1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

بحث طرق تجنب الحرمان من الأمومة

المؤلف:  جون باولبي

المصدر:  رعاية الطفل ونمو المحبة

الجزء والصفحة:  ص 231 ــ 235

2025-01-09

38

أن جانباً كبيراً من هذا البحث سيرتبط بالضرورة بالأخذ والرد فيما يتعلق بالإجراءات العملية المختلفة، فإن هناك نظريات أساسية معينة في حاجة إلى الفحص. وأولاها أن كفاية الراشد إنما تعتمد إلى درجة كبيرة على الرعاية الأبوية التي تلقاها في طفولته. فإذا ما ثبتت صحة هذا، وصحة ما قيل من أن الأطفال المهملين يصبحون آباء مهملين، فإن إدراك المشكلة يكون قد تقدم تقدماً كبيراً. وستيسر هذه النظرية، إذا ثبتت صحتها، فهم جانب عظيم من السلوك الذي يبدو معقدا بشكل يدعو إلى اليأس، كما يبدو متشابكا ومتناقضا في معظم الأحيان. وهذه النظرية أساسية لفهم أسباب عدم الانسجام بين الأزواج ولفهم الآباء المشكلين، وكذلك الاستهتار، مع كل ما يتصل بها من إهمال ونبذ للأطفال.

وحتى إذا ثبتت صحتها، كما تنبئ كل الشواهد في الوقت الحاضر، فستبقى بعد ذلك معوقات اقتصادية واجتماعية وطبية تؤدي إلى حرمان الأطفال من الأمومة. ويحتاج الأمر فيما يختص بالناحية الاجتماعية إلى دراسة قطاعات مختلفة من الحياة العائلية وروابطها وبخاصة العوامل التي تؤدي إلى معيشة بعض العائلات في عزلة، والتي تجعل بعض العائلات الأخرى جزءاً من جماعات كبيرة تتبادل معها المعونة.

وبالإضافة إلى هذه الأبحاث الأساسية المتعلقة بنمو الشخصية والتنظيم الاجتماعي والتي ينتظر أن تتحقق نتائجها بالنسبة إلى كل المجتمعات، فإن الأمر في حاجة إلى مسح كل مجتمع لتحديد عدد الأطفال الذين يعانون من الحرمان، وطبيعة كل من العوامل المعروفة وتأثيرها النسبي. وهذا المسح يجب أن يستهدف الكشف عن:

(1) أسباب عجز الجماعة المنزلية الطبيعية عن تهيئة الرعاية للأطفال.

(ب) أسباب عجز الأقارب عن العمل كبديل.

ولكي يكون المسح مفيداً فإنه ينبغي أن يكون مفصلا إلى حد كبير، وأن يشمل كل الأطفال في المجتمع لا مجرد أولئك الذين وضعوا تحت مراقبة السلطات أو الوكالات. وإذا لم يتم هذا فإن الأطفال المهملين في بيوتهم، والأطفال الذين يعيشون مع الأقارب سيستبعدون. وعندما يؤخذ في الحسبان عمر الطفل وطبقة الوالدين الاجتماعية والاقتصادية والأحوال المماثلة، فإن الأمر يحتاج إلى براعة خاصة في طرق المسح كتلك التي يحتاج إليها في بحث الحالات من الناحية الاجتماعية، وفي علم الطب وفي علم الاجتماع. ولهذه الأسباب يحتمل أن تكون هناك حاجة لإسناد هذا العمل إلى إحدى الجامعات أو إحدى المصالح الحكومية.

والحاجة ماسة بصورة عاجلة إلى البحث عن أنسب وسيلة للعناية بالأطفال خارج بيوتهم. وبالدراسة المستمرة فقط للنتائج يمكن أن تتولد الثقة في جدوى الوسائل. ومن المؤسف أن متابعة حالات الأطفال الذين ربوا خارج بيوتهم تم على نطاق ضيق جداً. ومن المأمول أن يزول هذا التقصير سريعاً وأن تتنافس الهيئات المتطوعة والمصالح الحكومية لتقديم الحقائق الدقيقة الشاملة.

والحكم على مدى نجاح طرق الرعاية المختلفة تكتنفه لسوء الحظ صعوبات خطيرة، وخاصة أنه من الصعب إيجاد معايير مناسبة للنجاح أو الفشل يمكن الاعتماد عليها. ولقد أشار هذا الكتاب مراراً إلى حالات انسجام الأطفال الظاهري في المؤسسات أو بيوت التربية التي أثبتت الأحداث اللاحقة زيفها. فهناك قاتل إنجليزي شرير مصاب باضطراب عقلي خطر كان ينظر إليه بعين الاعتبار في أثناء تعليمه في مدرسة معتمدة، وكان يعد من المبرزين بين الأولاد، ولهذا فإن الملاحظة القصيرة الأجل لا يمكن أن تقبل كمعيار مقنع. ومن الضروري، بدلا من ذلك. استخدام:

(1) اختبارات نفسية تكشف الشخصية في مستوى أكثر عمقاً.

(ب) أبحاث متابعة طويلة الأجل.

ومن المهم بصفة خاصة، عند اتباع طريقة المتابعة، أن تلاحظ مهارة الأفراد مثل شريك الحياة الزوجية والوالد، إذ توجد دواع كثيرة للخوف من أن تؤدي الطرق الحالية لرعاية الأطفال بعيداً عن بيوتهم إلى الفشل في هذه الناحية البالغة الأهمية.

وأخيراً، يجب أن يكون معلوماً أن البحث ليس صعباً فقط، بل أن إجراءه يلقى دائماً مقاومة إيجابية أو سلبية. فيميل بعض الوكلاء والموظفين أحياناً إلى الحفاظ على العمل الذي قاموا به، وعلى التقاليد التي ورثوها واعتزوا بها. وتظهر الصعوبات نتيجة لذلك سواء كانت واقعية أو متخيلة، فيقال إن أحوال الأطفال قد تغيرت عما كانت عليه وقت رعايتهم، وليس من الصواب أن تفرض عليهم متابعة فضولية، كما ينبغي ألا يغيب عن البال بأية حال أنهم كانوا من أصل واحد! وهذه المجادلات الدفاعية التي قد ظهر ضعفها إنما هي نتيجة الخوف. الخوف الذي ينشأ من توقع الباحث الاجتماعي أنه ان يكون أكثر من ناقد معاد. ويوجد الحل طبعاً في مساهمة الباحث في دراسة شئون المجتمع بطريقة تشعر الجمهور الذي يباشرها فعلا بأنه سيستفيد من نتائج دراساته. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي