x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الثقافة والعولمة
المؤلف: محمد احمد السامرائي
المصدر: فلسفة المكان في الفكر الجغرافي
الجزء والصفحة: ص 146- 149
24/12/2022
1016
الثقافة والعولمة:
يتجلى دور المثقف في أهميته لمواجهة العولمة، كونه الإنسان القادر على أداء مهامه في هذه المواجهة للمحافظة على ثقافة المجتمع وهويته وخصوصيته والجغرافي إنسان مثقف، ومثقف بامتياز لكونه يفوق الآخرين باستيعابه للعالم فهو معني بدراسة كل ما على سطح الأرض، لذا تقع عليه هذه المسؤولية في المواجهة.
لقد أصبح تفوق الثقافة اليوم يعني امراً أساسياً واحدا وهو: ألا تكون ، ولما كان المثقف هو "إنسان" تتجلى "الثقافة على هامش حضارة العصر حقيقته لكونه الشخص الذي يستوعب حقيقة ذاته وحقيقة مجتمعه وأمته والمرحلة التاريخية الراهنة للتطور الإنساني، عليه أن يقرن مسيرته ببعض الخصائص والسمات ومنها: إلا يكون في مسيرته "هاوية" تفصله عن واقعة السياسي والاجتماعي.
وأن لا يحمل تفويضا من أي إنسان ولا تعين له كيانه أية سلطة والمثقف يجب أن يكون مبدعا، إلا أن هذا الإبداع لا يتحقق إلا عندما يريد أن ينتج في ذاته ولدى الآخرين وحدة الشخصية الحقيقية " والمثقف من يتسلح بنظرة كونية" تحدث تركيبا بين التخصص والموسوعية، بمعنى أنه لابد للمثقف أن يقرأ في تخصصات مختلفة. وأعتقد أن هذا شأن الجغرافي في قراءته لما حوله ودراسته للظواهر الموجودة في العالم المعاصر.
و الثقافة أيضا هي تعبير عن شخصية تنمو وتتفتح وتتجدد وتبدع، وهذه الشخصية هي وعي متزايد وموقف حيوي من مشكلات الإنسانية.
إن جميع الثقافات القومية لأمم لها تاريخ حضاري يحكمها اتجاهان في تميز ثقافتها:
الاول: الأصالة حيث تشكل واحدا من مكونات الحضارة القومية للأمم ونعني بها محاورة الماضي من أجل الحاضر والمستقبل.
الثاني: الحداثة والتي تقوم على المشاركة والمساهمة في هذا التحول الكبير الذي تشهده الإنسانية اليوم
والحداثة ايضا هي: مشروع حضاري يقوم على عدة أسس:
اولا: الفردية وهي استخلاص الفرد من شبكة الجماعية الذي كان غارقا فيها من القرون الوسطى.
ثانيا: العقلانية وهي تقوم على الاعتماد على العلم والتكنولوجيا.
فالثقافة ليست مطلقا بل أداة تغيير وموقف حي من المشكلات الكبرى التي تطرحا التحديات المصيرية على الشخصية الإنسانية، ومن هنا يبدأ التأكيد على دور الجغرافي في الحياة المعاصرة.
إذن الواقع يؤكد بأنه ليس هناك ثقافة عالمية واحدة وإنما توجد ثقافات متعددة متنوعة تعمل كل منها بصورة تلقائية، أو بتدخل ارادي من أهلها على الحفاظ على كيانها ومقوماتها الخاصة
ولما كانت العولمة هي "ايديولوجية" بحد ذاتها ، فقد برزت الحاجة إلى فهم العالم ثقافيا . أي اعتماد (منهجية التحليل الثقافي) الذي يعده السيد ياسين المدخل الأساسي لتحليل العالم المعاصر
فقد انتهت اليوم الإنساق الفكرية المغلقة واعتمدت الإنساق الفكرية المفتوحة التي تعتمد التركيب، لكن الجديد فيها هو أنه سيحصل تركيب بين عناصر متضادة.
إن تحقيق الأنساق الفكرية المفتوحة يعني الوصول إلى الفكر الأخر، كما تعني الثقافة العالمية بحاجة إلى (حوار حضارات)على حد تعبير المفكر الفرنسي روجيه غارودي للوصول إلى نقاط التقائها من اجل الإسهام المشترك في حل المشكلات المعاصرة
إذن هذه العولمة تضرب بعرض الحائط الخصوصيات الثقافية، وكذلك الخصوصيات الجغرافية، وتتجاوزها بعد أن تدك بناها الاجتماعية، وتسعى إلى قولبة الفئات والشعوب والاثنيات أو الأمم والدول وما إلى ذلك وتفريغهـا مـن مضامينها الثقافية والسياسية كما يقـ جويل بوغيزون"(Joel Bonnemaison).
فالمنطق الثقافي السياسي هو المنطق المضاد للعولمة الذي يتطلب أن نعمل به ونفرد له حيزاً أساسياً في أبحاثنا ودراستنا وهذا ما يدفعنا إلى صوغ محكم لمناهجنا في الحقول الجغرافية.
إن دور الثقافة في تنظيم المجال الجغرافي (وأراضيه) يكون من مهمات الجغرافية النوعية" انطلاقا من المعاني والرموز الدالة على نزوع الجماعات على التماهي مع المكان (أو الأراضي) الذي تعيش فيه في توارثها له، وفي صياغة مشاريعها المستقبلية بشأنه، وذلك على نحو يجعل العلاقة : المكان مع (أو الأراضي) أحدى الآليات المشكلة للشخصية الاجتماعية في سياق تماهي الجماعة مع المكان أو مع أراضيها, كما أن من عوامل صمود الفكر الجغرافية ضد العولمة هو إعادة توثيق مفهوم الهوية بثوابت الأصل والماضي، وربط الهوية الجغرافية بقيم أخلاقية متينة في الروحي عامة وفي الديني خاصة، كتعبير عن حقيقة هذا الواقع ومكوناته.