x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أركان التشبيه
المؤلف: علي الجارم ومصطفى أمين
المصدر: البلاغة الواضحة
الجزء والصفحة: ص:18-22
14-9-2020
43699
أركان التشبيه
الأمثلة
(1) قال المعري في المديح :
أنت كالشمس في الضياء وإن جا |
|
وزت كيوان في علو المكان (1) |
(2) وقال آخر :
أنت كالليث في الشجاعة والإقدام |
|
والسيف في قراع الخطوب (2) |
(3) وقال آخر :
كأن أخلاقك في لطفها |
|
ورقة فيها نسيم الصباح |
(4) وقال آخر :
كأنما الماء في صفاء |
|
وقد جرى ذائب اللجين (3) |
البحث :
في البيت الأول عرف الشاعر أن ممدوحه وضيء الوجه متلألئ الطلعة، فأراد أن يأتي له بمثيل تقوى فيه الصفة، وهي الضياء والإشراق فلم يجد أقوى من الشمس، فضاهاه بها، ولبيان المضاهاة أتى بالكاف.
وفي البيت الثاني رأى الشاعر ممدوحه متصفا بوصفين، هما الشجاعة ومصارعة الشدائد، فبحث له عن نظيرين في كل منهما إحدى هاتين الصفتين قوية، فضاهاه بالأسد في الأولى، وبالسيف في الثانية، وبين هذه المضاهاة بأداة هي الكاف.
وفي البيت الثالث وجد الشاعر أخلاق صديقه دمثة لطيفة ترتاح لها النفس، فعمل على أن يأتي لها بنظير تتجلى فيه هذه الصفة وتقوى، فرأى أن نسيم الصباح كذلك فعقد المماثلة بينهما، وبين هذه المماثلة بالحرف «كأن».
وفي البيت الرابع عمل الشاعر على أن يجد مثيلا للماء الصافي تقوى فيه صفة الصفاء، فرأى أن الفضة الذائبة تتجلى فيها هذه الصفة فماثل بينهما، وبين هذه المماثلة بالحرف «كأن».
فأنت ترى في كل بيت من الأبيات الأربعة أن شيئا جعل مثيل شيء في صفة مشتركة بينهما، وأن الذي دل على هذه المماثلة أداة هي الكاف أو كأن، وهذا ما يسمى بالتشبيه، وقد رأيت أن لا بد له من أركان أربعة : الشيء الذي يراد تشبيهه ويسمى المشبه، والشيء الذي يشبه به ويسمى المشبه به، (وهذان يسميان طرفي التشبيه) ؛ والصفة المشتركة بين الطرفين وتسمى وجه الشبه، ويجب أن تكون هذه الصفة في المشبه به أقوى وأشهر منها في المشبه كما رأيت في الأمثلة، ثم أداة التشبيه وهي الكاف وكأن ونحوهما (4).
ولا بد في كل تشبيه من وجود الطرفين، وقد يكون المشبه محذوفا للعلم به ولكنه يقدر في الإعراب، وهذا التقدير بمثابة وجوده كما إذا سئلت «كيف على»؟ فقلت : «كالزهرة الذابلة» فإن «كالزهرة» خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير هو الزهرة الذابلة، وقد يحذف وجه الشبه، وقد تحذف الأداة. كما سيبين لك فيما بعد.
القواعد
(1) التشبيه : بيان أن شيئا أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر، بأداة هي الكاف أو نحوها ملفوظة أو ملحوظة.
(2) أركان التشبيه أربعة، هي : المشبه، والمشبه به، ويسميان طرفي التشبيه، وأداة التشبيه، ووجه الشبه، ويجب أن يكون أقوى وأظهر في المشبه به منه في المشبه.
