x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
التغير والتحول المكاني في أنماط المواقع الصناعية
المؤلف: د. عبد الزهرة علي الجنابي
المصدر: الجغرافية الصناعية
الجزء والصفحة: ص 171 ــ 174
2024-10-28
192
بسبب داينمية النشاط الصناعي ذاته فإن مواقع الصناعة عرضة للتغير في صفاتها وخصائصها ، إضافة لما قد تتعرض له من تحول مكاني Spatial Transfer فتتعرض للتغير Chang في تركزها ، وتشتتها، وقد تتعرض المواقع القائمة للتدهور والانحطاط عندما تتعرض صناعاتها الرئيسة الى الكساد في حال تغير اتجاهات وأنماط الطلب واختلاف كلف الإنتاج، أو عند نفاذ الموارد المحلية. إلا أن بعض الصناعات تتمكن من تكييف نفسها للظروف الجديدة فتغير أنواع منتجاتها أو تستبدل مدخلاتها النافذة بأخرى متجددة طبيعية أو صناعية. ومقابل ذلك تتحول المواقع المنفردة أو المبعثرة إلى مواقع ذات أهمية كبيرة عندما تتمكن من الإنتاج بكلف تنافسية فتتجاوز في ذلك حدود إقليمها وربما نالت مكانة مماثلة على المستوى القومي ومن التجربة الأمريكية في عقد السبعينات يلاحظ تزايد الاختلاف بين المواقع الصناعية المركزية والمواقع الهامشية في بنية الصناعة، حيث يزداد التخصص في المركز الأقل نمواً فيما يصبح المحيط الأعلى نمواً أكثر تنوعاً. إن تنوع المحيط ونموه لا يعني أن القوة الاقتصادية بدأت تتجه نحو الأطراف، بل يعني بداية نوع جديد من الاقتصاد يتسم بتطابق أفضل مع الطلب القومي الأكثر تنوعاً في إنتاجه واستهلاكه من البضائع والخدمات.
إن الاتجاه السائد في التركزات الصناعية بتركيز الصناعات عالية التقنية. هذه الصناعات بدت وكأنها الحل للانحطاط الصناعي في المواقع الصناعية القديمة، وهي مرتبطة بالاختراع . والصناعات عالية التقنية تشبه الصناعات الأخرى في مصانعها الكبيرة وفروعها الإنتاجية التي تؤدي الى كلف أقل وتنظيمات مكانية وتسهيلات إنتاج في مواقعها، والتي تتصف بإدارات غير روتينية .
وعمليات التغير في الأنماط الموقعية قد تحصل أيضاً كنتيجة للعديد من التطورات المشابهة لما سبق في الميدان الصناعي مثل التطور التقني وتطبيق تقنيات جديدة، فتزدهر مصانع في مواقع معينة وتتدهور غيرها في مواقع أخرى إن هذا التأثير ليس ظاهرة حديثة بل قديم قدم الصناعة نفسها، فعندما يتغير نمط الإنتاج فإن مناطق صناعية جديدة يمكن أن تظهر والمناطق القديمة تضعف وقد تختفي تدريجياً، فالتغير في مواقع صناعة الحديد والصلب بين المناطق ارتبط بالتبدل التقني Technical Change والتبدل في أفران الصهر أعطى لمنطقة معينة فوائد نمو صناعة الحديد والصلب والتبدلات في مواقع صناعة الورق والنسيج كان متطابقا الى حد كبير مع التبدل التقني أيضاً. وصناعات المكائن الكهربائية والالكترونية توسعت ونمت نمواً مستمراً، فالأقاليم التي توجد فيها هذه الصناعات شهدت مثل هذا النمو كجنوب نيو أنكلند وجنوب كاليفورنيا.
ومن العوامل المهمة الأخرى التي تؤدي الى التغير في الأهمية النسبية لمواقع الصناعة هو تغير اتجاهات طرق النقل الرئيسة من موقع لآخر بسبب التطور في حمولة وسرعة وأنواع وسائط النقل. فهذا التطور يؤدي الى خفض كلف النقل بشكل مستمر ومن ثم تركيز النشاط الصناعي في المواقع القائمة التي تستفيد من تراجع هذه الكلف والى إقامة مواقع جديدة لم يكن ممكناً إقامتها سابقاً إن تطوير أنماط نقل كفوءة مثل الأنابيب والأحزمة الناقة Conveyer Belt ، والحاويات Containers، والنقل المعلق والنقل المتخصص قد أدى الى تراجع أثر النقل في تغيير أنماط المواقع الصناعية والى تحرير الصناعات نسبياً مـن الارتباط بمواقع معينة.
وعلى العموم فإن المراكز الصناعية تبقى ذات أهمية كبيرة، وإن ليس جميع المراكز الصناعية تفقد أسباب نشأتها الأولى، ولعل من أهم أسباب قوة وأهمية المراكز الصناعية القديمة هو قوة الاستمرار أو ما يسمى القصور الذاتي الجغرافي Geography Inertia الذي يعتمد أولاً على رأس المال الثابت (المكائن والمعدات)، وهي ثابتة بدرجة عالية ولعمر طويل. وهذا يمثل استثماراً ثقيلاً لا يمكن إلغاءه بسهولة أو تجاوز منافعه. إن من الأرخص توسيع الطاقات الإنتاجية.
في الموقع القائم من إقامة مصنع جديد في موقع جديد، وقد يكلف الموقع الثاني ثلاثة أضعاف نفس الطاقات للمصنع القائم. فوائد أخرى في الموقع القديم تضاف مع الزمن مثل مهارة قوة العمل نشر السمعة تسهيلات النقل، تخصص إدارات تسويقية وخدمات صناعية، فضلاً عن الروابط بين الصناعات، قد تكون هذه مقنعة وكافية للمركز لجعل الصناعات فيه لها قدرة ضخمة على الجذب ولعل هذا ما يتضح مما تتمتع به مواقع قديمة مثل صناعة الصلب في Pittsburgh في الولايات المتحدة و Sheffield في المملكة المتحدة. وفي كلتا الحالتين الجذب الموقعي الأصل قد انحط في أهميته لكن الإضافة التي تم توارثها في المجاورة من الصناعات التي تستخدم الصلب نتج عنها أن هذه المراكز قد حافظت على أهميتها العالية في إنتاج الصلب. في حين أن حالة مغايرة تتمثل بالقصور الكبير الذي احتفظت به صناعة النسيج في نيو أنكلند قد تحول لموقع آخر.
ومما ورد في أعلاه يمكن أن نشير الى ستة عوامل تلعب دوراً أساسياً في جذب الصناعات نحو المواقع المركزية هي: التسويق الاختراعات، تسهيلات النقل، اقتصاديات التكتل، توفر العمالة، وعوامل الاستبدال.
وعدة دراسات تطبيقية عن الصناعة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أكدت على أن السوق يمثل الأهمية الأولى من بين الاعتبارات في التوقيع الصناعي، وكذلك فإن ذات العوامل إن تبدلت أو قل المعروض منها وفائدتها للصناعة فإن الصناعات تهجر مواقعها المركزية نحو الأطراف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). Keinath F.William, The Spatial Component of the Post Industrial Society, Economic Geography, Vol.61 No.3, July 1985, PP. 223-232.
(2). Edward J.Maleeki,OP. Cit, P 345.
(3). A- Filler, Invention Diffusion and Industrial Locational PP. 84-87
(1) عبد الزهرة علي الجنابي واقع واتجاهات التوطن الصناعي، ص 40.
(2). نفس المصدر، ص 42.