضمن الجماعة ) منبعين اثنين وليس منبعا واحدا، فمنبع من حاجاته المعيشية ، ومنبع وراء ذلك من إنسانية الإنسان وعمق نفسه ، وكذلك اتسقت في تقدير الله عز وجل حاجة الفرد البشري للجماعة في معيشته مع حاجته لهم في إنسانية .
الحاجات المعيشية بسبب كثرتها وتنوعها تقول للإنسان : إنك لا تستطيع أن توفرني إلا عن طريق الخباز ومعمل الطحين والفلاح ومصنع الآلات الزراعية والبناء والنجار والنساج والسائق، وعشرات ومئات الناس الذين يسهمون في إقامة حياتك وتسهم من جانبك في إقامة حياتهم، وإنسانية الإنسان بدورها تقول له .
تقول له ألوان الحب التي يحملها في أعماقه: ابحث لي عمن أحب عن صاحب خلق كريم وعن شجاع نبيل وعن زوجة وفيد وعن أولاد وعن إنسان كامل الإنسانية، ابحث في عمن آنس به وآلفه وأسكن إليه وأفيض عليه من روحي ويقبض علي من روحه .
وتقول له ألوان الأفكار والمشاعر: ابحث في عن مستقر، عن فكر أعبر إليه وشعور أتسرب فيه، عن أفكار أتكامل بالتفاعل معها ومشاعر أتكامل بالامتزاج فيها .
وتقول له نزعته لخدمة الآخرين، ويقول له حنانه إلى أبناء جنسه وميله إلى عنصره . وتقول له أعماقه بكلها، أنا لا أستطيع العيش إلا في واحة البشر .
إن إنسانية الإنسان كدر الأم ينبع من دمها ويفيض في صدرها مطالبا بالوليد الرضيع فإن هو لم يجد رضيعه لم يؤد دوره ولم يبلغ هدفه وارتد على الأم ألما وضيقا، وكذلك النفس البشرية تفيض بالرغبة في الامتزاج بالجماعة فإن هي لم تجد الأنفس التي تكتمل بالتفاعل الإنساني معها لم تبلغ تكاملها وارتدت على صاحبها ضمورا وألما وضيقا .
الذين يختصرون حياة الإنسان بالبحث عن الخبر هم أغبياء حقا كم من باحث في الناس عن الرغيف حتى إذا وجده استقر واطمأن ولكنه بنفس الوقت باحث عن نفس بشرية يمتزج بها حتى إذا وجدها استقر واطمأن .
وها نحن نشاهد إنسان الحضارة القائمة حينما أشبع بطنه الرغيف وأشبع فرجه الجنس وأعرض عن إشباع إنسانيته العميقة كيف تحولت إنسانيته إلى بركان يتفجر في داخله ويمزقه!.
لقد تحملت الحضارة الكافرة ظلم الفطرة الإنسانية فما كانت إلا أن ثارت الفطرة المكبوتة عن طريق ردات فعل غريبة، فمن انتحار يتضاعف بسبب الشعور بالوحدة، إلى مجتمعات البتلز والهيبيين، إلى ردات التدين واستحداث الطرق الدينية ، إلى الاسراف في المسكرات والمخدرات، إلى التعقيد النفسي المتفاقم، ردات تلتقي في الكفر بالحضارة القائمة ، الحضارة التي أشبعت الإنسان الخبز والجنس ولكنها أفقدته الترابط الفكري والعاطفي حتى في أسرته ، أفقدته تكامل إنسانيته من خلال الجماعة .
الحضارة التي صيرت الناس كتلا بشرية هائلة ولكنها قطعت من بينهم كل وشائج الشعور والفكر ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )
أما الإسلام المنهج الرباني الخبير بحاجات النفس البشرية فإنه لم يعط الإنسان خبز جسده حتى أعطاه خبز إنسانيته . فبذلك معا يكون الإنسان إنسانا في رأي الإسلام .
والنظرية الاجتماعية في الإسلام موضوع دراسة مستقلة أو دراسات، فالإسلام لون حضاري متميز ، وله نظريته المستقلة في الأسس والتشريعات والتوجيهات التي يقيم عليها مجتمعه . في مقابل الأسس والتشريعات والتوجيهات ( أو في مقابل اللانظرية ) التي تقوم عليها مجتمعات الحضارة المادية القائمة التي انحرفت بالفطرة الاجتماعية ، وبالحقوق الاجتماعية ، وبالعلاقات الاجتماعية إلى درجة خطيرة لم تشهدها حتى مجتمعات الجاهلية الأولى!.