إن اختيار الزوجة ليس كاختيار الملابس؛ لأن الإنسان عندما يقرر الزواج فإنه يختار زوجة بهدف العيش معها كل العمر جاعلا منها شريكا في ماله وحياته ومستودعا لأسراره، لذا فمن الضروري عدم الإسراع في اختيار الزوجة، ولقد حدد الإسلام ضوابط معينة ينبغي على كل من المرأة والرجل مراعاتها في اختيار الزوج، نشير إلى بعضها:
أولا: التكافؤ في الإيمان والعقيدة:
يجب اختيار الزوج في إطار العقيدة بالشكل الذي يجب أن تراعى فيه قضية أن يكون كل منهما كفأ للآخر، وهذا لا يعني أن يكون الزوجان على مستوى واحد من الناحية الاقتصادية، بل أن يكونا متكافئين من ناحية الدين والعقيدة، وليس هناك من ضرورة لأن يكون أحدهما غنيا في حالة كون الآخر كذلك.
ثانيا: حسب ونسب العائلة:
إن من المعايير التي يهتم بها الإسلام قضية عائلة الزوج وحسبها ونسبها، وهذا لا يعني الأمور المادية والظاهرية كأن تكون الزوجة من عائلة غنية ذات مكانة مرموقة وجاه ملحوظ، بل أن المقصود من ذلك هو الجانب المعنوي الذي يتمثل في تقوى العائلة والتزامها، وأن تكون ذات سمعة لائقة بعيدة عن الرذائل،
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
(إياكم وخضراء الدمن . قيل : يا رسول الله ، وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء).
ثالثا: حسن الخلق:
إن من الأمور التي ينبغي لكل من يقدم على الزواج مراعاتها، الأخلاق الفاضلة في الشخص المراد اختياره كشريك في الحياة الزوجية، لذا يجب الابتعاد عن الاقتران بذي الأخلاق السيئة كشارب الخمر، والمدمن على تناول المخدرات، وسيء السلوك، وتارك الصلاة؛ لأن مثل هذا الإنسان يبدل حلاوة الحياة الزوجية إلى مرارة العيش، ونهارها المضيء إلى ليل داج.
رابعا: السلامة في البدن والعمر المتناسب:
إن عدم سلامة البدن لا تبطل الزواج لكنها ذات آثار سلبية عليه وعلى استمرار الحياة الزوجية، وكذا العمر فإنه لا يوجد عمر محدد في الإسلام للزواج، فلو لم يكن الزوجان في عمر متناسب فإن ذلك لا يبطل عقد الزواج، لكن ينبغي أن لا يكون اختلاف العمر بين الزوجين كبيرا؛ لأن التجارب أثبتت أن كثيرا من المشاكل ناجمة عن هذا الأمر.
خامسا: سلامة الفكر والروح:
إن سلامة الفكر ينجم عنها سلامة السلوك، فالحياة السليمة ناجمة عن الكمال العقلي وفي غير ذلك يعني خوض مسالك الخطر، بل إن الكمال العقلي والتصرف بحكمة ووقار وإدراك وفهم هو الذي يكسب الأسرة تماسكا مستمرا لذا فإن على المرء أن يأخذ هذه القضية بنظر الاعتبار عند الإقدام على مشروع الزواج.