x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
خطباء الوعظ والقصص
المؤلف: شوقي ضيف
المصدر: تاريخ الأدب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة: ص:436-450
28-6-2021
4655
خطباء الوعظ والقصص
نشط الوعظ والقصص الديني في هذا العصر نشاطا عظيما، فقد كان الوعاظ والقصاص في كل بلدة إسلامية لا ينون عن وعظ المسلمين، وقد أفرد لهم الجاحظ في بيانه صحفا كثيرة، أورد فيها أسماء طائفة من مبرزيهم وكثيرا مما كانوا يعظون به الناس. ومن أشهر من وقف عندهم هو وغيره من أصحاب كتب الأدب والتاريخ الأسود بن سريع وهو أول من قص بالبصرة (1)، وكان يقابله في الكوفة زيد (2) بن صوحان وفي المدينة عبيد بن عمير (3) وكان عبد الله بن عمر يتأثر بقصصه ووعظه حتي ليبكي من شدة تأثره. ومن القصاص أيضا إبراهيم (4) التيمي الكوفي وسعيد بن جبير، وكان يقص بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر (5)، ومسلم (6) بن جندب قاص مسجد المدينة، وذر (7) بن عبد الله، وكان بليغا، وهو الذي كان يقص في جند ابن الأشعث حاثا الناس على حرب الحجاج، ومطرف
ابن عبد الله الشخير وكان يقص في مكان أبيه بمسجد البصرة (8)، ومنهم وهب (9) بن منبه ويزيد بن أبان الرقاشي، ويذكر الجاحظ من وعظه (10). «ليتنا لم نخلق، وليتنا إذ خلقنا لم نعص، وليتنا إذ عصينا لم نمت، وليتنا إذ متنا لم نبعث، وليتنا إذ بعثنا لم نحاسب، وليتنا إذ حوسبنا لم نعذب، وليتنا إذ عذبنا لم نخلد».
فالقصاص كانوا وعاظا في الوقت نفسه، بل هم لا يقصون إلا من أجل الوعظ، وممن اشتهروا بوعظهم عبد (11) الله بن عمرو بن العاص في مصر ورجاء (12) ابن حيوة والأوزاعي (13) في الشام وسعيد (14) بن المسيب وأبي حازم الأعرج في المدينة، ولثانيهما مواعظ كثيرة كان يعظ بها سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز، ومن قوله في بعض هذه المقامات وقد سئل ما مالك؟ قال:
مالان: الثقة بما عند الله واليأس مما في أيدي الناس (15). ومن وعاظ المدينة أيضا محمد (16) بن كعب القرظي واعظ عمر بن عبد العزيز. وكان العراق يموج بالوعاظ موجا، من مثل ابن (17) شبرمة ومورق (18) العجلي وبكر (19) بن عبد الله المزني والشعبي (20) وأيوب (21) السختياني ومحمد بن واسع الأزدي البصري، وقد تولي الوعظ في جيش قتيبة بن مسلم بخراسان وفيه يقول إنه أحب الى من مائة ألف سيف شهير وسنان طرير (22). ومن كبار الوعاظ والقصاص مالك (23) بن دينار، وكان يقول في قصصه: ما أشد فطام الكبير، وينشد:
وتروض عرسك بعد ما هرمت … ومن العناء رياضة الهرم
ومنهم إياس بن معاوية قاضي البصرة، وكان يضرب به المثل في الذكاء وصدق الفراسة (24)، ومنهم خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة الأهتميان التميميان، وفيهما يقول الجاحظ: «ما علمت أنه كان في الخطباء أحد كان أجود خطبا من خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة للذي يحفظه الناس ويدور على ألسنتهم من كلاهما (25)» ويقول في خالد: «ومن الخطباء المشهورين في العوام والمقدمين في الخواص خالد بن صفوان. . ولكلامه كتاب يدور في أيدي الوراقين (26)» وقد لحق خالد عصر أبي العباس السفاح، وكان من سماره، ويؤثر عنه أنه كان يقول: «احذروا مجانيق الضعفاء يعني الدعاء (27)» ومن قوله: «بت ليلتي كلها أتمني فملأت البحر الأخضر بالذهب الأحمر فإذا الذي يكفيني من ذلك رغيفان وكوزان وطمران (28)» وروي له ابن قتيبة موعظة طويلة وعظ بها سليمان ابن عبد الملك وأبكاه (29).
