الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
طرق النقل البري- الطرق البرية الصناعية
المؤلف: فضل ابراهيم الاجود
المصدر: المدخل الى جغرافية النقل
الجزء والصفحة: ص 129- 135
5-8-2022
1954
الطرق البرية الصناعية وهي الطرق التي قام الإنسان بتشييدها وتتمثل في الآتي:
- الطريق المعبد: وهو الطريق الذي قام الإنسان باختيار مساره في المناطق المناسبة على سطح الأرض بعد دراسات معينة تليها تسوية الأرض وإزالة ما عليها من أحجار ونبات، وتعبيدها بمواد مختلفة، منها الخشب وأغصان الأشجار والأحجار والأسفلت والإسمنت أو بالأسفلت والإسمنت معا والطريق المعبد يختلف عن الطريق الطبيعي في كون أن الإنسان عند إقامته له - تدخل بتسوية الأرض بوسائل مختلفة، وإضافة مواد صلبة (في الأرض الضعيفة) تجعل الطرق قادرة على مقاومة الظروف المناخية السائدة (الأمطار الغزيرة مثلا) من جهة، وعلى تحمل وسائل النقل بحمولاتها مختلفة الأحجام من جهة ثانية، وبذلك يصبح الطريق المعبد تركيبة مغايرة لصفات الأرض التي يمر عليها فهو بذلك يصبح موحلا إذا أمطرت السماء ولا يتغير ويصير غبارا في الموسم الجاف).
وقد دلت الشواهد في مختلف أنحاء العالم على استخدام عدة مواد في تعبيد الطرق أهمها - كما سبق ذكره - الأخشاب وذلك عندما تغطى أسطح الطرق بألواح خشبية والأحجار عندما تغطى أسطح الطرق بقطع من الأحجار في صورة بلاط, (بعض الدول لاسيما الفقيرة منها لازالت تستخدم هذه المواد في تعبيد الطرق فيها). بالإضافة إلى الأسفلت أو الإسمنت اللذين يعدان أهم المواد التي تكون الطبقة العلوية في أغلب طرق العالم الحديثة .
والطرق المعبدة الحديثة في العالم تتكون من أربع طبقات في العادة إلا في بعض الأحيان، وهذه الطبقات هي:
1- التربة.
2- طبقة الأساس الثانية.
3- طبقة الأساس الأولى.
4- الطبقة العلوية . الشكل (13) يوضح هذه الطبقات .
وفي بعض الأحيان يتكون الطريق المعبد من ثلاث طبقات فقط، حيث يستغني عن طبقة الأساس الأولى خصوصا في المناطق التي تكون تكويناتها الصخرية صلبة وقوية، وفي أحيان أخرى تقتضى الظروف تزويد الطريق المعبد بمجموعة من الجسور والأنفاق، خاصة عندما يعبر الطريق مسطحات مائية أو أودية أو يمر عبر منطقة جبلية. والجسور التي تزود بها شبكة الطرق تختلف في الغالب في مادة بنائها، فبعضها تتكون من الحديد، والبعض الآخر من الإسمنت المسلح، وفي بعض الأحيان يتكون من الأخشاب وغيرها، كما أنها تختلف في ارتفاعاتها وأطوالها، والغرض الذي أنشئت من أجله، فبعضها لسير السيارات والبعض الآخر لعبور المشاة خاصة داخل المدن, إن الطريق المعبد إذا تم تشيده بإتقان، فإن الظروف الطبيعية لا تؤثر فيه إلا في أضيق الحدود في أغلب المناطق باستثناء المناطق الباردة حيث تتراكم عليه الثلوج في فترة معينة أو طوال العام، وكذلك المنطقة الصحراوية الحارة حيث تزحف عليه الكثبان الرملية .
إن الفضل في ظهور هذا النوع من الطرق وتطوره يرجع بالدرجة الأولى إلى اكتشاف العربة والعجلة، وما يتبعها من وسائل نقل مختلفة هذا وتظهر العديد من الدراسات بأن الطرق المعبدة أول ما ظهرت في مناطق الأودية النهرية في الشرق الأوسط والأدنى، وبخاصة في وادي الرافدين ووادي النيل, وإن أول طريق مرصوف في التاريخ أنشئ عام 3500 ق م في وادي الرفدين، كما أن الامبراطورية الفارسية في القرن السادس ق. م عرفت الطرق المعبدة، وأهم الطرق التي شيدتها الطريق الملكي الذي يبلغ طوله 2500 كم ويربط مدينة موسی عاصمة فارس بموانئ بحر إيجه ، كما عرفت الطرق المعبدة في الصين حيث كانت تستغل الأحجار في تعبيدها، وفي دولة الأنكا في أمريكا الجنوبية حيث امتازت طرقها بالاستقامة، وباستخدام الأحجار في الرصف مع عدم مراعاه الانحدارات؛ لأن الإنسان هو وسيلة النقل التي تتحرك على هذه الطرق في هذه الدولة (الأنكا) .
