x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
أثر الكتل الهوائية في مناخ بعض الأقاليم
المؤلف: د.عبد العزيزطريح شرف
المصدر: الجغرافيا المناخية والنباتية
الجزء والصفحة: ص 136ــ 140
2024-09-29
247
تعتبر الكتل الهوائية عاملا رئيسيا من العوامل التي تتحكم في مناخ أي منطقة وفي أحوالها الجوية ، ولهذا فقد أصبح من المهم ، عند دراسة مناخ أي منطقة معرفة نوع الهواء الذى يؤثر فى مناخها والمصادر التي يأتي منها وصفاته المناخية وخصوصا من حيث درجة الحرارة والرطوبة .
ويتوقف تأثير الكتل الهوائية على مناخ الأقاليم المختلفة على عدة عوامل أهمها : موقع الإقليم بالنسبة للمناطق التي تنشأ فيها الكتل الهوائية المختلفة ، ثم تغير نظام الضغط الجوى من فصل إلى آخر ، فهناك مثلا أقاليم تخضع طول السنة تقريبا لتأثير نوع واحد من الكتل الهوائية ولا يكاد يصلها في أي فصل من الفصول أى نوع آخر من الهواء ، وينطبق هذا بصفة خاصة على الأقاليم التي تنشأ فيها الكتل الهوائية نفسها، كما هي الحال في الأقاليم القطبية التي تنشأ فيها الكتل المسماة بهذا الاسم ، ثم الأقاليم الواقعة فى نطاق الضغط المرتفع الدائم وراء المدارين ، حيث تنشأ الكتل الهوائية المدارية ، وكذلك المناطق المحصورة بين المدارين ، وهي المناطق التي تخضع طول السنة تقريبا لتأثير الكتل الهوائية المدارية .
ولكن هناك أقاليما أخرى تتأثر خلال فصل معين من فصول السنة بنوع واحد من الكتل الهوائية ، ثم تتأثر في فصل آخر بنوع مختلف تماما الأول ، وفى مثل هذه الأقاليم تتغير الأحوال الجوية المناخية تغيرا كبيرا من فصل إلى آخر ، ولكنها مع ذلك تسير على نظام ثابت تقريبا خلال كل فصل على حدة ففى شمال الصين مثلا يتميز فصل الشتاء بوصول هواء قطبی جاف شدید البرودة (CP) مصدره الكتلة الهوائية القطبية القارية التي تنشأ فوق سيبيريا ، أما فصل الصيف فيتميز بوصول هواء مداری بحری (mT) حار رطب مصدره الكتلة الهوائية المدارية البحرية التي تنشأ فوق المحيط الهادي.
وهناك غير ذلك أقاليم واقعة في مناطق الصراع بين كتل هوائية مختلفة، ومثل هذه الأقاليم تتعرض في الفصل الواحد أو في الشهر الواحد ، لغزو حتى أنواع متباينة من الهواء بحيث لا يستمر كل نوع منها إلا لمدة قصيرة ، ثم يتقهقر ليحل محله هواء من نوع آخر ، ويترتب على ذلك أن يكون مناخ هذه الأقاليم عرضة للتغير من وقت إلى آخر ، وذلك فضلا عن تعرضه لحدوث كثير من الأعاصير أو المنخفضات الجوية التى تتكون عادة في مناطق التقاء الكتل الهوائية المختلفة الشأة والصفات كما سنرى فيما بعد ، ويعتبر غرب أوروبا ، وخصوصا البلاد الساحلية والجزر البريطانية ، من أحسن الأمثلة لهذا النوع من الأقاليم ، هذا واضحا بمجرد النظر إلى الخريطة شكل (34) ففى فصل الشتاء مثلا ويبدو قد يتعرض غرب أوروبا فى أى وقت من الأوقات لوصول هواء مدارى دافىء
سواء من الكتلة القارية فوق شمال افريقية ( cP ) أو من الكتلة البحرية المقابلة لها على المحيط الأطلسي ( m ) ، ويؤدى وصول هذا الهواء أو داك إلى ظهور حالة دفء غير عادية . وفى نفس هذا الفصل قد يتعرض غرب أوروبا كذلك لغزو. هواء قطبي جاف (CT) شديد البرودة من شمال أوراسيا ، فيترتب على ذلك حدوث موجات برد قاسية وظهور صقيع شديد يستمر عدة أيام أو أسابيع ، أو لغزو هواء قطبي بحرى ( m ) رطب شديد البرودة أيضا. الكتل الهوائية التي تنشأ فوق المحيط الأطلسي إلى الشمال من الدائرة القطبية أو فوق جرينلاند . ويلاحظ أن الهواء الواصل من جرينلاند ، رغم أنه يكون قاريا في أول الأمر ، إلا أن مروره على المحيط قبل وصوله إلى سواحل أوروبا يؤدى إلى تحمله ببعض الرطوبة ، ويصبح أقرب إلى الهواء البحرى منه إلى الهواء القارى .
