الصداقة المقبولة هي الصداقة القائمة على أسس صحيحة وعلاقات متكافئة، وهذه الصداقة لها حدودها ومواصفاتها، كما وأن الصديق لا بد وأن يتمتع بصفات وأخلاقيات خاصة تؤهله للصداقة حتى يقع عليه الاختيار.
وعليه فمن الواضح أنه إلى جانب توفر هذه الصفات والأخلاقيات في الصديق لا بد وأن يكون الصديق خاليا من بعض الصفات والمواصفات السلبية التي هي بمثابة الخطوط الحمراء في مسألة الصداقة، كما في وصية الإمام علي بن الحسين [عليه السلام] لبعض بنيه:
أولا: إياك ومصاحبة الكذاب؛ فإنه ينقل ما يخالف الواقع، وأنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب.
ثانيا: إياك ومصاحبة الفاسق؛ فإنه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك. وكذلك لا يعتمد عليه لأنه يتمرد على المنعم فكيف سيتعامل معك.
ثالثا: إياك ومصاحبة البخيل؛ فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه.
رابعا: إياك ومصادقة الأحمق؛ فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، فالأحمق يريد لك الخير ولكنه يضرك من حيث لا يدرك.
خامسا: إياك ومصاحبة القاطع لرحمه؛ فإنه ملعون ومطرود من رحمة الله، فالذي يقطع رحمه يتنصل من شيء فطري عاطفي، ويمكن أن يكون الرحم أما أو أبا فيقابل إحسانهم بالإساءة.