x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
التفاوت بين عذاب الدنيا والآخرة
المؤلف: مركز نون للتأليف والترجمة
المصدر: بحوث أخلاقية من "الأربعون حديثاً"
الجزء والصفحة: ص138-139
2024-05-27
775
إنّنا لا نستطيع أن نُدرك شدّة حرارة نار الآخرة في هذا العالَم، إذ إنّ أسباب شدّة العذاب وضعفه تختلف بين الدنيا والآخرة من جهات خمس:
أوّلاً: تتبع قوّة الإدراك وضعفه إذ كلّما كان الإدراك أتمّ وأنقى كان إدراك الألم والعذاب أكثر. وجميع إدراكاتنا في هذه الدنيا ناقصة وضعيفة ومحجوبة بحجب كثيرة، إنّ أعيننا لا ترى اليوم الملائكة ولا جهنّم وآذاننا لا تسمع الأصوات العجيبة والغريبة الّتي تصدر من البرزخ وأصحابه ومن القيامة وأهلها، وحواسنا لا تحسّ بحرارة ذلك المكان. كلّ ذلك لأنّها ناقصة، إنّ الآيات والأخبار الواردة عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) تؤكّد على هذا الأمر تلويحاً وتصريحاً.
ثانياً: تعتمد على اختلاف الأجسام في تقبّل الحرارة ومكوثها في النار، فالذهب والحديد مثلاً يتقبّلان الحرارة أكثر من الرصاص والقصدير، وهذان يتقبّلانها أكثر من الخشب والفحم، وهذان أكثر من الجلد واللحم.
إنّ جسم الإنسان في هذا العالَم لا يتحمّل الحرارة فإنّه إن بقي ساعة واحدة في نار هذه الدنيا الّتي تعتبر باردة بالقياس إلى نار الآخرة لاستحال إلى رماد، وبالتّالي لن يبقى في العذاب، بينما الله القادر يجعل الجسم قابلاً للبقاء في نار جهنّم دون أن يذوب ليذوق العذاب، هذه النار الّتي شهد جبرائيل بأنّه لو جيء بحلقة واحدة من سلاسل جهنّم الّتي طول الواحدة منها سبعون ذراعاً إلى هذه الدنيا لأذابت جميع الجبال من شدّة حرارتها.
ثالثاً: إنّ مستوى ارتباط قوّة الإدراك بالموضع المتعرِّض للحرارة له أثر كبير في شدّة العذاب وضعفه، فالمخّ مثلاً سيكون تأثُّره بالحرارة أشدّ من العظام، لأنّ قوة الإدراك والإحساس فيه أكبر.
إنّ ارتباط النفس بالجسد في هذه الدنيا ضعيف وناقص، ففي هذا العالَم يستعصي على النفس أن تظهر فيه بكامل قواها، وأمّا الآخرة فهي عالَم ظهور النفس، ويكون ارتباطها بالجسد هناك أتمّ مراتب النسبة والارتباط كما هو ثابت في محلّه.
رابعاً: إنّ للحرارة نفسها من حيث كمالها ونقصانها دوراً في الشدّة والضعف، فالحرارة الّتي تصل إلى مائة درجة تؤلم أكثر من الحرارة الّتي تصل إلى درجة خمسين.
إنّ نار هذه الدنيا نار باردة عرضية تحتاج لمادّة تقوم بها ومشوبة بمواد خارجية غير خالصة. أمّا نار جهنّم فنار خالصة لا تشوبها شائبة، قائمة بذاتها ذو إرادة تحرق بإدراك وإرادة وتشدِّد العذاب بقدر الإمكان والقران الكريم والأخبار الشريفة مليئة بوصفها.
خامساً: إنّ مدى ارتباط الحرارة المحرقة بالجسم وتمكّنها منه له تأثيره في تخفيف العذاب وتشديده. فإذا كانت النار قريبة من اليد كان الإحتراق أخفّ ممّا إذا التصقت النار باليد.
إنّ ارتباط نار جهنّم والتصاقها بالجسم لا شبيه له في هذا العالَم، ولو تجمّعت جميع نيران العالَم وأحاطت بإنسان لما أحاطت بغير سطح جسمه. أمّا نار جهنّم، فتحيط بالظاهر والباطن، إنّها تحرق القلب والروح والقوى، وتتّحد بها بنحو لا نظير له في هذا العالَم.
فيتبيّن ممّا ذكر أن هذا العالَم لا تتوافر فيه وسائل العذاب بأيّ شكل من الأشكال، فلا أجسامه جديرة بالتقبُّل، ولا مصادره الحرارية تامّة القوّة، ولا الإدراك تام. إنّ النار الّتي تستطيع أن تحرق جهنّم بنفس منها لا يمكن أن نتصوّرها ولا أن ندركها، إلّا إذا كنّا لا سمح الله من المتكبّرين، انتقلنا من هذا العالَم إلى الآخرة قبل أن نُطهِّر أنفسنا من هذا الخُلق القبيح، فإنّنا سنراها حينئذٍ رأي العين ﴿فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾[1].
[1] سورة النحل، الآية: 29.