الأبوة تلك اللغة التي سنبقى جاهلين بها حتــــى نمارس دورها في الحياة!
أظهرت الدراسات بأن الطفل يحتفظ بذكريات جميلة عن سفره ورحلته بمعية والده، وبما منحه والده من أوقات مليئة بالسعادة والحب؛ فيعود شريط الذكريات هذا كلما أثار انتباهه شئ يرتبط بسفره مع أبيه!
الآباء يحملون شفقة لا توصف؛ فهم ينسجمون مع الطفل منذ أيامه الأولى، فيستمتعون بالأصوات التي يصدرها وبحركاته الجديدة.
يقاس نجاح الأب بمدى ارتباطه بالأسرة وسعيه نحو تقوية الروابط العائلية، ومن غير الصحيح أن يقاس بدخله وقيمة منزله وموديل سيارته فحسب.
يدور في الأذهان بأن التربية هي عمل المرأة دون الآباء؛ فالآباء دورهم الأساسي هو كيف يكسبون لقمة العيش ويؤمنون المال لأفراد الأسرة، فنشأ جيل من الشباب يتوقون الى التقرب من أبيهم ويشعرون بالرغبة الى الاحتضان من قبل الأب والحوار معه واللعب أحيانا.
مؤسف أن ينظر للأب على أنه مصدر تمويل النقود أو شخص يحضر في الاجتماع الذي تدعو إليه المدارس فحسب!
إن الآباء جزء لا يتجزأ من نمو أبنائهم العاطفي والجسدي والإدراكي السليم اعتبارا من لحظات حياتهم الأولى.
لا يمكن حصر احتياجات الأبناء بالأمور المادية والإجراءات الاجتماعية، بل الأبناء بحاجة لوجود الأب نفسيا؛ فإن الإحساس بالنظر إليه وتحسس حنانه وعطفه يشبع غريزة الأبناء الفطرية تجاه الأبوة.
راقبت إحدى الدراسات مجموعة من الفتيان على مدى ست وعشرين سنة، مستكشفة دور الآباء والأمهات في تنمية الصحة العاطفية والتعاطف. وفي حين أن دور الأم مهم، بقي التأثير الأكبر في صحة الطفل النفسية لمدى مشاركة الأب في رعاية الطفل. في الواقع، يبدو أن فوائد وجود أب يلعب دورا فاعلا وناشطا في التربية خلال الطفولة وسنوات الحياة الأولى تدوم الى مرحلة المراهقة.