يعد الأب المحور الأساسي في الأسرة، فهو مصدر الحماية والرعاية، وهو القدوة والسلطة والموجه لطاقم الأسرة، كما أن العلاقة بين الأب وأفراد أسرته علاقة متصلة لا تقبل الانفصال؛ لاحتياج الأبناء لوجوده ودعمه؛ فهناك حالة من التفاعل المستمر؛ لأنه الراعي الأساسي للأسرة، فوجود الأب كمعلم في حياة الأبناء يعتبر عاملا ضروريا في تربيتهم وإعدادهم...
كما أن الأطفال يولدون على الفطرة والسلامة من الاعوجاج فنراهم صادقين يتعاملون بمنتهى البراءة والنقاء غير أنهم يتأثرون بمصدر الرعاية والتربية، وهما الأب والأم وخصوصا الأب لما له من حضور متميز في عين الأبناء ، لهذا يقع على الآباء كامل المسؤولية في بناء ذوات أبنائهم بناء أخلاقيا ، وتنمية ملكاتهم الطيبة وتوجيههم نحو فعل الخير، فينبغي على الآباء مراقبة سلوك أبنائهم، وتركيز اهتمامهم على الجوانب الأخلاقية وتفعيل رقابة الضمير.
فالأب هو المعلم الأول في حياة أبنائه، وأقرب قدوة لهم في الأخلاق، فينبغي عليه أن ينتبه لتصرفاته وأقواله؛ فالأطفال يلتقطون منه كل شيء ويحاولون تقليده!
فيجب عليه أن يكون أنموذجا في عمل البر والإحسان والتواصل والتعاون والتكافل الاجتماعي، فيوجه أبناءه نحو الفضائل وطلب العلم والتخلق بالصفات الكريمة والسجايا الحسنة متبعا الطرق التربوية في زرعها في نفوسهم.
وحتى يستطيع تحقيق ذلك عليه مراعاة جانبين:
الجانب الأول: الاستمرار على فعل سلوك إيجابي وعمل صالح ويكلف أبناءه على أن يشاركوه فيه، كأن يشركهم في حمل الصدقات الى الفقراء مثلا.
الجانب الثاني: أن يعلمهم أهمية التخلق بالأخلاق الفاضلة عبر التثقيف والإرشاد بالقصص والبرامج التعليمية المرئية، ويقوم بتهيئة المناسبات والأجواء وخلق فرص لتطبيقها، كأن يحثهم على العبادة ويسمح لهم بالتردد على المساجد، أو يحثهم على حسن الجوار، ويدعم تواصلهم مع أبناء الجيران، وهكذا.
على الأب أن يتلافى الزلات والأخطاء التي تصدر عنه أمام أبنائه بطريقة صحيحة غير مبنية على التبرير، بل ليوضح لهم أنه قد وقع في هذا التصرف بنحو خاطئ وتفوه بهذه الكلمة السيئة بنحو غير صائب، ويقدم اعتذاره أمامهم ويصحح مساره حتى يتعلموا كيف يمكنهم تلافي الأخطاء وتصحيح المسارات دون أن يبرروا لأخطائهم.