نموذج
قال المعري :
رب ليل كأنه الصبح في الحس |
|
ن وإن كان أسود الطيلسان (5) |
* * *
|
وسهيل كوجنة الحب في اللو |
|
ن وقلب المحب في الخفقان (6) |
|
|||
الشبه |
الشبه به |
الأداة |
وجه الشبه |
||||
الضمير في كأنه |
|
|
|
||||
العائد في الليل |
الصبح |
كأن |
الحسن |
||||
سهيل |
وجنة الحب |
الكاف |
اللون والاحمرار |
||||
سهيل |
قلب الحب |
الكاف «مقدرة» |
الخفقان |
||||
تمرينات
(1)
بين أركان التشبيه فيما يأتي :
(1) أنت كالبحر في السماحة والشم |
|
س علوا والبدر في الإشراق (7) |
(2) العمر مثل الضيف أو |
|
كالطيف ليس له إقامه |
(3) كلام فلان كالشهد في الحلاوة (8).
(4) الناس كأسنان المشط في الاستواء.
(5) قال أعرابي في رجل : ما رأيت في التوقد نظرة أشبه بلهيب النار من نظرته.
(6) وقال أعرابي في وصف رجل : كان له علم لا يخالطه جهل، وصدق لا يشوبه كذب، وكان في الجود كأنه الوبل عند المحل (9).
(7) وقال آخر : جاءوا على خيل كأن أعناقها في الشهرة أعلام (10)، وآذانها في الدقة أطراف أقلام، وفرسانها في الجرأة أسود آجام (11).
(8) أقوال الملوك كالسيوف المواضي في القطع والبت (12) في الأمور.
(9) قلبه كالحجارة قسوة وصلابة.
(10) جبين فلان كصفحة المرآة صفاء وتلألؤا.
(2)
كون تشبيهات من الأطراف الآتية بحيث تختار مع كل طرف ما يناسبه : العزيمة الصادقة، شجرة لا تثمر، نغم الأوتار، المطر للأرض. الحديث الممتع، السيف القاطع، البخيل، الحياة تدب في الأجسام.
(3)
كون تشبيهات بحيث يكون فيها كل مما يأتي مشبها :
القطار الهرم الأكبر الكتاب الحصان
المصابيح الصديق المعلم الدمع
(4)
اجعل كل واحد مما يأتي مشبها به :
بحر ـ أسد ـ أم رؤوم (13) ـ نسيم عليل ـ مرآة صافية ـ حلم لذيذ
(5)
اجعل كل واحد مما يأتي وجه شبه في تشبيه من إنشائك، وعين طرفي التشبيه :
البياض ـ السواد ـ المرارة ـ الحلاوة ـ البطء ـ السرعة ـ الصلابة
(6)
صف بإيجاز سفينة في بحر مائج، وضمن وصفك ثلاثة تشبيهات.
(7)
اشرح بإيجاز قول المتنبي في المديح، وبين جمال ما فيه من التشبيه :
كالبدر من حيث التفت رأيته |
|
يهدى إلى عينيك نورا ثاقبا (14) |
كالبحر يقذف للقريب جواهرا |
|
جودا ويبعث للبعيد سحائبا |
كالشمس في كبد السماء وضوؤها |
|
يغشى البلاد مشارقا ومغاربا |
__________________
(1) كيوان : زحل، وهو أعلى الكواكب السيارة.
(2) قراع الخطوب : مصارعة الشدائد والتغلب عليها.
(3) اللجين : الفضة.
(4) أداة التشبيه إما اسم، نحو شبه ومثل ومماثل وما رادفها، وإما فعل، يشبه ويماثل ويضارع ويحاكى ويشابه، وإما حرف، وهو الكاف وكان.
(6) سهيل : كوكب ضوؤه يضرب إلى الحمرة في اهتزاز واضطراب، الحب : الحبيب. والخفقان : الاضطراب.
(5) الطيلسان : كساء واسع يلبسه الخواص من العلماء، وهو من لباس العجم، جمعه طيالس وطيالسة.
(7) السماحة : الجود.
(8) الشهد : العسل في شمعه.
(9) الوبل : المطر الشديد، والمحل : القحط والجدب.
(10) الأعلام : الرايات.
(11) الآجام جمع أجمة : وهي الشجر الكثير الملتف.
(12) البت في الأمور : إنفاذها.
(13) الرؤوم : العطوف.
(14) الثاقب : المضيء.