ومن كبار وعاظ العصر وقصاصه الحسن البصري، وفيه يقول الجاحظ:
«أما الخطب (الدينية) فإنا لا نعرف أحدا يتقدم الحسن البصري فيها (30)» وممن يأتي بعده في الوعظ عبد الله بن شداد، وهو القائل: «أري داعي الموت لا يقلع وأري من مضي لا يرجع (31)». ومن كبار القصاص والوعاظ الفضل بن عيسي الرقاشي، وكان يسجع في وعظه (32)، ويقول الجاحظ إنه «كان من أخطب الناس وكان متكلما قاصا مجيدا (33)» وهو الذي يقول في قصصه: «سل الأرض فقل من شق أنهارك، وغرس أشجارك، وجني ثمارك، فإن لم تجبك حوارا أجابتك اعتبارا (34)». ومن أشهر الوعاظ وأنبههم واصل (35) بن عطاء رأس المعتزلة، وكان أغزر خطباء عصره
وأبلغهم وأعجبهم وأبينهم، ويروي أنه حضر يوما مجلس عبد الله بن عمر بن عبد العزيز في إمارته على العراق (126 - 129 هـ) وحضره معه خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة والفضل بن عيسي الرقاشي، وتباري الأربعة بين يديه في الخطابة، ففضلهم بخطبته المشهورة التي جانب فيها الراء، إذ كان يلثغ فيها لثغا فاحشا، ونوه بذلك بشار بن برد طويلا، قبل أن يفسد رأي واصل فيه، على شاكلة قوله (36):
أبا حذيفة قد أوتيت معجبة … في خطبة بدهت من غير تقدير
تكلفوا القول والأقوام قد حفلوا … وحبروا خطبا ناهيك من خطب
فقام مرتجلا تغلي بداهته … كمرجل القين لما حف باللهب (37)
وجانب الراء لم يشعر بها أحد … قبل التصفح والإغراق في الطلب
ولا نستطيع أن نزعم كما زعم بشار أن واصلا ألقي هذه الخطبة على البديهة فإن من يرجع إليها يحس أثر التروية والتحضير وأنه تأتي لها في أناة حتي اتسقت في نسقها البديع، وهي من خير مواعظ العصر وأجملها وأبرعها، وقد استهلها بتحميد وتمجيد أطنب فيهما إطنابا لا نعرفه لأحد من رصفائه، على هذا النمط (38):
«الحمد لله القديم بلا غاية، والباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوه، ودنا في علوه، فلا يحويه زمان ولا يحيط به مكان، ولا يئوده (39) حفظ ما خلق، ولم يخلقه على مثال سبق، بل أنشأه ابتداعا، وعدله اصطناعا، فأحسن كل شئ خلقه، وتمم مشيئته، وأوضح حكمته، فدل على ألوهيته، فسبحانه لا معقب (40) لحكمه ولا دافع لقضائه، تواضع كل شئ لعظمته، وذل كل شئ لسلطانه، ووسع كل شئ فضله، لا يعزب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده إلها تقدست أسماؤه، وعظمت آلاؤه، وعلا عن صفات
كل مخلوق، وتنزه عن شبيه كل مصنوع، فلا تبلغه الأوهام، ولا تحيط به العقول والأفهام، يعصي فيحلم، ويدعي فيسمع، ويقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون».
وواضح أن واصلا يستظهر في هذا التحميد والتمجيد آي القرآن الكريم في وصف عظمة الله وجلاله، حتي ليستعين بلفظها. وأيضا فإنه يستظهر ما كان يقرره من نفي التجسيم عن الله، وأنه ليس كمثله شئ من مخلوقاته. وقد مضي يصلي على الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم مطيلا في صلاته كما أطال في حمده. وبقبس من صنيعه أخذ الكتاب من أمثال عبد الحميد يطيلون في تحميداتهم وصلاتهم على الرسول. ويأخذ بعد ذلك في الحث على التقوي والعمل الصالح والتنفير من الدنيا ومتاعها الزائل، يقول:
«أوصيكم عباد الله مع نفسي بتقوي الله والعمل بطاعته والمجانبة لمعصيته، وأحضكم على ما يدنيكم منه ويزلفكم لديه، فإن تقوي الله أفضل زاد وأحسن عاقبة في معاد، ولا تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها وخدعها وفواتن لذاتها وشهوات آمالها، فإنها متاع قليل ومدة الى حين، وكل شئ فيها يزول. فكم عانيتم من أعاجيبها وكم نصبت لكم من حبائلها، وأهلكت من جنح إليها واعتمد عليها، أذاقتهم حلوا، ومزجت لهم سما».
وواصل في هذه الفقرة يردد ما كان يجري على لسان الوعاظ من الدعوة الى تقوي الله حق تقواه، ويحذر من الدنيا وبرقها الخلب وما يطوي فيها من نعيم لا يلبث أن يزول، وإنها لتحت أعينهم تمد لهم في غوايات الشهوات، والعاقل من ازور عنها وكبح جماح نفسه وردها عن أهوائها، فالموت بالمرصاد وعما قليل لا يكون للمرء سوي ما قدم من عمل صالح، فليتزود كل لمعاده قبل فوات الفرصة وحلول الأجل. ويسترسل على هدي القرآن الكريم يتحدث عن الدول والأمم الغابرة، متخذا من ذلك العبرة يقول:
«أين الملوك الذين بنوا المدائن، وشيدوا المصانع، وأوثقوا الأبواب، وكاثفوا الحجاب، وأعدوا الجياد، وملكوا البلاد، واستخدموا التلاد، قبضتهم بمحملها (41)
وطحنتهم بكلكلها (42)، وعضتهم بأنيابها، وعاضتهم من السعة ضيقا، ومن العزة ذلا، ومن الحياة فناء، فسكنوا اللحود، وأكلهم الدود، وأصبحوا لا تري إلا مساكنهم، ولا تجد إلا معالمهم، ولا تحس منهم من أحد، ولا تسمع لهم نبسا».
