x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الوطن العربي وسط العالم
المؤلف: د. صبري فارس الهيثي ، د. حسن ابو سمور
المصدر: جغرافية الوطن العربي
الجزء والصفحة: ص 211 ــ 218
2024-11-07
82
أن لموقع الوطن العربي الجغرافي الذي يتوسط فيه العالم. ويشرف على بحار ومحيطات مهمة من الناحية الإستراتيجية، ومن حيث الملاحة العالمية. وكونه كل مرابط في أراضيه وبحاره. يجعل منه وجوداً جغرافياً ذو مكانة مرموقة في وسط العالم.
وهذا الموقع جعله في ذات الوقت مطمعاً للغزاة منذ أقدم العصور سواء كانوا سلاجقة أم بويهيون أم فرس أم مغول أم أتراك عثمانيون، ومن ثم الاستعمار الأوروبي الحديث متمثلاً في البرتغاليين والإسبان والفرنسيين والإنكليز والايطاليين ومن بعدهم الأمريكان الذين سيطروا على الوطن العربي وتقاسموا مناطق نفوذ فيما بينهم.
وأولى موجات الاستعمار الحديثة جاءت إلى الوطن العربي من الساحل الشمالي من الأناضول جاءت موجة الاستعمارالتركي وكان نوع محيرمن الاستعمار لأنه استعمار، أتخذ من الدين غطاء يخفي به حقیقته کاستعمار سياسي لا شك فيه، واستمر تحت هذا الستار لمدة أربعة قرون امتدت من 24 آب 1516 حينما استولوا على حلب وحتى سنة 1916 اتفاقية التقسيم (سايكس - بيكو). لكن القناع الديني الوهمي الذي خدع به الوطن العربي في البداية لم يلبث بعد قليل أن تمزق فكان رد الفعل القومي عنيفاً في النهاية. لقد كان الاستعمار التركي يقوم على نوع من التفرقة العنصرية بين التركية أو الطورانية (كالجنس السيد) من ناحية والعرب أو الفلاحين (كالجنس المحكوم) من الناحية الأخرى. وفي ظل هذه النعرة العنصرية أتخذ المستعمر الزكي سياسة العزلة والرفع. بينما كانت تلك السيطرة، سيطرة متخلفين على متقدمين حضارياً.
وقد مهد ذلك الاستعمار الطريق من الناحية التقنية والحضارية للاستعمار الأوروبي ليفرض سيطرته على الوطن العربي. بعدما تسبب الاستعمار العثماني في ضعف الوطن العربي وتخلفه التقني عن أوروبا، مما سهل في سيطرة الدول الغربية على الوطن العربي.
وقد حاول البرتغاليون السيطرة المبكرة على أجزاء من الوطن العربي ممثلة في شرقه على سواحل الخليج العربي بين عامي 1514 و 1615، وتقاسموا مع الأسبان السيطرة على مراكش ابتداء من سبتة ومليلة حتى أفني. لكنه انحسر من السواحل المغربية للفترة من 1415 وحتى 1541م حيث اضطروا إلى الانسحاب وبقى الأسبان في أجزاء محدودة من الساحل المغربي.
وابتدأت أولى محاولات الاستعمار الجديد في السيطرة على الوطن العربي في الثلاثينات من القرن التاسع عشر في سيطرة فرنسا على الجزائر سنة 1830 ثم وقوع عدن في يد الاستعمار البريطاني في 1839 ومنذ ذلك الوقت بدأ الاستعمار البريطاني يزحف بانتظام من عدن على طول الساحل الجنوبي والشرقي للجزيرة العربية حتى سيطر عليها جميعها حتى الكويت شمالاً قبل نهاية القرن.
وجاءت الموجة الثانية في ثمانينات القرن حين مدت فرنسا نفوذها من الجزائر إلى تونس في 1881 واحتلت بريطانيا مصر في 1882. ثم توسعت بعدها نحو السودان.
والموجة الثالثة والأخيرة من العقد الثاني من القرن العشرين قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى. وقد بدأت بانقضاض إيطاليا على ليبيا واقتطاعها من الدولة العثمانية في 1911. وفي نفس الوقت بدأت فرنسا بالتوسع من الجزائرغرباً نحو المغرب وتم لها ذلك خلال الحرب العالمية الأولى حتى 1914 يضاف إلى ذلك ما يتمتع به الوطن العربي كونه مهبط الديانات السماوية خاصة اليهودية والمسيحية والإسلام واحتوائه على الأماكن المقدسة لهذه الديانات الثلاث التي يحج إليها معتنقيها.
