1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : العروض :

الصلة

المؤلف:  أبو يعلى التنوخي

المصدر:  القوافي

الجزء والصفحة:  ص9-10

24-03-2015

1758

وهي حرف يكون بعد الروي متصل به. ويكون أحد أربعة أحرف: الواو، والألف، والياء، والهاء.

وقد تكون الهاء في الوصل أربع حالات، ضم وفتح وكسر وسكون ولا يكون غيرها إلا ساكناً.

وقد يقع في الوصل اشتراك في معنى الحرف، والحرف بحاله فيشارك الواو التي للترنم؛ الواو التي تلحق فعل الجميع؛ وتشارك الألف التي للترنم، التي للتثنية؛ والألف التي هي أصلية. وتشارك الياء التي للترنم؛ الياء الأصلية. وتشارك الياء التي للضمير الهاء الأصلية.

فالواو التي للترنم كقول الفطامي:

قَدْ يُدْرِكُ المُتَأَنِّي بعدَ حَاجَتَهُ ... وَقَدْ يَكُونُ مَعَ المُسْتَعجِلِ الزَّلَلُ

والواو التي لفعل الجميع مثل قوله في هذه القصيدة:

فَلا هُمُ صَالَحُوا مَنْ يَبْتَغِي عَنَتِي   وَلا هُمُ كَدَّرُوا الخَيْرَ الِذِي فَعَلُوا

وذلك جائز لا محالة.

وأما الألف التي للترنم فكقوله:

وَمَعْصِيَةُ الشَّفِيقِ عَلَيْكَ مِمَّا ... يَزِيدُكَ مَرَّةً مِنْهُ استِماعَا

ويجوز أن يشاركها ألف مراعى وتداعى وكقول العجاج:

فمن يَعْكفْنَ بِهِ إذا حَجَا ... عَكْفَ النَّبِيطِ يَلْعَبُونَ الفَنْزَجَا

وأما الياء التي للترنم، فكقوله:

وَلَو أَنَّني أَسْعَى لأدنى مَعِيْشَةٍ ... كَفَانِي وَلَمْ أَطْلُب قلُيلٌ مِنَ المَالِ

وقد أتى في هذه القصيدة ما هو من الأصل كقوله:

ألا أنْعِمْ صَباحاً أَيُّهَا الطَّلَلُ البَالِي وَهَلْ يَنْعَمَنْ مَنْ كَانَ فِي العُصُرِ الخالي

ويجوز أن تجئ الياء المخففة من الهمزة وصلا. فيجئ المالي: من ملأ يملأ مع الأحوال، والظامي: من الظمأ مع الإكرام.

كُلَّمَا رُمْتَ لَوْنَهُ مَنَعَ النَّا ... ظِرَ مَوْجٌ كَأَنَّهُ مِنْكَ هَازِي

أن أصل هازي: هازئ فأبدل الهمزة على حد التخفيف القياسي وجعلها وصلاً بمنزلة الياء التابعة بعد الزاي في الإحراز في اللفظ.

وليس هذا بقياس لأنه لو خففها تخفيف القياس لكانت الهمزة مقدرة. ولو كانت مقدرة فكأنها ملفوظ بها. وإذا كانت كذلك لم يجز أن تكون وصلاً إطلاقاً.

وسألت الشيخ أبا العلاء -رحمه الله تعالى -عما ذكره ابن جني فقال: هذا تسعف لا يحتاج إليه. ويلزم أبا الفتح في هذا أن يجعل الهمزة في ذئب، ورأس، وبؤس إذا خففت كأنها موجود في اللفظ؛ فلا يجعلها تدخل مع الأرداف. لأجل أنها مقدرة. والسماع من العرب وغيرهم مختلف لذلك؛ كقول الجميع الأسدي:

أمَّا إذا حَرَدَتْ حَرْدِي فَمُجْرِيةُ ... ضَبْطَاءُ تَمْنَعُ غِيْلاً غَيْرَ مَقْرُوبِ

وقال في الأبيات:

وَإنْ يَكُنْ حَادِثٌ يُخْشَى فَذُو عَلَقٍ ... تَظَلُ تَزْجُرُهُ مِنْ خَشْيَةِ الذِّيْبِ

فيلزم أبا الفتح أن يجعل الياء في الذيب لا يجوز أن تكون ردفا، وكذلك الواو في قول الأفوه:

إِنَّ بَنِي أَوْدٍ هُمْ ما هُمُ ... لِلْحَرْبِ أَوْ لِلجَدْبِ، عَامَ الشُّمْوُسْ

يَقونَ فِي الحُجْرَةِ جِيرَانَهُم ... بِالمَالِ وَالأنْفُسِ مِنْ كُلِّ بُوسْ

فالواو في بوس مخففة من الهمزة، وقد صارت ردفا مع الواو التي في البيت الأول.