وهذا الشطر من موعظة واصل يصور لنا كيف كان القصاص يتحدثون طويلا عن الأمم الداثرة والدول الزائلة حديثا أطالوا فيه مستوعبين لقصص الرسل وشعوبهم وخاصة تلك التي عصتهم، وما صب الله عليها من عذابه مما دفعهم دفعا الى جلب ما ورثه أهل الديانات السماوية من أخبار عن الأنبياء، يقصدون بذلك الى الموعظة الحسنة. ويعود واصل الى الوصية بالتقوي والانتفاع بالقرآن وما به من أحسن القصص وأبلغ المواعظ، وكفي به واعظا هاديا.
ويشيد الجاحظ ببلاغة واصل وأنه كان أحد الأعاجيب في بلاغته، إذ كان فاحش اللثغة في الراء، فخلص كلامه منها تخليصا، بحيث لم يكن أحد يفطن لذلك لبيانه الرائع، يقول: إنه كان داعية ورئيس نحلة. وعرف أن مخرج لثغته شنيع وأنه يقارع أرباب النحل وزعماء الملل وأن لا بد له من حسن البيان وإعطاء الحروف حقوقها من الفصاحة، ومن أجل الحاجة الى ذلك «رام إسقاط الراء من كلامه وإخراجها من حروف منطقه، فلم يزل يكابد ذلك ويغالبه، ويناضله ويساجله، ويتأتي لستره والراحة من هجنته حتي انتظم له ما حاول واتسق له ما أمل. ولولا استفاضة هذا الخبر وظهور هذه الحال حتي صار لغرابته مثلا ولطرافته معلما لما استجزنا الإقرار به والتأكيد له. ولست أعني خطبه المحفوظة ورسائله المخلدة، لأن ذلك يحتمل الصنعة، وإنما عنيت محاجة الخصوم ومناقلة (43) الأكفاء ومفاوضة الإخوان. . وذكر ذلك أبو الطروق الضبي فقال
عليم بإبدال الحروف وقامع … لكل خطيب يغلب الحق باطله (44)»
ولا شك في أن عدول واصل عن الكلمات ذوات الراء في جميع محاوراته آية بينة على تمام آلته في البلاغة وإحكام صنعته. وكان رأسا في الوعظ والاعتزال
معا، وخرج كثيرين على مذهبه، طافوا البلاد يعظون الناس ويدعون الى مقالته، وكان من أهم ما يدعو إليه حرية الإرادة، وأن الفاسق في منزلة بين منزلتي المؤمن والكافر. والطريف أننا نجد صفوان الأنصاري يصف أتباعه فيقول (45):
له خلف شعب الصين في كل ثغرة … الى سوسها الأقصي وخلف البرابر (46)
رجال دعاة لا يفل عزيمهم … تهكم جبار ولا كيد ماكر
وأوتاد أرض الله في كل بلدة … وموضع فتياها وعلم التشاجر (47)
وما كان سحبان يشق غبارهم … ولا الشدق من حيي هلال بن عامر (48)
وهو لا ينوه بوعظهم فحسب، بل ينوه أيضا بقدرتهم على الجدل والإقناع وتقرير الأدلة في عقول الناس. ويمضي فيصور براعة واصل في هذا العلم الجديد، علم التشاجر، وكيف كان يقتدر على إيراد الحجج ودفع الشبه عند خصومه من أرباب الملل والنحل، مستطردا من ذلك الى وصف تقواه وتقوي أتباعه، يقول:
تلقب بالغزال واحد عصره … فمن لليتامي والقبيل المكاثر (49)
ومن لحروري وآخر رافض … وآخر مرجي وآخر جائر (50)
وأمر بمعروف وإنكار منكر … وتحصين دين الله من كل كافر
يصيبون فصل القول في كل موطن … كما طبقت في العظم مدية جازر
وسيماهم معروفة في وجوههم … وفي المشي حجاجا وفوق الأباعر
وفي ركعة تأتي على الليل كله … وظاهر قول في مثال الضمائر
ويهمنا ما وقف عنده صفوان والجاحظ بعده من محاجة واصل لخصومه من أرباب الملل: من الحرورية ورافضة الشيعة والمرجئة، فقد انبثقت من الوعظ شعبة من الجدل في العقيدة، هيأت لظهور علم التشاجر كما يقول صفوان أو علم الكلام كما اصطلح المتأخرون، فظهر القدرية بزعامة الحسن البصري، وظهر المرجئة بزعامة غيلان الدمشقي وغيره من دعاة هذا المذهب في العراق وخراسان.
وفي كل مكان نسمع عن مجادلات أصحاب هذه الفرق بعضهم مع بعض، ومع الخوارج والشيعة وبعض خلفاء بني أمية (51). واحتدمت هذه المجادلات احتداما شديدا، وقد احتفظت الكتب ببقايا منها تدل دلالة بينة على أنها شحذت العقول كما شحذت الألسنة، ومن خير ما يصورها محاورة واصل بن عطاء مع عمرو ابن عبيد بمجلس الحسن البصري في مرتكب الكبيرة، وكان الحسن يراه مؤمنا فاسقا، ويراه الخوارج كافرا، وتراه المرجئة مؤمنا غير فاسق ولا كافر، لأنهم كما قدمنا كانوا يفصلون الإيمان عن العمل. ورأي واصل أن مرتكب الكبيرة في منزلة وسطي بين منزلتي المؤمن والكافر، فهو ليس مؤمنا ولا كافرا. وكان عمرو بن عبيد من تلاميذ الحسن البصري، فجمع بينه وبين واصل ليناظره في رأيه. ويقص علينا المرتضي هذه المناظرة (52)، ويقدم لها بأن واصلا أقبل ومعه جماعة من أصحابه الى حلقة الحسن وفيها عمرو بن عبيد، فحاوره في رأيه، ورد عليه واصل ردا مفحما مستخدما بعض آي الذكر الحكيم، شافعا ذلك بقياس منطقي دقيق. واقتنع عمرو فترك مقالة الحسن الى مقالة واصل، وأصبح بعد ذلك من رءوس المعتزلة.
والحق أن واصل بن عطاء يعد رمزا لكل ما أصاب عقل الوعاظ وأصحاب المقالات في هذا العصر من دقة لا في مناظراته ومحاوراته فحسب، بل أيضا في آزائه، فإن فكرة المنزلة بين المنزلتين التي وضع فيها مرتكبي الكبائر فكرة لا يؤتاها إلا من استبصر المعاني وعرف حدودها ومقاديرها ومداخلها ولطائفها، وكان واصل يجمع الى ذلك قدرة واسعة في الجدل والظفر بخصومه، وهو ظفر
لا يأتي عفوا، وإنما يأتي من تصفح الأدلة ومعرفة صحيحها من سقيمها وجيدها من زائفها.
فإذا قلنا إن الخطابة العربية تطورت تطورا واسعا بتأثير عقول هؤلاء المتكلمين لم نكن مغالين، إذ دعمت فيها الأدلة ودقت المعاني، واستتمت شعبا كثيرة من خفياتها ودفائنها. وليس هذا فحسب، فإن هؤلاء الوعاظ المتكلمين وازنوا بين خطابتهم والجماهير التي كانت تستمع إليهم، وكانت أخلاطا من خاصة وعامة ومن عرب وموال، ومن ثم فتحوا الأبواب واسعة للأسلوب المولد الجديد، وهو أسلوب لا يرتفع عن الموالي وفئات العامة بما قد يكون فيه من لفظ غريب، ولا يهبط عن العرب وفئات الخاصة بما فيه من لفظ مبتذل، أسلوب وسط، عماده الفصاحة والوضوح.
ولم يكونوا يخطبون غالبا وقوفا شأن خطباء السياسة والمحافل، إنما كانوا يخطبون جلوسا، ومن حولهم تلاميذهم ومستمعوهم في حلقات، وهم من هذه الناحية يعدون محاضرين أكثر منهم خطباء بالمعني الدقيق، وهيأ لهم ذلك شيئا من التروي والتمهل كان له أثره في روعة الأداء، حتي لنري فريقا منهم يعمد الى السجع في وعظه مثل أسرة الرقاشيين (53)، وكان بينها غير متكلم مثل الفضل ابن عيسي الرقاشي. ولكن هذا ليس الأسلوب الذي شاع في تلك البيئة، إنما شاع أسلوب آخر كان يقوم على الازدواج والترادف، وهو واضح في خطبة واصل التي مرت بنا، وفي خطابة الحسن البصري وغيلان (54) الدمشقي، وإنما ألجأهم إليه ضيق معاني الوعظ، فاضطروا الى الترادف وترداد الكلام. ومن غير شك هم الذين أعدوا لهذا الأسلوب الذي نراه ينتقل منهم الى عبد الحميد ومن تلاه من كتاب العصر العباسي أمثال الجاحظ، ولا أغلو إذا قلت إنهم أعدوا لشيوع لون الطباق في كتابات العباسيين، فقد جعلهم حديثهم عن الطاعة والعصيان والحياة والموت والجنة والنار يصوغون خطابتهم على المطابقة والمقابلة بين المعاني.
وليس هذا كل ما أهدوه الى النثر العربي، فإنهم أهدوا إليه أيضا كثيرا من الوصايا البلاغية التي يموج بها كتاب البيان والتبيين للجاحظ، إذ تحولوا يعلمون شباب البصرة والكوفة كيف يحسنون خطابتهم سواء من حيث إشاراتهم أم من حيث منطقهم أم من حيث تنقيح معانيهم أم من حيث تصفية ألفاظهم، وكيف يلائمون بين اللفظ والمعني وبين كلامهم ومستمعيهم وطبقاتهم، ومتي يستحب الإيجاز ومتي يستحب الإطناب، وكيف أن المعول دائما على وضوح الدلالة حتي يصنع الكلام في القلوب صنيع الغيث في التربة الكريمة. وبذلك هيأوا لظهور قواعد البلاغة العربية، ولعل من الطريف أن أقدم النصوص المتصلة بماهيتها تضاف الى أحد متكلميهم ووعاظهم، فقد روي الجاحظ أن سائلا سأل عمرو بن عبيد ما البلاغة؟ فأجاب (55):
«ما بلغ بك الجنة وعدل بك عن النار، وما بصرك مواقع رشدك وعواقب غيك، قال السائل: ليس هذا أريد، قال عمرو: فكأنك إنما تريد تحبير اللفظ في حسن إفهام؟ قال: نعم، قال: إنك إن أردت تقرير حجة الله في عقول المكلفين وتخفيف المئونة على المستمعين وتزيين تلك المعاني في قلوب المريدين بالألفاظ الحسنة في الآذان المقبولة عند الأذهان رغبة في سرعة استجابتهم ونفي الشواغل عن قلوبهم بالموعظة الحسنة على الكتاب والسنة كنت قد أوتيت فصل الخطاب، واستحققت على الله جزيل الثواب».