1 - أحجار مغلفة بالنتيومين + أسفلت ساخن.
2- الأساس الأولى أحجار مكسرة.
3- الأساس الثانية أحجار مكسرة.
4- التربة الأصلية .
ومن مناطق النشأة الأولى - وادي الرافدين ووادي النيل - انتقلت هذه الفكرة إلى أوربا عن طريق جزيرة كريت ، حيث تم الاهتمام بالطرق في أوروبا ولا سيما في عهد الإمبراطورية الرومانية فالرومان هم أول من أنشأ الطرق المرصوفة ذات الأساسات القوية من الأحجار الصلبة، وأثناء بناء الطرق الرومانية كانت تراعي الانحدارات بعكس ما حدث في دولة الانكا، كما تتم عملية تقطيع الأحجار في صورة بلاط متشابه الأحجام، ويصقل سطحه العلوي، وأهمية مراعاة الانحدارات تعود إلى أن الطرق الرومانية معدة أساسا لحركة العربات ذات العجلات والتي تجرها الخيول، وكان وراء الاهتمام بالطرق الرومانية أسباب متعددة سياسية وعسكرية واقتصادية، وهذه الأسباب جعلت هذه الامبراطورية تمتلك شبكة من الطرق تعد من أكبر الشبكات في العصور القديمة، حتى ظهر المثل القائل ((كل الطرق تؤدى إلى روما )) وبعد انهيار الإمبراطورية الرومانية عانت هذه الطرق من الإهمال والتسيب، حتى اندثرت أجزاء كبيرة منها ولم يبق من هذه الشبكة التي بلغت أطوالها120.000كم إلا بعض الآثار في فرنسا وإيطاليا والبانيا والمانيا في الوقت الحاضر.
هذا وتعد مساهمات شعوب وادي الرافدين ووادي النيل والأنكا والصين والإمبراطورية الرومانية محاولات جيدة وجادة في بناء الطرق، حيث استفادت منها الأجيال اللاحقة ولاسيما في أوروبا . هذا وتعد فرنسا أول دولة أوربية اهتمت بالطرق ففي عام 1716 أسست مؤسسة حكومية في فرنسا للإشراف على إنشاء الطرق وصيانتها، كما افتتحت مدرسة لتدريب المهندسين المتخصصين في مجال الطرق (مدرسة الطرق والجسور) في عام 1757 م.
ومن الدول الرائدة كذلك في هذا المجال بريطانيا، حيث برز فيها شخصان اهتما بالطرق هما تيلفورد Telford وماك أدم Mac Adam هذا وتتمثل طريقة تيلفورد في بناء الطرق في الآتي:
1- تسوية الأرض وإزالة ما عليها من نباتات وتغطيتها بطبقة من الأحجار كبيرة الحجم ودكها.
2- الأحجار الكبيرة بعد ذلك بطبقة من الأحجار الصغيرة ودكها هي الأخرى.
3- إنشاء قناتين على جانبي الطريق لتصريف مياه الأمطار .
أما طريقة ماك أدم فهي لا تختلف كثيرا عن الطريقة السابقة وتتمثل في:- تسوية الطريق وإزالة ما عليها من نباتات وتغطيتها بطبقة من الصخور الجيرية متوسطة الحجم ودكها, على أن يكون انحدار الطريق من الوسط باتجاه الجوانب ، هذا وقد اهتم ماك أدم بتخفيض تكاليف إنشاء الطرق عن طريق اختصار بعض المراحل التي اتبعها تيلفورد من قبله.
واستمر اتباع هاتين الطريقتين فترة طويلة في كثير من الدول حتى تم اختراع السيارة، والتغير الذي طرأ على صناعة العجلة، والمواد المصنوعة منها، بعد أن تغير الإطار الخارجي من الخشب والحديد إلى الإطارات الهوائية التي اخترعها جون دنلوب Dunlop هذا التغير الذي طرأ لاشك كان له دور كبير في إدخال العديد من التعديلات على الطرق أهمها الاهتمام بالسطح العلوي منها وتغطيته بطبقة من الإسمنت أو الأسفلت حتى يكون أملسا ناعما يوفر الراحة والمرونة والسرعة لوسائل النقل البري، ويحافظ في الوقت نفسه على صلاحية العجلات المطاطية لفترة زمنية أطول ، كذلك حدث تعديلات في الرصف ، حيث بدأ العالم يعرف الآن نوعين منه:
1- الرصف الصلب ,Rigd Pavement ويشمل الرصف بالخرسانة الإسمنتية.
2- الرصف المرن Flexible Pavemnt ويشمل الرصف بالمكادم والطوب والأسفلت وغيرها.
ويتوقف اختيار نوع الرصف على عاملين هما:
أ- نوع وكثافة حركة المرور.
ب- قوة احتمال التربة.
هذا وتنتشر في العالم اليوم آلاف الكيلومترات من الطرق المعبدة التي تربط دول العالم وقاراته بعضها ببعض والجدول (5) يوضح أطوال هذه الطرق في بعض دول العالم .