وكذلك قول الآخر:

يَقُولُ لِيَ الأَميرُ بِغَيْرِ جُرْمٍ ... تَقَدَّمْ حِينَ جَدَّ بِنَا المِرَاسُ

فَمَالِي إن أطعتك مِنْ حَيَاةٍ ... وَمَالِي غَيْرَ هَذَا الرَّاسِ رَاسُ

فألف راس مخففة من الهمزة. وهي ردف مع ألف المراس. وإذا كانت الأحرف الضعيفة ثابتة في موضع، فلا بأس أن يجئ في مكانها ما هو أقوى منها.

ومثل ذلك قول طرفة:

لِخَوْلَةَ أَطْلاَلٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ

فالياء في ثهمد مجتلبة للترنم. وقال في القصيدة:

سَتَعْلَمُ إنْ مِتْنَا غَداً أَيَّنَا الصَّدِي

فالياء في الصدي أصلية، وهي وصل لا يجوز غير ذلك. وكذلك الهاء التي للإضمار تكون وصلاً، ثم يجئ معها الهاء الأصلية. إلى ها هنا كلام أبي العلاء.

وقد تشارك الياء التي للترنم الياء التي للنفس كقول امرئ القيس:

......حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مَحْمَلِي

وكقوله:

وَقَدْ يُدْرِكُ المَجْدَ المَوَثَّلَ أَمْثَالِي

وأما الهاء المضمومة فكقوله:

وَبَلَدٍ عَامِيَةٍ أَعَّمَاؤُهُ

والهاء المفتوحة كقوله:

وَفِتْيانِ صِدْقٍ لَسْتَ مُطْلِعَ بَعْضِهِم عَلَى سِرِّ بَعْضٍ، غَيْرَ أَنِّي جُماعُهَا

وأما المكسورة فكقول بعض نساء العرب:

يا رَبِّ مَنْ عَادَى أُبِي فَعَادِهِ ... وَارْمِ بِسَهْمَينِ عَلَى فُؤَادِهِ

وَاجْعَلْ حِمامَ نَفْسِهِ فِي زَادِهِ

وأما الهاء الساكنة فقوله:

لمَّا أَتَاهُ خَاطِباً فِي أرْبَعَةَ ... أوْ أبَه وَسَبَّ مَنْ جَاءَ مَعَهُ

أو أبَه: من الإبة؛ وهي الحياء.

وكقوله:

وَلا تَخْذُلِ المَوْلَى إذا ما مُلِمَّة ... ألَمَّتْ وَنازِلْ فِي الوَغَى مَنْ يُنازِلُهْ

وقد تشترك الهاء الأصلية وهاء الضمير في الوصل بشرط لزوم ما قبلها؛ كقول امرأة تهجو ضرتها:

ضُرَيْرَةٌ أُوْلِعْتُ بِاشْتِهَارِها ... يُطْرِقُ كَلْبُ الحَيِّ مِنْ حِذَارِهَا

فاصِلَةُ الحَقْوَيْنِ مِنْ إِزَارِها ... أُعْطِيتُ فيها طائِعاً أو كارهاً

حَدِيقَةً غَلْبَاء فِي جِدَارِها ... وَفَرَساً أُنْثى وَعَبْداً فَارِها

ويروى ضورية أولعت منسوبة إلى ضورة من عنزة. هذا قول أبي العلاء.

وقال النامي: ضورة موضع.

ومما جاءت فيه الهاء الأصلية وصلاً قوله:

أَبْلِغْ أبا عَمْرٍ وَأجْنِحَةُ الخُطُوبِ لَهَا تَشَابُهْ

إنّي أَنَا اللَّيْثُ الذِي يُخْشَى مَخَالِبُهُ وَنَابُهْ

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي