
على المتصدق الالتفات إلى بعض النقاط الآتية:
أولا: الإخلاص في النية
على المتصدق أن يخلص نيته، وأن يحذر من الرياء والسمعة؛ لأن ذلك من مبطلات الصدقة، ومن محبطات ثوابها كما قال سبحانه: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس﴾، ومعناه: «لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى، كما تبطل صدقة من راءى بها الناس، فأظهر لهم أنه يريد وجه الله، وإنما قصده مدحة الناس له، أو شهرته بالصفات الجميلة، ليشكر بين الناس، أو يقال إنه كريم. ونحو ذلك من المقاصد الدنيوية»
ثانيا: تجنب المن والأذى
على صاحب الصدقة أن يتجنب المن والأذى في الصدقة؛ لأن الإسلام ما أراد بالإنفاق مجرد سد خلة، وملء بطن، وتلافي حاجة، وإنما «أراده تهذيبا وتزكية وتطهيرا لنفس المعطي، واستجاشة لمشاعره الإنسانية، وارتباطه بأخيه الفقير في الله وفي الإنسانية، وتذكيرا له بنعمة الله عليه وعهده معه في هذه النعمة أن يأكل منها في غير إسراف، وأن ينفق منها في سبيل الله في غير منع ولا من.
ثالثا: عليك بصدقة السر
إخفاء الصدقة وإسرارها أرفع لدرجة العبد، وأفضل له عند ربه من إبدائها؛ لأن ذلك أدل على قوة إخلاصه وأبعد له عن التظاهر والرياء والسمعة، كما أنه أستر للمتصدق عليه وأحب إلى نفسه، قال تعالى: ﴿إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير﴾.
رابعا: تصدق بالحلال الطيب
لله - عز وجل - صفات الكمال والجلال، وهو تعالى منزه عن النقائص والعيوب فلا يقبل - سبحانه - من عبده، ولا ينبغي أن يتقرب إليه وينفق في مراضيه إلا بما يناسبه ويليق بجلاله من الأموال الحلال، امتثالا لقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه﴾.
خامسا: الأقربون أولى بصدقتك
من أحسن البر وأوثقه، ومن أعظم المعروف وأولاه: تعاهد الأقارب، والإحسان إليهم، والتصدق على محتاجهم؛ لما في ذلك من تحقيق لمروءة النفس، وإكرام المرء لأسرته، وصلته لرحمه، قال تعالى: ﴿وآتى المال علىٰ حبه ذوي القربىٰ واليتامىٰ والمساكين﴾.