وعلي هذا النحو كان تلاميذهم لا يزالون يدفعونهم الى الحديث عن آلات البلاغة، وكيف يحرزون لأنفسهم التفوق في الخطابة وفي المحاورة والمناظرة، ويؤثر عن خالد بن صفوان أنه كان يقول: «اعلم-رحمك الله-أن البلاغة ليست بخفة اللسان وكثرة الهذيان، ولكنها بإصابة المعني والقصد الى الحجة» (56) وكان شبيب بن شيبة يقول: «الناس موكلون بتفضيل جودة الابتداء وبمدح صاحبه، وأنا موكل بتفضيل جودة القطع وبمدح صاحبه، وحظ جودة القافية وإن كانت كلمة واحدة أرفع من حظ سائر البيت (57)». ولم يكونوا يتفقدون
مطالع كلامهم وخواتمه فحسب، بل كانوا يتفقدون أيضا ثناياه ومقاطعه. ونحن نتوقف قليلا عند الحسن البصري وخطابته، إذ يعد أخطب خطبائهم وأبلغ بلغائهم.
الحسن (58) البصري
ولد بالمدينة سنة إحدي وعشرين للهجرة لأب أعجمي يسمي يسارا من سبي ميسان بجوار البصرة استرقه رجل من الأنصار، ثم أعتقه، فكان ولاؤه فيهم، وكانت أمه خيرة مولاة لأم سلمة زوج الرسول صلي الله عليه وسلم، وأعتقت هي الأخري. وكان له أخ يسمي سعيدا. وقد عاشت هذه الأسرة في وادي القري، وترددت على المدينة. ولم تتصل أمه بأم سلمة وحدها من أزواج الرسول، فقد كانت تختلف إليهن جميعا، ويختلف معها الحسن، فاقتبسا معا من نورهن ونور الرسالة النبوية، وأعان أمه على هذا الاقتباس أنها استطاعت أن تحسن العربية، فكانت تروي أحاديث عن أم سلمة وتدمجها بوعظ كثير، مما كان له أثره العميق في نفس ابنيها الحسن وسعيد. وأخذ الحسن منذ صباه يختلف الى المسجد الجامع، وفي أثناء ذلك حفظ القرآن وتعلم الكتابة، وأخذ ينهل مما في المدينة من فيض الرسالة.
ولا نتقدم الى خلافة على حتي نجد أسرته تنزح الى وطنه، فينزل البصرة، ونري الحسن يجنح عن المشاركة في الأحداث القائمة، وهو مذهب اتبعه طول حياته أن لا يشارك في الأحداث والفتن، وكأنما وهب نفسه للدين بمعناه الدقيق، فهو يعيش لمدارسة القرآن الكريم ورواية الحديث محاولا الوقوف على جوانب التشريع الإسلامي. ونراه يخرج بعد اجتماع الأمة على معاوية مع الجيوش الغازية في الشرق، ويعمل كاتبا لبعض الولاة في خراسان، ويظل هناك نحو عشر
سنوات يعود بعدها الى البصرة ويظل بها حتي وفاته سنة 110 للهجرة ويخلص للدرس الديني، ولا يترك نبعا من ينابيعه دون أن يرتشفه ارتشافا، وسرعان ما يصبح واعظا كبيرا ويقبل عليه شباب البصرة إقبالا منقطع النظير. ولا نصل الى عصر الحجاج حتي يصبح أكبر واعظ في مصره إذ كان لا يجاري في بلاغته وبيانه.
ويكبره عصره كما تكبره العصور التالية لزهده الذي لم يكن يتعمل فيه ولا يتكلف، زهد بناه على آداب الإسلام، إذ استقاه من مناهله الحقيقية في المدينة دار النبوة، ومن ثم أخذت الفرق الدينية تتنازعه، حتي تسوغ آراءها في عقول الناس، فكل فرقة تنسب إليه من عقائدها ما يجعله ينتظم بين روادها الأولين، فالجبرية يقولون إنه كان ينفي حرية الإرادة ويذهب الى أن كل شئ بقضاء من الله، ويقول القدرية إنه من القائلين بحرية الإرادة وأن الإنسان حر مختار في أفعاله، ويجعله الصوفية إمامهم.
ونستطيع أن نستخلص من النصوص المتضاربة أنه كان قدريا، إذ كان يقول من زعم أن المعاصي من الله جاء يوم القيامة مسودا وجهه، ولو كان من الجبرية ما نوه به الجاحظ المعتزلي هذا التنويه العريض الذي نلقاه دائما كلما ذكره في صفحات كتابه البيان والتبيين. ويزعم صاحب «المنية والأمل» أن الحجاج كتب إليه يسأله عن رأيه في القدر، فكتب إليه رسالة ضمنها ما كان يراه من حرية الإرادة والعدل على الله (59)، وتلتقي بهذه الرسالة في نفس المعني رسالة يقال إنه أرسل بها الى عبد الملك (60).
