يجب توجيه المراهق نحو الصلاة، حتى وإن لم تكن بقصد القربة، فهي على أقل تقدير أمر واجب وضروري لصيانة سلامته الجسمية والذهنية والنفسية، فالإيمان ركن منيع يحفظ الإنسان عند اشتداد أعاصير الحياة، وهو السند الوثيق حين تستعر الهزاهز الداخلية، وإن الإيمان بالله والدين كالعصا التي تحفظ توازن الإنسان من خطر السقوط والانزلاق.
إن الاعتقاد بالله يحل الكثير من التناقضات والصراعات الفكرية، وهو وسيلة لإنهاء الصراع الذي يعتمل في داخل النفس، وسبب لنيل الاستقرار.
فالنظرة القرآنية ترى أن ذكر الله مدعاة لسكينة القلوب، قال تعالى:
{ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
فالتربية الدينية في فترة المراهقة، وتوجيه الشخص نحو الصلاة والعبادة، وخلق علاقة أنس بينه وبين الله، لا تشبع مشاعره الدينية فحسب، بل تكبح ميوله الغريزية وأهواءه النفسية، وتضبط سلوكه أيضا، والأهم من كل ذلك، أنها تضع حدا لمعاناته الداخلية، وجميع أسباب الضغط العاطفي، والقلق، والخوف، والارتباك، والشعور الحاد بالذنب، وهي من سمات هذه المرحلة (المراهقة).