قوله – سبحانه -: { وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه: 29 - 36]. وقوله : { اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ } [الأعراف: 142].

فتثبت له خلاقته بمحكم التنزيل(1).

ثم: إنه قد إجتمعت الأمة على قول النّبي(2) ـ عليـه السّـلام ـ لعـلي: أنـت مني بمنزلة هارون مـن موسى. إلا أنه لا نبـي بعـدي. فأوجـب لـه الـوزارة، والخلافة، والأخوة، والشركة في الأمر، وشد الأزر بالنّصرة، والفضل، والمحبة، وكل ما تقتضيه الآية.

ثم الخلافة في الحياة ـ بالصريح ـ بعـد النبـوة، بتخصيص الاستثناء، لما خرج منها بذكر الـ«بعد»(3).

على أنه لا يخلو الكلام فيه من ثلاثة معان:

 إما أن يكون نبياً، مثل هارون، أو أخاه(4) لأبيه، وأمه، أو خليفته في أمتـه. إذ لم نجد (5) له من موسى إلا هذه المنازل، فلما بطلت(6) منزلة النّبوة، والأخـوة، لأب، وأم، ثبتت له المنزلة الثالثة، وهـي أنـه خليفته، كـا قـال: { اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي }. وكل كلام جاء على وجه ، وأثنين وثلاثة ، فسد منها خله ، وخلتان (7)، ثبتت الثالثة.

_______

1- ما بين المعقوفتين ساقط من (ش).

2- أنظر فضائل الصحابة: ٢: ٦٧٨. (٥) مسـند أحمـد (ط. شـاكر): ۳: ۳۷، ٥۰، ٥٦، ٥٧، ٦٧، ٧٤، ٨٨، ٩٤، ٩٧/ ٢٦:٥. صحيح البخاري: ٥: ٢٤. باختلاف يسير. صحيح مسلم: ۷: ۱۲۰. سنن ابن ماجـة: ۱: ٧٥. المعجـم الكبير: ۲۲٠:٥، ۲۲۱، علل الشرائع: ٤٧٤. الإرشاد: ۱۱. شرف المصطفى: ق: ۱۹۷. تاریخ بغداد: ۳: ٢۸۹، ٤٠٦/ ٢٠٤:٤/ ٧: ٤٥٣/ ٨: ٥٣/ ۱٠: ٤٣. إعلام الورى: ١٦٩ ـ ١٨٨. المعجم الصغير : ٢: ٢٢، ٥٤ مسند أبي داود الطيالسي: ۲۸، ۲۹. مسند أ سند أبي يعـلى الموصـلي: ۱: ٢٨٦/ ٢: ٥٧ ، ٦٦، ٧۳، ٨٦، ۸۷، ۹۹، خصائص العشرة الكرام البررة: ٩٤. شرح الأصـول = الخمسة: ٧٦٦. فضائل الصحابة: ٢: ٥٦٧ وفي مواضع أخرى. معرفة الصحابة: ٢: ١٥. كفاية الطالب: ۲۸۱ - ۲۸۷، مصابيح السنة: ٢: ١٩٩. المناقب للخـوازمي: ٦٠، ٨٣،٧٤ فـردوس الأخبار: ٣: ٨٨/ ٥: ٤٠٦ ع عمر بن الخطاب. المغني في أبواب التوحيد والعدل: ج ۲۰. ق ۲ (في الأمامة): ١٥٨. مناقب الأمـام عـلـي بـن أبي طالـب (عليه السلام) لابـن المغـازلي: ۲۷ - ۳۷. فرائـد السمطين: ۱۰۷ - ١١١ الرياض الناضرة: ٣: ۱۱۷ - ۱۱۹.

 3- في (أ): العد. وهو تحريف.

 4- في (ش) و(ك) و(أ): أخوه.

5- في (ش) و(ك) و(هـ) و(أ) يجد. بياء المثناة المثناة من تحت.

6- في (ش): أبطلت.

7- في (ح) : أو خلتان.

مواضيع ذات صلة

قطع اللّه الرحم بالإسلام (المسلم والكافر)

كفر النصارى واليهود بأنعم الله

كيف خلق الله الخلق

كيف يتجمع أصاحب الامام القائم عليه السلام

كيف يخلق الله الخلق ؟

كيف يصور الموت لأهل الجنة والنار

كيف يعرف المعصوم ؟

الخضوع الكوني لله تعالى

لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ

لا تتبعوا غير ملة نبيكم محمد

لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ

لا تشتروا حطام الدنيا بنعيم الاخرة