الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الآباء المغرورون
المؤلف: محمد تقي فلسفي
المصدر: الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة: ص 76 ــ 78
2024-01-17
1127
إن الأب المغرور يتوقع أنه عندما ينام يجب على جميع أفراد العائلة أن يسكتوا احتراماً له، لا يتحدث أحد، ولا يحدثوا صوتاً لكي ينام هو ويستريح استراحة كاملة. إذ صاح طفل أو انغلق باب بفعل ريح وأحدث صوتاً، أو سقط شيء على الأرض فينهض من النوم يحدث عاصفة ويزجر بها جميع أفراد العائلة ولكن في رأي هذا الأب المغرور أن لا أهمية لاستراحة الآخرين، وهو يعطي لنفسه الحق أن يصرخ عندما يكون الجميع نياما، أو يغلق الباب بقوة، فيقفز الجميع من نومهم مضطربين، ومن ثم لا يسمح لأي منهم بالاعتراض.
تعسف الآباء
إن أطفال هذه العائلة ونتيجة لسوء تصرفات الأب غير الموجهة يترعرعون غاضبين وفي حالة عصبية سيئة، ويشعرون في أنفسهم بالذلة، وبالتدريج يصابون بعقدة الحقارة، وهؤلاء مجبرون على أن يخضعوا طوال فترة الطفولة لجميع أنواع الصعوبات وعدم الإرتياح تحت الظروف التي يعيشون فيها، لأنهم صغار السن وضعفاء، ولا يستطيعون أن يبدوا ردود فعل أمام التصرفات الخشنة للأب القوي، أو يدافعوا عن أنفسهم.
إن المشكلة الكبيرة في هذه العائلة تبدأ عندما يجتاز الأطفال مرحلة الطفولة ويدخلون مرحلة الشباب والقوة، في الوقت الذي يكون باطنهم مملوءاً بالذكريات المرة والحزينة لفترة الطفولة، ويتعذبون من عقدة الحقارة التي وجدت لديهم نتيجة تصرفات الأب الصعبة. في مثل هذه العائلة نجد من جهة أباً مغروراً، يريد كالماضي أن يكون متفوقاً ويغطي عقدة حقارته الباطنية بالتحكم والتشديد على ابنائه الشبان، ومن جهة أخرى نرى الأبناء قد أصبحوا الآن شباناً أقوياء ليس فقط أنهم لا يطيعون أباهم الصعب، كما كانوا في عهد الطفولة، ولكنهم بما أنهم أصيبوا بعقدة الحقارة يريدون كالأب أن يثبتوا وجودهم من خلال إبراز القدرة، لكي يجعلوا أفراد العائلة يخشونهم، فيمسكون بزمام الأمور بأيديهم ويعوضون عن عقدة الحقارة، ومن البديهي انه في مثل هذه الظروف تكون العائلة ميداناً للمشاجرة وعدم التفاهم، ولهذا نرى أن الأبناء يقفون بوجه الآباء ويقاومونهم وصولاً إلى أهدافهم، وتكون النتيجة سلب الأمن والراحة من البيت، ووجود عاصفة من الاختلاف فتصبح الحياة غير عادية وسيئة جدا.
علاج عدم التفاهم:
في مثل هذه الحالات يجب على الآباء والأبناء الشبان أن يتبعوا العقل والمصلحة العامة، وترك التعصب واللجاجة، والإنصراف عن الرغبات الخاطئة، لكي يستطيعوا معاً حل مشاكلهم والتمهيد للانسجام وحسن التفاهم وتوفير الوئام ليواصلوا الحياة في صفاء وصداقة.