والذي لا شك فيه أن الحسن كان أحد أئمة الزهاد في عصره وأنه كان يدعو الى الزهد في الحياة الدنيا دعوة واسعة، ولكنه لم يكن متصوفا، فالتصوف شئ والزهد شئ آخر، حقا كل متصوف زاهد، ولكن ليس كل زاهد متصوفا، ومعروف أن التصوف إنما نشأ بعد عصره. وقد صور إحسان عباس شخصيته الزاهدة تصويرا دقيقا مبينا كيف صرف نفسه عن متع الحياة وكيف تعمقته تجربة الزهد وكيف مضي يدعو إليه في مواعظه دعوة لا تفتر. وكانت
خلافة عمر بن عبد العزيز الزاهد له عيدا، فوفد عليه واعظا وراسله، وقبل أن يتولي القضاء الى فترة في عهده. وكان بارع الفصاحة، حتي ليصفه بعض من سمعه من الأعراب بأنه «عربي محكك (61)» ويؤثر عن الحجاج أنه كان يقول:
«أخطب الناس صاحب العمامة السوداء بين أخصاص (62) البصرة إذا شاء خطب وإذا شاء سكت (63)» وهو إنما يعنيه، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: «لم أر قرويين أفصح من الحسن والحجاج (64)». وكان يجمع الى فصاحته حسا لغويا دقيقا، ومما يصور ذلك ما يروي عن رجل من بني مجاشع قال: «جاء الحسن في دم كان فينا فخطب، فأجابه رجل بأن قال: قد تركت ذلك لله ولوجوهكم، فقال الحسن: لا تقل هكذا، بل قل: لله ثم لوجوهكم، وآجرك الله (65)».
وتموج بعظاته كتب البيان والتبيين وعيون الأخبار والعقد الفريد كما تموج بها ترجمته في الكتب المختلفة وكتب المتصوفة مثل اللمع للسراج وحلية الأولياء لأبي نعيم، وقد نوه به الغزالي في الإحياء مرارا. وهو في مواعظه يستمد من القرآن الكريم وهدي الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته الورعين، وخاصة عمر بن الخطاب، فإنه يروي عنه كثيرا من أقواله وعظاته (66).
وهو في وعظه ينفر دائما من الدنيا ومتاعها الزائل، مذكرا باليوم الآخر وما ينتظر العصاة فيه من العقاب الزاجر حاثا على التقوي والعمل الصالح والتأسي بالرسول وصحابته الذين رفضوا الدنيا وطلبوا الآخرة، فكانوا كالكرمة التي حسن ورقها وطاب ثمرها. ومن مواعظه التي رواها له الجاحظ قوله (67):
«يابن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا. يابن آدم إذا رأيت الناس في الخير فنافسهم فيه، وإذا رأيتهم في الشر فلا تغبطهم به. الثواء هاهنا قليل والبقاء هناك طويل. أما إنه والله لا أمة بعد أمتكم ولا نبي بعد نبيكم ولا كتاب بعد كتابكم. أنتم تسوقون الناس
والساعة تسوقكم، وإنما ينتظر بأولكم أن يلحق آخركم. من رأي محمدا صلي الله عليه وسلم فقد رآه غاديا رائحا (68) لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة. .
{{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}} يابن آدم طأ الأرض بقدمك فإنها عما قليل قبرك، واعلم أنك لم تزل في هدم عمرك مذ سقطت من بطن أمك، فرحم الله رجلا نظر فتفكر، وتفكر فاعتبر، واعتبر فأبصر، وأبصر فصبر. . يابن آدم اذكر قوله: {{وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا، اقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا}} عدل، والله، عليك من جعلك حسيب نفسك. خذوا صفاء الدنيا وذروا كدرها، دعوا ما يريبكم الى ما لا يريبكم. لقد صحبت أقواما (69) ما كانت صحبتهم إلا قرة العين وجلاء الصدر، ولقد رأيت أقواما كانوا من حسناتهم أشفق من أن ترد عليهم منكم من سيئاتكم أن تعذبوا عليها، وكانوا فيما أحل الله لهم من الدنيا أزهد منكم فيما حرم عليكم منها. . لو تكاشفتم ما تدافنتم (70)، تهاديتم الأطباق ولم تتهادوا النصائح، قال ابن الخطاب: رحم الله امرأ أهدي إلينا مساوينا. أعدوا الجواب فإنكم مسئولون. . يابن آدم ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال».