وقد كرم الله سبحانه وتعالى العرب في القرآن الكريم حين خاطبهم بقوله (وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس، والوسط هنا تعني الخيار والعدل). كما كرم الله عز وجل الأمة العربية بأن جعل القرآن الكريم بلغتها العربية وفي الوطن العربي انتشرت الدعوة الإسلامية ومنه امتدت إلى انحاء العالم الإسلامي ومناطق أخرى من العالم، وإلى بقاع مقدسة في الوطن العربي متمثلة في مكة المكرمة والمدينة المنورة تتجه أنظار 1.2 مليار مسلم في العالم وإليها يقصد سنوياً أكثر من مليوني حاج من مختلف الأقطار ومن شتى القوميات.
فالإسلام أول من غرس بذرة القومية العربية والحضارة بمفهومها الإنساني غير العرقي، وذلك عندما وضع الرسول محمد (ص) للعروبة مفهوماً ومضموناً حضارياً بقوله أيها الناس أن الرب واحد والأب واحد، وليس العربية بأحدكم من آب ولا أم وإنما هي اللسان (اللغة) فمن تكلم العربية فهو عربي وهذه القومية العربية المعبرة عن حضارة واحدة لأصحاب هذه الشخصية والتي يعبر عنها الجاحظ بقوله : أن العرب لما كانت واحدة في التربية وفي اللغة والشمائل والهمة وفي الأنفة والحمية وفي الأخلاق والسجية فسيكون سبكاً واحداً، وكان القلب واحداً، تشابهت الأجزاء وتناسبت الأخلاط وصارت هذه الأسباب ولادة أخرى، وقامت هذه المعاني عندهم مقام الولادة والأرحام الماسة.
وإذا كان العرب في نهضتهم المعاصرة يتطلعون إلى تحقيق إنسانية أكثر انسجاماً مع القوانين العامة لتطورالبشرية والحضارة، فأن المحافظة على الطابع الإنساني والحضاري لثقافتهم وشخصيتهم القومية بالرغم من صراعهم مع القوى الاستعمارية والصهيونية التي تقف في وجه التطور التاريخي لشعوب القارات الثلاث بوجه خاص. إنما يشكل الميزة الكبرى والقوة الأساسية لاشعاعهم وتأثيرهم في تجارب العالم المعاصر.
وكانت الأرض العربية الطريق الوحيد بين أقصى الشرق وأقصى الغرب قبل أن يكتشف رأس الرجاء الصالح، وحمل العرب إلى كل مكان ذهبوا إليه للتجارة، ودعوة الإسلام، وكان الفتح العربي الإسلامي وأفتده عشرات الملايين في اقصى الشرق بعشرات الآلاف من التجارالعرب ليبيعون ويشترون ويقايضون ويربحون ويخسرون وهم يدعون ويبشرون ويعلمون الناس ديناً يحرم الربا تحريماً قاطعاً.
ولكون اللغة العربية لغة القرآن الكريم فقد انتشرت هذه اللغة في انحاء العالم الإسلامي. مما يوثق الروابط والعلاقات بين الوطن العربي والعالم الإسلامي الذي يشغل فيه الوطن العربي مكانة مهمة.
إذ بظهور الإسلام انتشر العرب من شبه الجزيرة العربية حتى الأندلس غرباً وأواسط آسيا شرقاً، وانتشرت الحضارة العربية وترجمت علوم العرب ووصلت هذه العلوم إلى أوروبا، إذ تعلم الأوربيون أصول الملاحة من العرب وبفضلهم تمكنوا من استخدام أدوات كثيرة أفادوا منها في الملاحة مثل البوصلة والاضطراب مما ساعدهم على اكتشاف مناطق جديدة من العالم. ولم يكن يتاح لهم إطلاق الأقمار الصناعية لولا جابر بن حيان والخوارزمي. كما أن بفضل العرب تعلم العالم علمي الجبر واللوغاريتم إضافة إلى علوم الطب وغيرها.
وهكذا كان ظهور الإسلام في الوطن العربي عاملا حاسما في هذا الوطن، إذ أنه وحد بين أجزائه رباط واحد وأشاع الثقافة العربية الإسلامية في جميع ربوعه فجعل من الإقليم وحدة ثقافية.