أما في فصل الصيف فان المناطق الداخلية من كتلة أوراسيا تكون شديدة الجزارة جدا ، ولهذا فان الكتل الهوائية التي تنشأ فوقها تكون الأخرى شديدة الحرارة ، وذلك فضلا عن أنها تكون شديدة الجفاف ، وكثيرا ما يؤدى وصول هوائها إلى السواحل الغربية لأوروبا إلى حدوث موجات حرارية قاسية جدا . وإلى جانب ذلك يتعرض غرب أوروبا في نفس هذا الفصل لوصول هواء قطبى بحرى أو قارى يكون غالبا له تأثير ملطف على درجة الحرارة . . وإذا انتقلنا إلى الولايات المتحدة نجد أن ظروفها لا تختلف كثيرا عن ظروف القارة الأوروبية ، وذلك من حيث كونها تتعرض لغزو أنواع متباينة من الهواء ، مما يكون سببا في حدوث تغيرات كثيرة في الأحوال الجوية حتى . الفصل الواحد ، ففى فصل الشتاء تتعرض البلاد لحدوث موجات برد غاية في القسوة يكون سببها وصول هواء قطبي جاف cP من الكتل التي تتكون في شمال كندا، وقد تنخفض درجة الحرارة أثناء حدوث هذه الموجات إلى أقل من 6 مئوية ، ورغم أن درجة حرارة هذا الهواء القطبي ترتفع تدريجيا كلما ابتعدنا نحو الجنوب فإنه يظل شديد البرودة حتى بعد وصوله إلى سواحل خليج المكسيك ، وقد يحدث ان تنخفض درجة الحرارة على هذه السواحل إلى مادون درجة التجمد ، إلا أن حرارة هذا الهواء سرعان ما ترتفع بمجرد خروجه من اليابس ومروره على مياه المحيط . ويطلق اسم البليزارد Blizzard على العواصف القطبية ذات البرودة القاسية التي تتعرض لها كندا والولايات المتحدة ، وكثيرا ما تؤدى هذه العواصف إلى حدوث خسائر مادية كبيرة ، كما تؤدى إلى حدوث كثير من الوفيات .
أما في فصل الصيف فتتعرض الولايات المتحدة لموجات حرارية شديدة جدا يكون سببها هو وصول هواء مدارى بحرى ( m ) من الكتل المدارية البحرية التي تتكون على المحيطين الأطلسي والهادي في نطاق الضغط المرتفع وراء مدار السرطان ، وبعض هذه الموجات الحرارية تكون من الشدة بحيث يترتب عليها حدوث بعض الوفيات بين السكان.
أما مناخ جمهورية مصر العربية خصوصا الجزء الشمالي منها فيخضع لتأثير أربعة أنواع مختلفة . الكتل الهوائية التى تصل منها تيارات هوائية ذات صفات من خاصة وهذه التيارات هي :
أ ـ تيارات قطبية قارية شديدة البرودة جدا مصدرها الكتلة الهوائية القارية في شمال روسيا ، وهى تصل إلى مصر عن طريق شبه جزيرة البلقان ، وذلك في مؤخرة المنخفضات الجوية الشتوية ، ورغم أنها تكون جافة في الأصل فإنها تمتص بعض بخار الماء عند مرورها على البحر المتوسط ، كما أن هواءها يسخن تدريجيا في طبقاته السفلى لمروره على سطح مياه البحر وسطح مصر الدافئين نسبيا ، مما يؤدى إلى عدم استقرارها ، ويتبع ذلك تكون سحب كثيفة وسقوط بعض الأمطار ، وقد تواصل هذه التيارات سيرها نحو الجنوب وتصل أحيانا إلى السودان حيث تؤدى إلى اثارة زوابع ترابية .
ب - تيارات قطبية بحرية شديدة البرودة تصل إلى مصر في فصلي الخريف والشتاء عن طريق فرنسا ووسط أوروبا وإيطاليا ، ويؤدى مرورها على مياه البحر المتوسط الدافئة نسبيا إلى عدم استقرارها فتكون سببا في إثارة العواصف والأمطار في شمال مصر وقد تصل في هبوبها كذلك إلى السودان ، ومصدر هذه التيارات هو الكتل الهوائية القطبية التي تنشأ فوق شمال المحيط الأطلسي .
ج ـ تيارات مدارية قارية حارة شديدة الجفاف مصدرها الكتل الهوائية المدارية التي تتكون على الصحراء الكبرى وصحارى شبه الجزيرة العربية ، وتصل هذه التيارات إلى شمال مصر فى فصل الربيع بصفة خاصة ، وذلك في مقدمة المنخفضات الجوية ، وهي التي يطلق عليها عادة اسم ( الخماسين).
د ــ تيارات مدارية بحرية مصدرها الكتل المدارية البحرية فوق المحيط الأطلسي ، وتصل هذه التيارات إلى مصر في فصل الربيع عقب مرور المنخفضات الجوية الخماسينية على شكل رياح غربية باردة نسبيا ، لأن المحيط الأطلسي يكون فى هذا الفصل أقل حرارة من البحر المتوسط ، ولكنها لا تسبب في غالب الأحيان سقوط أمطار ، وإن كانت تظهر معها بعض السحب المنخفضة والزوابع الترابية .