وواضح كيف كان يمزج عظته بآي الذكر الحكيم مستعيرا من أحاديث الرسول ما يضئ به كلامه من مثل قوله: «دعوا ما يريبكم الى ما لا يريبكم» ففي الحديث النبوي: «دع ما يريبك الى ما لا يريبك» واستعار قول الرسول:
«لو تكاشفتم ما تدافنتم» واستشهد بكلمة لعمر. واستشهاده بآيات القرآن كثير، تارة يأتي بها في تضاعيف كلامه، وتارة يتلو الآية ثم يعقب عليها بعظته، من ذلك أنه تلا يوما قوله تعالي: {{إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}} ثم عقب عليها بقوله (71):
«إن قوما غدوا في المطارف (72) العتاق والعمائم الرقاق يطلبون الإمارات ويضيعون الأمانات، يتعرضون للبلاء وهم منه في عافية، حتي إذا أخافوا من فوقهم من أهل العفة وظلموا من تحتهم من أهل الذمة أهزلوا دينهم وأسمنوا براذينهم (73) ووسعوا دورهم وضيقوا قبورهم. ألم ترهم قد جددوا الثياب وأخلقوا الدين، يتكئ أحدهم على شماله، فيأكل من غير ماله. . يدعو بحلو بعد حامض وبحار بعد بارد وبرطب بعد يابس، حتي إذا أخذته الكظة (74) تجشأ من البشم (75)، ثم قال يا جارية هاتي حاطوما (76) يهضم الطعام، يا أحيمق لا والله لن تهضم إلا دينك أين جارك؟ أين يتيمك؟ أين مسكينك؟ أين ما أوصاك الله عز وجل به؟ »
وبمثل هذه العظة كان يحمل على من يطلبون الدنيا والظفر فيها بحكم الناس، حتي إذا حكموهم ظلموهم وعاشوا للذاتهم يلبسون فاخر الثياب ويركبون أنفس الدواب، ويطعمون طعاما مختلفة ألوانه، غير مفكرين في حقوق الرعية بل طارحين وراء ظهورهم ما أوصي به الدين الحنيف من رعاية الجار واليتيم والمسكين.
وكان يعنف بالأغنياء عنفه بالحكام، فقد شغلهم متاع الدنيا عن طلب الآخرة حتي أصبحوا كالشجرة التي قل ورقها وكثر شوكها، وإنه ليجزع من انصرافهم الى نعيم الحياة وسلعها البائرة وقعودهم عن الآخرة وسلعها الرابحة، ومن قوله (77):
«رحم الله امرأ كسب طيبا، وأنفق قصدا، وقدم فضلا، وجهوا هذه الفضول حيث وجهها الله، وضعوها حيث أمر الله، فإن من كان قبلكم كانوا يأخذون من الدنيا بلاغهم ويؤثرون بالفضل. ألا إن هذا الموت قد أضر بالدنيا، ففضحها، فلا والله ما وجد ذو لب فيها فرحا، فإياكم وهذه السبل المتفرقة التي جماعها الضلالة وميعادها النار. أدركت من صدر هذه الأمة قوما كانوا إذا أجنهم الليل فقيام على أطرافهم، يفترشون وجوههم، تجري دموعهم على خدودهم، يناجون مولاهم في فكاك رقابهم (78). . يابن آدم إن كان لا بغنيك
ما يكفيك فليس ها هنا شئ يغنيك، وإن كان يغنيك ما يكفيك فالقليل من الدنيا يغنيك».
ويكرر الحسن دائما ذكر الموت والآخرة والإعراض عن الدنيا والخوف من؟ ؟ ؟ وما أعد للعصاة من الجحيم والعذاب المقيم، ويجلل الحزن مواعظه، فهو دائما مهموم لما يفكر فيه من مصيره ولقاء ربه يوم يفوز المحسنون ويخسر المبطلون، فطوبي لمن قنع بالكفاف وذكر في غدوه ورواحه المعاد، وأعد عدته ليوم الحساب يوم موقفه بين يدي الله، وهو لا يدري أيؤمر به الى الجنة أم الى النار. وإن التفكير في ذلك حري أن يملأ نفس المؤمن بالحزن والهم آناء الليل وأطراف النهار.
ولعل في هذا كله ما يوضح المعاني التي كان يخوض فيها الحسن البصري، وقد كان يختار لها كسوة حسنة من هذا الأسلوب الذي يشيع فيه الازدواج، كما يشيع فيه الطباق والتصوير، وأيضا فإنه كان يشيع فيه التقسيم من مثل قوله:
«لا تزول قدما ابن آدم حتي يسأل عن ثلاث: شبابه فيما أبلاه، وعمره فيما أفناه، وماله من أين كسبه وفيما أنفقه».
وهو بلا ريب أكبر من ثبتوا في هذا العصر ذلك الأسلوب المونق الذي تأثر به عبد الحميد ومن خلفوه من الكتاب إذ كان يقتدر على تصريف الكلم مع السلامة من التكلف والبراءة من التعقيد، وليس ذلك فحسب بل أيضا مع تحلية لفظه بالمزاوجات والمقابلات والتشبيهات والاستعارات والتقسيمات الدقيقة.
(1) ابن سعد ج 7 ق 1 ص 28.
(2) ابن سعد ج 6 ص 84.
(3) ابن سعد ج 5 ص 341 والبيان والتبيين 1/ 367.
(4) ابن سعد ج 6 ص 199.
(5) ابن سعد ج 6 ص 178.
(6) البيان والتبيين 1/ 367.
(7) انظر في مواعظه عيون الأخبار 2/ 298 والعقد 3/ 198.
(8) البيان والتبيين 1/ 367 وعيون الأخبار 2/ 289.
(9) انظر في مواعظه عيون الأخبار 2/ 272 وما بعدها، 2/ 281، 328.
(10) البيان والتبيين 1/ 262.
(11) عيون الأخبار 2/ 294.
