x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
العرجي
المؤلف: شوقي ضيف
المصدر: تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة: ص:358-359
8-4-2021
2793
العرجي (1)
لقب هذا اللقب لضيعة له قرب الطائف تسمي العرج كان ينزل بها، وهو عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان، من أهل مكة. ويقول الرواة إنه كان أشقر جميل الوجه، وإنه شهر بالغزل ونحا فيه نحو عمر بن أبي ربيعة وتشبه به فأجاد.
وهو يختلف عنه من وجوه كثيرة، إذ لم تكن له نباهته في أهله، وكان مشغوفا باللهو والصيد، وكانت فيه فتوة وفروسية، حتي عد في الفرسان، ومن ثم اجتذبته حروب مسلمة بن عبد الملك بأرض الروم، فأبلي فيها بلاء حسنا، إذ كان من أفرس الناس وأرماهم وأبراهم لسهم. وهو لا يختلف في ذلك عن عمر فحسب، بل هو يختلف معه أيضا في أنه كان يسرف في فتوته، حتي ليخرج الى شئ من الإباحية، على شاكلة قوله:
قالت رضيت ولكن جئت في قمر … هلا تلبثت حتي تدخل الظلم
باتا بأنعم ليلة حتي بدا … صبح تلوح كالأغر الأشقر
فتلازما عند الفراق صبابة … أخذ الغريم بفضل ثوب المعسر (2)
وهو لا يقف بمثل هذه المعاني عند نفسه، بل يرمي بها حتي الحواج الناسكات، يقول في إحداهن وقد سفرت عن وجه جميل:
أماطت كساء الخز عن حر وجهها … وأدنت على الخدين بردا مهلهلا
من اللاء لم يحججن يبغين حسبة … ولكن ليقتلن البرئ المغفلا
ونجده يختلف الى دار جميلة في المدينة، ويبدو منه ما يجعلها تقسم أن لا تدخله منزلها لكثرة عبثه وسفهه، ويشفع له الأحوص عندها، فتستقبله وتغنيه في قوله:
ألا قاتل الله الهوي كيف أخلقا … فلم تلفه إلا مشوبا ممذقا (3)
وما من حبيب يستزير حبيبه … يعاتبه في الود إلا تفرقا
لقد سن هذا الحب من كان قبلنا … وقاد الصبا المرء الكريم فأعنقا (4)
وكان يمضي في التغني بهذا الغزل لا يخجل ولا يستحيي من الجموح فيه، إذ كان جريئا، بل كان عنيفا، وهو عنف نراه في تتبعه للنساء المتزوجات يتغزل بهن، كما نراه في ظلمه لمولي لأبيه قتله وسلط عبيده على امرأته، وأيضا فإننا نري هذا العنف في هجائه لمحمد بن هشام المخزومي، إذ أخذ يتغزل بزوجه جبرة المخزومية وأمه جيداء بنت عفيف ليفضحه بمثل قوله:
عوجي على فسلمي جبر … فيم الصدود وأنتم سفر
عوجي علينا ربة الهودج … إنك إن لا تفعلي تحرجي
أيسر ما نال محب لدي … بين حبيب قوله عرج
نقض إليكم حاجة أو نقل … هل لي مما بي من مخرج
فلما ولي محمد إمارة مكة لهشام بن عبد الملك أقامه على البلس وحبسه، وظل في سجنه تسع سنوات الى أن مات، وله أشعار كثيرة يأسي فيها على ما صار إليه من عذاب السجن، يقول فيها بيته المشهور:
أضاعوني وأي فتي أضاعوا … ليوم كريهة وسداد ثغر (5)
ومما يستجاد له قوله:
ارجع الى خلقك المعروف ديدنه … إن التخلق يأتي دونه الخلق
ويقال إن الوليد بن يزيد اقتص للعرجي من محمد بن هشام المخزومي حين صارت الخلافة إليه، إذ لم يرع حرمة قرشيته ونسبه في بني أمية.
(1) انظر في ترجمة العرجي وأخباره الأغاني (طبع دار الكتب) 1/ 383 وما بعدها، 8/ 184، 230، 276 والشعر والشعراء 2/ 556 والاشتقاق ص 78 وحديث الأربعاء 1/ 316 وقد طبع ديوانه في العراق.
(2) تلازما: تعانقا. الغريم هنا: الدائن.
(3) أخلق: بلي. ممذقا: مشوبا ومخلوطا.
(4) أعنق: سار سيرا منبسطا، يريد أن الصبا إذا قاد المرء الكريم انقاد له وجري في ميدانه.
(5) السداد: ما يسد به الخلل. وسداد الثغر: ما يسده من الخيل والشجعان.