x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
القطامي
المؤلف: شوقي ضيف
المصدر: تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة: ص:225-226
8-4-2021
3655
القطامي(1)
لقب غلب على عمير بن شييم التغلبي، وهو من بني الفدوكس عشيرة الأخطل، ومن ثم نشأ نصرانيا، غير أنه فيما يظهر دخل في الإسلام. وقد اشترك في الحروب التي نشبت بين قبيلته تغلب وقيس في أثناء فتنة ابن الزبير،
225
وأسره أحد القيسيين في يوم ماكسين، غير أن زفر بن الحارث حين عرفه افتكه من الأسر، ورد عليه ما سلب منه، وأعطاه مائة من الإبل مما جعله ينوه به وبصنيعه معه طويلا، على شاكلة قوله:
ومن يكن استلام الى ثوي … فقد أحسنت، يا زفر، المتاعا (2)
أأكفر بعد رد الموت عني … وبعد عطائك المائة الرتاعا (3)
ولم أر منعمين أقل منا … وأكرم عندما اصطنعوا اصطناعا (4)
من البيض الوجوه بني نفيل … أبت أخلاقهم إلا اتساعا (5)
وفي هذه القصيدة يأسي للحروب الناشبة بين تغلب وقيس على ما بينهما من صلات وأسباب، ويدعو مخلصا للصلح ووقف هذه الحروب المبيرة التي لا تتوقف رحاها حينا إلا لتعود أشد التهاما لأبناء القبيلتين، يقول:
ألم يحزنك أن حبال قيس … وتغلب قد تباينت انقطاعا
وكنا كالحريق أصاب غابا … فيخبو ساعة ويشب ساعا
أمور لو تدبرها حليم … إذن لنهي وهيب ما استطاعا
ووفد على الوليد بن عبد الملك، وقيل على عمر بن عبد العزيز، فقيل له إن الشعر لا ينفق عنده، وهذا عبد الواحد (6) بن سليمان سيبرك إن مدحته، فمدحه، وأضفي عليه كثيرا من بره ونواله. وكان أول ما مدحه به قصيدته:
إنا محيوك فاسلم أيها الطلل … وإن بليت وإن طالت بك الطيل (7)
226
ونراه يضمنها نظرات في الحياة وفي الناس وأخلاقهم، وهو يقترب في ذلك من ذوق المتنبي في مدائحه كما نري في مثل قوله:
والعيش لا عيش إلا ما تقر به … عين، ولا حال إلا سوف تنتقل
والناس من يلق خيرا قائلون له … ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل
قد يدرك المتأني بعض حاجته … وقد يكون مع المستعجل الزلل
ويشيد في القصيدة بقريش ونصرتها للرسول صلي الله عليه وسلم وتثبيتها لدعائم الدين الحنيف مما يدل أكبر الدلالة على أن الله أتم عليه نعمة الإسلام، يقول:
قوم هم ثبتوا الإسلام وامتنعوا … قوم الرسول الذي ما بعده رسل
وممن أشاد بهم ونوه بذكرهم أسماء بن خارجة الفزاري، وله فيه أمداح رائعة على شاكلة قوله:
إذا مات ابن خارجة بن حصن … فلا هطلت على الأرض السماء
ولا رجع البريد بغنم خير … ولا حملت على الطهر النساء
ومن أهم ما يميزه في شعره صفاء موسيقاه وحلاوة ألفاظه وعذوبة أنغامه وتمكن قوافيه وجودة مطالعه والمظنون أنه توفي في أوائل القرن الثاني للهجرة.
_________
(1) راجع في ترجمة القطامي أغاني (ساسي) 20/ 118 وابن سلام ص 452 والشعر والشعراء 2/ 701 والخزانة 1/ 391 والاشتقاق ص 339 ومعجم الشعراء للمرزباني ص 47 ومعاهد التنصيص 1/ 180 والموشح ص 158. وقد نشر ديوانه في ليدن سنة 1902 ونشرته دار الثقافة ببيروت، ونشر نشرة محققة ببغداد.
(2) استلام: أتي ما يلام عليه. الثوي: الضيف المقيم. المتاع: الزاد.
(3) يريد بالكفر كفر النعمة وجحدها. الرتاع: جمع راتعة.
(4) المن: الفخر بعمل الخير. يقول إنهم لا يمنون بما يصنعون.
(5) بنو نفيل: عشيرة زفر وهم من بني عامر ابن صعصعة، ويريد باتساع الخلق الكرم وغيره من الشيم الفاضلة.
(6) انظر في تحقيق نسب هذا الممدوح وهل هو عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك أو عبد الواحد بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص الخزانة 3/ 124 وقارن بأخبار القطامي في الأغاني وبالقصيدة الاولى في الديوان.
(7) الطيل هنا: الأزمنة