من تراث المرتضى: القرآن الكريم والسنّة النبويّة المباركة
المؤلف:
المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
المصدر:
أعلام الهداية
الجزء والصفحة:
ج 2، ص228-229
1-5-2022
3099
1 - قال ( عليه السّلام ) : وأنزل عليكم الكتاب تبيانا لكلّ شيء وعمّر فيكم نبيّه أزمانا حتى أكمل له ولكم - فيما أنزل من كتابه - دينه الذي رضي لنفسه .
2 - ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق ، ولكن أخبركم عنه ، ألا إنّ فيه علم ما يأتي ، والحديث عن الماضي ، ودواء دائكم ، ونظم ما بينكم ، وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض ، ولا يختلف في اللّه ولا يخالف بصاحبه عن اللّه ، ولا يعوجّ فيقام ولا يزيغ فيستعتب . . . ولا تخلقه كثرة الردّ وولوج السمع . . . لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلّا به .
وفيه ربيع القلب . . . وما للقلب جلاء غيره . . فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع العلم وبحوره ورياض العدل وغدرانه ، وأثافيّ الاسلام وبنيانه ، وأودية الحق وغيطانه ، وبحر لا ينزفه المستنزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون . .
جعله اللّه ريّا لعطش العلماء وربيعا لقلوب الفقهاء ، ومحاجّ لطرق الصلحاء . . . وعلما لمن وعى ، وحديثا لمن روى ، وحكما لمن قضى . . وشفاء لا تخشى أسقامه . . ودواء ليس بعده داء . . . فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم ؛ فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء . وهو الكفر والنفاق والغيّ والضلال[1].
وأما سنّة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فقد دعا الإمام إلى العمل بها ، وبيّن موقع الأئمّة وموقفهم المشرّف في إيصال السنّة الصحيحة إلى الامّة وإحياء ما أماته المبطلون من سنّة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأسباب انحراف من انحرف عن مدار السّنة .
قال ( عليه السّلام ) : اقتدوا بهدي نبيّكم فإنّه أفضل الهدي ، واستنّوا بسنّته فإنّها أهدى السنن .
وقال ( عليه السّلام ) : أحبّ العباد إلى اللّه المتأسّي بنبيّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) والمقتصّ أثره . وقال ( عليه السّلام ) :
إرض بمحمّد ( صلّى اللّه عليه وآله ) رائدا وإلى النجاة قائدا .
وقال ( عليه السّلام ) : إنّ في أيدي الناس حقّا وباطلا وصدقا وكذبا وناسخا ومنسوخا وعامّا وخاصّا ومحكما ومتشابها وحفظا ووهما ، ولقد كذب على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) على عهده حتى قام خطيبا فقال : من كذّب عليّ متعمّدا ؛ فليتبوأ مقعده من النار .
وقال ( عليه السّلام ) : لا يقاس بآل محمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) من هذه الامّة أحد . . هم عيش العلم وموت الجهل . . لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه . . هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحقّ في نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته . عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية . هم موضع سرّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وحماة أمره وعيبة علمه وموئل حكمه وكهوف كتبه وجبال دينه ، هم مصابيح الظلم وينابيع الحكم ومعادن العلم ومواطن الحلم .
وقال ( عليه السّلام ) : وإنّي لعلى بيّنة من ربّي ومنهاج من نبيّي ، وإنّي لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا[2] .
[1] راجع الخطبة 176 من نهج البلاغة ، طبعة صبحي الصالح .
[2] راجع المعجم الموضوعي لنهج البلاغة : 42 - 53 و 101 وتصنيف غرر الحكم : 109 - 117 .
الاكثر قراءة في التراث العلوي الشريف
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة