لقد بنى الإسلام نظام الأسرة على أسس قويمة تتطابق مع ضرورياته الحياتية، وسعى أيضا إلى توجيه الحاجات وتأمينها بناء على المعايير والقيم الإنسانية، وجعل من أفراد الأسرة أفرادا ملتزمين تجاه بعضهم البعض بعلاقات يحكمها الحب والرأفة والإيثار، ليظهر على بناء الخلية الأسرية والعائلة الحب والوئام والمودة، ومن ثم يكون هناك جيل ملتزم ومؤمن.
إن الاتزان الأسري يعتمد على توازن الأدوار وتوازن طرق تحقيق الأهداف والأحلام؛ فهذه ست توصيات بمراعاتها يسود الأسرة المسلمة الاتزان والانسجام في تعاملاتهم وعلاقاتهم:
أولا: على الزوجين أن يؤسسا حياتهما على حب الخير والصلاح المتبادل بينهما وبين أبنائهما، فضلا عن احترامهما لهم واهتمامهما بمستقبل أفراد الأسرة والحرص عليه، وتجنب إيجاد المشاكل لأنفسهما ولأولادهما.
ثانيا: لبناء مؤسسة الأسرة بناء سليما وناجحا يجب أن يتسيد الوعي والنضج وأن يتحلى الجميع بسعة الصدر والحلم والاحتمال وعدم الانفجار والتنمر.
ثالثا: يجب التركيز في سبيل حفظ تعادل الأسرة وتوازنها على الإيمان والمظاهر الأخلاقية والصفات الحسنة كالصلاة والتقوى والصدق وعدم التحاسد والخيانة..
رابعا: احترام النظام الداخلي من حيثية الوقت؛ فلكل فرد خصوصياته ومهامه التي تتناسب مع جدوله الشخصي، واحترام الخصوصيات الملكية والترتيبية؛ فما في خزانة الأبوين ينبغي عدم اختراقه، وما في هاتف الأبناء البالغين الناضجين ينبغي عدم التجسس عليه مهما كانت المبررات إلا في حالات خاصة.
خامسا: المساواة والإنصاف من قبل الأبوين تجاه أبنائهم في كل شيء بالاهتمام وبالمحبة والمتابعة والدعم، سواء كان ذلك في الماديات والمصروف مثلا، أو في المعنويات ومداراة المشاعر.
سادسا: التواصل المستمر بين أفراد الأسرة وتعزيز وسائل وروابط التواصل مهما كان الى ذلك من سبيل، كالاجتماع في ليالي العطل أو يومها، أو إحياء مناسبات محببة للأسرة كأعياد الميلاد والمناسبات الدينية والروحية وغيرها.