لم يفرض الحجاب لأجل التضييق على المرأة وجعلها تعيش في قوقعة مسلوبة الحرية، إن فرض الحجاب لا يعني وضع عقبة في طريق تحقيق طموح المرأة في تحقيق مشروعها العلمي والعملي، لقد فرض الحجاب لهدفين أساسيين
الأول: الحجاب مظهر للعفاف
عندما تخرج المرأة بزينتها الجذابة وتستعرض مفاتنها تصبح فريسة للتحرش من قبل مرضى النفوس، وحتى تصان من ذلك وغيره من الأذى، ويوفر لها الإسلام عيشا كريما محترما، ويحافظ على عزتها فرض عليها ستر ما ينبغي ستره؛ حتى لا تتعرض لمثل هذه المحاولات القبيحة والمؤذية، فأمرها بالحجاب كمظهر لعزتها وكرامتها وعفافها، فالمرأة عندما تتحجب كأنها تقول للرجل هذا مظهر لعفتي وكرامتي وحرمتي.
الحجاب ليس قماشا بل هو مضمون وفلسفة عملية وسلوكية، لكن هذا الملبس هو عملية رمزية ترمز للعفاف والكرامة، ولذلك أمر بها الشرع كمظهر وكرمز لحرمة المرأة وكرامتها.
الثاني: المحافظة على الترابط الأسري
إن من كوارث المجتمعات التي لا تراعي الستر والحجاب ويسودها الانفلات أن أسرها تعيش في برود وتفكك رهيب؛ فالمرآة التي لا تتورع عن تقبل أي علاقة من معجب بها يعني تحقق الاكتفاء العاطفي من خارج دائرة الزوجية.
والزوج الذي يشبع عاطفته من امرأة أخرى لأنه منجذب لها لما يراه من مظاهر فاتنة فيها يجعله مقصرا مع زوجته، وبالتالي حصول الانفصام في عرى الزوجية بينما جاء الإسلام ليحقق التواشج والتماسك فقال عزو جل:
﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة﴾
.