مضاد البروتينات ألفا1 α1-Antiproteinase
المؤلف:
أ.د. يوسف بركات , أ.د. رويدة أبو سمرة , د. فاديا حمادة , د. نور الهدى جمعة , د. درر الصوفي
المصدر:
الكيمياء الحيوية الطبية
الجزء والصفحة:
الجزء الاول , ص279-280
2025-02-17
680
كان يدعى سابقاً باسم مضاد التريبسين ألفا1 α1-Antitypsin، وهو بروتين أحادي السلسلة (نحو 52 ك.دالتون ) يتألف من 394حمضاً أمينياً، ويحتوي على ثلاث سلاسل قليلة السكريد، وهو المكون الرئيس (اكثر من 90%) في الجزء الفا1 للبلازما . وتخلقه الخلايا الكبدية والبلاعم، وهو المثبط الأساسي لبروتياز السرين (السيربين serpin) في البلازما، فهو يثبط التريبسين والإيلاستاز وبعض البروتيازات الأخرى تشكيلة معقدات معها، ويوجد منه نحو 75 شكلاً يمكن فصلها بالرحلان الكهربي.
يلعب غير هذا البروتين دوراً في بعض حالات (نحو 5 %) النفاخ الرئوي emphysema يحملون نمطاً وراثياً معيناً لجين هذا الإنزيم. وعندما تنقص كمية مضاد التريبسين ألفا1 وتزداد الكريات البيض عديدة النوى في الرئة (التهاب الرئة مثلاً)، يُصبحُ المصاب غير قادر على منع التخرب الحال للبروتين الذي يصيب الرئة بسبب عمل البروتيازات (الإيلاستاز مثلاً).
تساهم ثمالة الميثيونين (الثمالة 358) في مضاد التريبسين ألفا1 في ربطه للبروتيازات. ويعمل التدخين على أكسدة هذا الميثيونين إلى سلفوكسيد الميثيونين فيُعطله. وبالنتيجة، فإن الجزيئات المتأثرة من مضاد التريبسين ألفا1 لا تستطيع أن تعدل البروتيازات ويكون ذلك مخرباً بشكل خاص لدى المرضى ممن لديهم أصلاً مستويات منخفضة وراثياً من هذا الإنزيم. يؤدي الانخفاض الإضافي لمضاد التريبسين ألفا1 الذي يحصل نتيجة التدخين إلى زيادة في التخرب الحال للبروتين في نسج الرئة، ما يسرع من حصول النفاخ الرئوي. وقد استعمل زرق مضاد التريبسين ألفا1 وريدياً (معالجة تعويضية) كمساعدة في معالجة مرضى النفاخ الرئوي الناجم عن عوز مضاد التريبسين ألفا1.
لقد أجريت محاولات اعتمدت على طرائق هندسة البروتين لاستبدال المثيونين 358 بثمالة أخرى لا تكون عرضة للأكسدة، ومن ثم، فإن مضاد التريبسين ألفا1 الطافر الناتج يؤمن حماية ضد البروتيازات لفترة أطول من الزمن مما يقدمها مضاد التربسين ألفا1 الموجود أصلاً. كما أجريت محاولات أخرى لتطوير المعالجة الجينية لهذه الحالة. وتعتمد إحدى الطرائق على استعمال الفيروس الغدي المعدل (وهو عامل ممرض للسبيل التنفسي)، بحيث يجري غرز جين مضاد التريبسين ألفا1 فيه، ومن ثم إدخاله إلى الطريق التنفسي (بالرذاذ مثلاً) أملاً في أن تقوم الخلايا الظهارية الرئوية بالتعبير عن الجين، وتفرز مضاد التربسين ألفا1 موضعياً. وقد أظهرت النتائج التي أجريت على الحيوانات إمكانية تطبيق هذه الطريقة.
يظهر عوز مضاد التريبسين ألفا1 أيضاً في أحد أنماط الأمراض الكبدية (مرض الكبد بعوز مضاد التربسين الفا1). تحدث طفرة في الإكسون الخامس من جين مضاد التريبسين الفا1 على الصبغي 14 فتستبدل ثمالة الغلوتامات 342 بثمالة لبزين في البروتين يكون من نمط ظاهري معين. تتراكم جزيئات الانزيم الظافر في صهاريج الشبكة الهيولية البطانية للخلايا الكبدية وتتكدّس من خلال تشكيل بلمرات من هذا البروتين الطافر نتيجة تأثر قوي بين عروة نوعية في جزيء وصفائح متطوية من النمط بيتا في جزيء آخر (بلمرة العروة - الصفيحة). يقود ذلك، بآلية غير معروفة، إلى التهاب الكبد ومن ثم التشمع الكبدي (تراكم كميات كبيرة من الكولاجين تؤدي إلى التليف).
يحتمل أن يؤدي إعطاء ببتيد مُخَلق مشابه لتسلسل العروة إلى تثبيط بلمرة العروة - الصفيحة. وحالياً، يمكن معالجة المرض الكبدي بعوز مضاد التريبسين ألفا1 بنجاح بوساطة غرس الكبد. وفي المستقبل، قد يكون إدخال جين مضاد التريبسين ألفا1 ضمن الخلايا الكبدية ممكناً.
الاكثر قراءة في الكيمياء الحيوية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة