تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
نضريات حول مصير الكون
المؤلف:
جيمس تريفل
المصدر:
الجانب المظلم للكون
الجزء والصفحة:
ص237
2025-03-23
130
إن الحقيقة الأكثر عجبا، حول الطريقة التي تتطور بها المفاهيم في علم الكون الحديث هي أن القضايا الثانوية غير المنجزة، يبدو أنها تتألف معا. ومن المعتاد أن المرء يمكنه أن يعرض فكرة غريبة للغاية، ويتأكد أن هناك جهلاً كافياً عن الكون، حتى يمنع أى تعارض مر بك بين فكرته والمعلومات المتوفرة فى نفس المجال. تماما مثل الخرائط العتيقة، فإن مواقع عديدة فى الكون عليها علامة إنها غامضة لا تقتربوا منها. لم يعد هذا حقيقيا. فعلى سبيل المثال، إننا لا نستطيع أن نضع فروضاً حرة وسهلة عن طبيعة المادة المظلمة. إن لدينا معلومات كافية عن الطريقة التي تشكلت بها نوى الذرات، بعد ثلاث دقائق من الانفجار الأعظم، لنضع محددات صارمة على كمية المادة، التي يمكن أن تكون في شكل (باريونات) . كما أننا نعرف بمقدار كاف عن البنية ذات الحجم المروع، ومن ثم، فلم يعد كافيًا إظهار أن افتراضا معينا عن المادة المظلمة، سوف يحل مشكلة تكوين المجرات، إذ يجب علينا أيضًا أن نوضح أن هذا الافتراض، يفسر كذلك نشأة الفراغات. وفى الحقيقة، فإننا قد وصلنا إلى النقطة التي يبدو فيها خلق الكون وتطوره وبنيته الحالية، بمثابة مشكلة مفردة دون أية أثار. ولم يعد ممكنا أن نتعامل مع مجرد قطعة من هذه الأحجية، بل يجب علينا أن نحل المشكلة ككل مرة واحدة. ويجب على الفيزيائيين النظريين أن يوضحوا هذا الأمر، وأنهم عند التعامل ومعالجة مسالة البنية، لا يعبثون بالاتفاق بين النظرية والرصد والملاحظة الفعلية، التي تم الحصول عليها في المراحل الأولى بعد الانفجار الأعظم ومفادها أنهم لن يعتقدوا بوجود المجرات، نتيجة لإقصاء الفراغات في الكون.
وثمة واقعة شهدتها ضمن فعاليات مؤتمر دولي عقد مؤخرا، سوف توضح هذه النقطة. استوى عالم كونيات ذائع الصيت واقفا بعد مجادلة بين أعضاء المؤتمر واقترح آلية ربما تسمح لكل المادة المظلمة أن تكون في شكل بايرونات، ومع هذا تظل تنتج - تقريباً - نفس الوفرة من غاز الهيليوم الذى نرصده في النجوم (انظر المجادلة عن العلاقة بين هاتين الاثنتين فى الفصل التاسع). وما أن جلس عالم الكونيات هذا، حتى نهض عالم نظرى شاب فى آخر القاعة، وأوضح أنه إذا فرض وطبقت هذه الآلية فإن وفرة الهيليوم ربما تكون صحيحة أما تقدير فيض الليثيوم ) فسوف يكون خطأ. ومن ثم، فقد سحب العالم الشهير ملاحظته. والقصد من هذه الواقعة الطريفة أنه منذ عشر سنوات مضت لم تكن لتحدث وقتئذ كنا نحتاج إلى أرصاد وملاحظات عميقة عن هذه الظواهر مثل وفرة الليثيوم فى الكون وحساباتنا وإحصائياتنا لم تكن قد تطورت إلى الحد أنه بإمكاننا أن نتوصل إلى تنبؤات قطعية لا لبس فيها ، حول ما يجب أن تكون عليه هذه الوفرة، وبالتالي، فإن خيالنا يمكن أن يتقلص ويضيق بالكامل، ولا يمكن للمرء أن يضع قيوداً محددة عليها.
ونحن في بداية الطريق لتتوصل إلى معرفة كافية عن الكون، لنضيق مدى اختياراتنا العديدة. ومن بين كل الأكوان التي يمكننا تشييدها في أذهاننا، فأقل القليل منها، يمكن أن يبقى راسخا بعد إجراء الاختبارات المزدوجة للملاحظة والأرصاد الفعلية، وللحسابات والإحصائيات النظرية. وسوف يأتي الوقت عندما يطرح سؤال في علم الكون: كيف وصل الكون إلى ما هو عليه الآن؟، وهل سيكون مرتبطا من كل جوانبه بالمعرفة الراسخة والوطيدة، وأننا ربما تصادفنا صعوبة حتى لإيجاد أي حل لا يسبب أي تباينات فى أى موقع بالكون، ولن تنتابني الدهشة على الإطلاق. إذا حدث في خلال عدة سنوات قادمة أن الصعوبات التي يواجهها العلماء النظريون حول إيجاد حل لمشكلة تطور الكون وبنيته، سوف تهيئ الفرصة لظهور حركة فلسفية جديدة، سوف تدعى أن الأسلوب العقلانى المتضائل للعلم الغربي، قد وصل إلى نهاية طريقه، ومن ثم يجب تجربة اتجاه جديد من المفضل أن يكون صوفيا (خفيا يمكن أن يؤدى دوره في مجال الأبحاث، حدث هذا في السبعينيات من القرن العشرين عندما وصلت فيزياء الجسيمات إلى طريق مسدود مؤقت، ومن ثم يمكن أن يحدث نفس الشيء من جديد في علم الكون. ولكن كما أدى تطور نظريات المجال الموحد (1) إلى التغلب على مأزق فيزياء الجسيمات في السبعينيات من القرن العشرين فإنني أتوقع، أنه إذا ظهر هذا النوع من المشاكل فى علم الكون، فإن وسائل العلم النظرى - التي ثبتت صحتها وفاعليتها بالتجربة - كفيلة بأن تؤدى فى نهاية الأمر، إلى التعامل معها. ذلك أنك كلما تأملت عن كثب، خريطة الكون الجديدة التي صممت في الوقت الحاضر، فإنك سوف تتحقق أكثر من أنها تكشف عن كون يشكل آلة مفردة ومدهشة فكل تروسها ومحركاتها تتناغم معا بطريقة رائعة، لتشكل وحدة متماسكة، كل شيء مرتبط ببعضه، وإدراكنا لهذه الحقيقة، ربما يكون بحق أكثر فطنة وأهمية من التي يمكننا استخلاصها من علم الكون الجديد.