تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
مفهوم الانتقال من الكُمُون الحراري إلى الحرارة الكامنة عند ابن حزم الأندلسي (القرن 5هـ/11م)
المؤلف:
سائر بصمه جي
المصدر:
تاريخ علم الحرارة
الجزء والصفحة:
ص197–199
2023-05-04
1459
انتقد ابن حزم، نظرية الكُمُون النظامية، وقد حاول أن يمنح نقده هذا ركيزة برهانية تستند إلى العلم؛ فابن حزم، بناءً على طبائع المواد، يرى أنَّ الخشب لا يحترق لأنَّ في قلبه نارا، بل لأن طبيعته أن يحترق كُلَّمَا قاربَتْه النَّارُ. والنواة لا تكمن فيها النَّخلة كمونا سابقًا، بل رَكَّبها الله بحيث إنها إذا لامست الرُّطوبة الأرْضِيَّة والمناخ المناسب أنبتت النَّخل؛ لذلك فالأمر يتعلق بطبائع الأشياء وليس أنَّ الأشياء كامنة ببعضها، وهناك بون شاسع بين الكمون والطبائع والمنتقدون لنظرية الكمون، أمثال ضرار بن عمرو (تُوفّي نحو 190هـ / 805م والأشاعرة، لم تلفت انتباههم هذه النقطة. 46
قال ابن حزم «أَمَّا الكُمُون فإِنَّ طائفة ذهبت إلى أنَّ النار كامنة في الحجر، وذهبت طائفة إلى إبطال هذا، وقالت إنه لا نار في الحجر أصلا وهو قول ضرار بن عمرو. قال أبو محمد: وكل طائفة منهما فإنها تُفرط على الأخرى فيما تدَّعي عليها؛ فضرار ينسب إلى مُخَالِفيه أنَّهم يقولون بأنَّ النخلة بطولها وعَرْضها وعظمها كامنة في النواة وأنَّ الإنسان بطوله وعَرْضه وعمقه وعظمه كامن في المَنِي، وخُصُومه ينسبون إليه أنه يقول ليس في النار حَرٌّ، ولا في العنب عصير، ولا في الزيتون زيت ولا في الإنسان دم.»47 ثم يُورد ابن حزم أدِلَّته على عَدَم صحة مذهب الكُمُون، فقال: «وكلا القولين جنون محض ومكابرة للحواس والعقول، والحق في ذلك أنَّ في الأشياء ما هو كامن كالدم في الإنسان، والعصير في العنب، والزيت في الزيتون، والماء في كل ما يُعتصر منه، وبرهان ذلك أنَّ كل ما ذكرنا إذا خرج مما كان كامنًا فيه ضَمر الباقي لخروج ما خرج، وخفَّ وزنه لذلك عَمَّا كان عليه قبل خروج الذي خرج، ومن الأشياء ما ليس كامنًا كالنار في الحجر والحديد، لكن في حجر الزناد والحديد الذكر قوة إذا تضاغطا احتدم ما بينهما من الهواء، فاستحال نارًا. وهكذا يعرض لكل شيءٍ مُنْحَرِق فإنَّ رطوباته تستحيل نارًا ثم دخانًا، ثم هواء؛ إذ في طبع النار استخراج ناريات الأجسام وتصعيد رطوباتها حتى يفنى كل ما في الجسم من الناريات والمائيات عنه بالخروج، ثم لو نفخت دهرك على ما بقي من الأرضية المَحْضَة وهي الرماد لم يحترق ولا اشتعل إذ ليس فيه نار فتخرج، ولا ماء فيتَصعَّد، وكذلك دهن السِّراج فإنه كثير الناريات بطبعه، فيستحيل بما فيه من المائية اليسيرة دخانًا هوائيا، وتخرج ناريته حتى يذهب كلُّه. وأما القول في النوى والبزور والنُّطَف فإنَّ في النواة وفي البزر وفي النطفة طبيعةً خلقها في كل ذلك الله – عز وجل – وهي قوة تجتذب الرطوبات الواردة عليها من الماء والزبل ولطيف التراب الوارد كل ذلك على النواة والبزر، فتحيل كل ذلك إلى ما في طبعها إحالته إليه فيصير عُودًا ولحاء وورقًا وزهرًا وثمرًا وخوصًا وكَرْمًا ومثل الدم الوارد على النطفة فتحيله طبيعته التي خلقها الله تعالى فيه لحمًا ودمًا وعظمًا وعصبًا وعروقًا وشرايين وعضلا وغضاريف وجلدًا وظُفرًا وشَعَرًا، وكل ذلك خلق الله تعالى، فتبارك الله أحسن الخالقين، والحمد لله رب العالمين.»48
وانطلاقا من فكرة أنَّ الوقائع الحسية ثابتة، ومُطَّرِدة للعيان، وتفرض وجودها باعتبارها نمطًا من أنماط الخبرة يَختلفُ عن غيره من الأنماط؛ فإنَّ ابن حزم ينتقد من ينكر خاصية الحرارة والإحراق في النار فيقول: «ذهب الباقلاني، وسار الأشعرية إلى أنه ليس في النَّار حَرٌّ، وهذا موضع تشهد الحواس بتكذيبهم، ولعل بطونكم لا مصارين فيها، ورؤوسكم لا أدمغة فيها، لكن الله خلق كل ذلك عند الشدخ، والشق.»49
_________________________________________
هوامش
46- يفوت، سالم، ابن حزم والفكر الفلسفي في المغرب والأندلس، ط 1، المركز الثقافي العرب، الدار البيضاء، 1986م، ص 352.
47- ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنحل، ج 5، ص80.
48- ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنحل، ج 5، ص81.
49- الزعبي، أنور خالد، ظاهرية ابن حزم الأندلسي، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، عمان، 1996م، ص92.