(12) انظر طرفا من مواعظه في صفة الصفوة 4/ 186.
(13) انظره في صفة الصفوة 4/ 228.
(14) راجع صفة الصفوة 2/ 44.
(15) البيان والتبيين 3/ 139.
(16) انظر البيان والتبيين 2/ 34، 3/ 143، 170.
(17) البيان والتبيين 1/ 336 والعقد 3/ 150، 183.
(18) البيان والتبيين 1/ 353 وانظر 2/ 198.
(19) نفس المصدر 1/ 353 وانظر 3/ 141.
(20) البيان والتبيين 2/ 322 وصفة الصفوة 3/ 40.
(21) راجع صفة الصفوة 3/ 212.
(22) البيان والتبيين 3/ 273 والعقد الفريد 3/ 170 وطرير: محدد.
(23) البيان والتبيين 2/ 79 وصفة الصفوة 3/ 197.
(24) البيان والتبيين 1/ 98 وما بعدها.
(25) البيان والتبيين 1/ 317.
(26) نفس المصدر 1/ 339 - 340.
(27) البيان والتبيين 3/ 274.
(28) نفس المصدر 3/ 164 والطمر: الثوب البالي.
(29) عيون الأخبار 2/ 341.
(30) البيان والتبيين 1/ 354.
(31) نفس المصدر 2/ 113.
(32) البيان والتبيين 1/ 290.
(33) البيان والتبيين 1/ 306.
(34) نفس المصدر 1/ 308.
(35) انظر في ترجمة واصل الملل والنحل للشهرستاني ص 31 وما بعدها وأنساب السمعاني وابن خلكان ولسان الميزان 6/ 214.
(36) انظر في هذا البيت وما يليه البيان والتبيين 1/ 24.
(37) القين: الحداد.
(38) انظر في هذه الخطبة الحلقة الثانية من الرسائل النادرة لعبد السلام هرون وجمهرة خطب العرب لأحمد زكي صفوت 2/ 482.
(39) يئوده: يثقله.
(40) لا معقب: لا راد.
(41) المحمل: الشقان على البعير يحمل فيهما شخصان. والمعني احتوت عليهم.
(42) الكلكل: الصدر.
(43) مناقلة: مدافعة.
(44) البيان والتبيين 1/ 14 وما بعدها.
(45) البيان والتبيين 1/ 25.
(46) السوس الأقصي: كورة بالمغرب كانت حاضرتها طنجة.
(47) علم التشاجر: يريد به علم الجدال في العقيدة أو علم الكلام.
(48) الشدق: البلغاء.
(49) خير الأقوال في تلقيب واصل بالغزال أنه كان يجلس في سوق الغزالين ليعرف المتعففات من النساء فيجعل صدقته لهن. انظر المبرد ص 546.
(50) الحرورية: الخوارج
(51) انظر كتابنا «الفن ومذاهبه في النثر العربي» (طبع دار المعارف) ص 79.
(52) أمالي المرتضي 1/ 165.
(53) انظر في هذه الأسرة البيان والتبيين 1/ 306 وما بعدها.
(54) انظر في مواعظه عيون الأخبار 2/ 245.
(55) البيان والتبيين 1/ 114 وانظر العقد الفريد 2/ 260 وزهر الآداب 1/ 93.
(56) العقد الفريد 2/ 261.
(57) البيان والتبيين 1/ 112.
(58) انظر في ترجمة الحسن طبقات ابن سعد ج 7 ق 1 ص 114 ووفيات الأعيان لابن خلكان والمعارف لابن قتيبة ص 225 وتهذيب التهذيب والملل والنحل ص 32 وأمالي المرتضي 1/ 152 والكامل للمبرد والبيان والتبيين والعقد الفريد وعيون الأخبار انظر (فهارس تلك الكتب) والحسن البصري لابن الجوزي والحسن البصري لإحسان عباس (طبع دار الفكر العربي).
(59) المنية والأمل لابن المرتضي (طبع حيدر آباد) ص 12.
(60) انظر مصورة هذه الرسالة في دار الكتب المصرية برقم 5221 أدب.
(61) البيان والتبيين 1/ 205.
(62) الخص: البيت من قصب، وكان في البصرة طائفة من هذه البيوت كان يسكن فيها الحسن زهدا وورعا.
(63) البيان والتبيين 1/ 398، 2/ 286.
(64) نفس المصدر 1/ 163.
(65) نفس المصدر 1/ 261.
(66) البيان والتبيين 3/ 137 وما بعدها.
(67) نفس المصدر 3/ 132 وانظر عيون الأخبار 2/ 344.
(68) يريد أنه كان يغدو ويروح في كسب عيشه الضروري.
(69) يريد صحابة الرسول.
(70) يريد لو تكشفت عيوب بعضكم لبعض لاستثقلتم المشي في الجنائز.
(71) أمالي المرتضي 1/ 154.
(72) المطارف: جمع مطرف هو ثوب من خز.
(73) براذينهم: دوابهم
(74) الكظة: الشبع.
(75) البشم: الامتلاء.
(76) الحاطوم: الهاضوم المهضم.
(77) البيان والتبيين 3/ 135.
(78) يريد تخليصهم رقابهم من شهوات الدنيا أو من جزاء لا يرضونه.