قسّ بن ساعدة الإيادي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص173
29-09-2015
3325
هو قسّ بن ساعدة بن عمرو بن عديّ من بني
إياد، كان أسقف نجران كثير الزهد في الدنيا: يقال إنه فقد أخوين له ودفنهما بيده، فحمله
ذلك على الانصراف عن الدنيا مرة واحدة. وكان قسّ بن ساعدة يحضر عكاظ ويخطب في التزهيد
والتخويف. ويبدو أيضا أنه كان يزور بلاد الروم.
وتوفّي قسّ بن ساعدة نحو عام 22 ق. ه.
(600 م).
مختارات من شعره ونثره:
قيل إن الرسول صلّى اللّه عليه[وآله] وسلم
رأى قسّ بن ساعدة يخطب في سوق عكاظ ويقول (1): أيّها الناس، اجتمعوا واسمعوا
وعوا. من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت.... آيات محكمات: مطر ونبات، وآباء
وأمّهات، وذاهب وآت، ضوء وظلام، وبرّ وأثام، لباس ومركب، ومطعم ومشرب، ونجوم تَمور،
وبحور لا تغور (2)، وسقف مرفوع، وليل داج، وسماء ذات أبراج (3).
ما لي أرى الناس يموتون ولا يرجعون: أرضوا بالمقام فأقاموا، أم حبسوا فناموا؟ . .
. يا معشر إياد، أين ثمود وعاد، وأين الآباء والأجداد؟ أين المعروف الذي لم يشكر، والظلم
الذي لم ينكر؟ . . . .
في الذاهبين الأوّلي ... ـن من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا... للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها... يمضي الاصاغر والاكابر
لا يرجع الماضي ولا... يبقى من الباقين
غابر (4)
أيقنت أني، لا محا... لة، حيث صار القوم
صائر
______________________
1) من البيان والتبيين 1:308-309.
2) مار يمور: يتحرك. يغور: يذهب ماؤه، ينضب.
3) داج مظلم. ابراج: منازل الكواكب في السماء.
4) غابر: باق.