الاجتناب من التفسير بالرأي مذموم
المؤلف:
السيد محمد علي أيازي
المصدر:
تفسير القرآن المجيد المستخرج من تراث الشيخ المفيد
الجزء والصفحة:
ص21-22.
17/10/2022
2579
لا خلاف بين أهل القبلة في عدم جواز التفسير بالرأي، إذا كان هناك نص يفسّر الآية، ويعارض الرأي ذلك النص، ويظهر من كلمات العلماء أن معنى التفسير بالرأي هو أن يقول المفسّر في معنى الكلمة أو الآية مالا يؤيده ظاهر اللفظ بوجه من الوجوه، ولا يوجد نص يوافقه في رأيه من النبي (صلى الله عليه وسلم) أو أهل بيته (عليهم السلام).
قال الشيخ المفيد:
" إن تفسير القرآن لا يؤخذ بالرأي، و لا يحمل على اعتقادات الرجال والأهواء".
ويقول في موضع آخر:
" إن تأويل كتاب الله تعالى لا يجوز بأدلة الرأي، ولا تحمل معانيه الأهواء، ومن قال فيه بغير علم فقد غوى".
فالذي وصفه في النص الأول باعتقادات الرجال والاهواء، فسره في هذا النص بأنه قول بلا علم.
ثم يقول في مقام ثالث:
" من تأول القرآن بما يزيله عن حقيقته، وادعى المجاز فيه والاستعارة بغير حجة قاطعة، فقد أبطل بذلك، وأقدم على المحظور، وارتكب الضلال"(1).
وهكذا يحدد هوية الرأي المذموم، ويكشف موقفه الواضح منه.
وكان منهجه في التفسير، الاجتناب عن التفسير بالرأي المذموم في معناه الذي بينه، وحذر أصحاب هذا المبدأ وحمل عليهم بشدة، وصور فظاعة ما ارتكبوه تصويرا بليغاً وكرر التحذير من عواقبه(2).
وفي قباله قد اعتمد في تفسيره على الرأي المستند إلى الحجة اللغوية والبرهان العقلي والشاهد الروائي، ولو أردنا إحصاء موارد من أمثلة هذا المنهج في تفسيره لطال جمعها، وقد مرّ قسم منها في الفصول المتقدمة، ويكفينا في ذلك ما سنذكره في خصائص تفسيره من مدرسته العقلية واتجاهه الكلامي.
__________
1- الإفصاح:91. 164 و 177.
2- القرآن الكريم في مدرسة الشيخ المفيد، عبدالحميد: المقالات والرسالات من المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفية لوفاة الشيخ 36 : 23
الاكثر قراءة في منهج التفسير بالرأي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة