ما أجمل الإنسان عندما يكون عزيز النفس وذا قناعة بما قسم الله له من الحياة الدنيا من صبر وعفة، والتي تحتاج إلى جهد وإيمان كبيرين لمن يتحلى بها، فالكثير من أبناء شعبنا العزيز رغم كل ما يمرون به من ظروف صعبة وقاسية تجدهم شاكرين الله على ذلك، فالفقر ليس عيبا، والفقراء ملوك الجنة – عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):) الفقراء ملوك أهل الجنة، والناس كلهم مشتاقون إلى الجنة والجنة مشتاقة إلى الفقراء).
أحد الفقراء المتقين الصبورين قد أصابه مرض ولا يقدر على شراء دواء لنفسه، وقد ألم به المرض كثيرا وظهرت أعراضه وآثاره عليه، فسأله أحد أصدقائه قائلا : لماذا لا تذهب لشراء الدواء؟ فرد عليه: لا داع لذلك، بضعة أيام وسأشفى بإذن الله .
فسأله مرة أخرى: ما الذي يمنعك من الذهاب إلى الطبيب..ألا تمتلك تكاليف العلاج؟
-فاغرورقت عيناه بالدموع، وانهار باكيا، فعرفت بأنه لا يملك شيئا!
لم يظهر فقره ولم يمد يده لأحد!
ما أعظم صبركم وإيمانكم أيها الفقراء الأغنياء بطاعة ربكم؟
عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله): (يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، وهو خمسمائة عام) .
ليس الفقر هو الذي يدخلهم الجنة، وإنما أدخلهم الله الجنة بصلاحهم وبصبرهم مع الفقر ورضاهم بقضاء الله وقدره. فالفقير الذي لم يكن صالحا فلا فضل له في الفقر فهذه بشارة للمؤمنين من الفقراء الذين صبروا على حالهم، فبشروا بالفوز العظيم
عن الإمام الصادق -عليه السلام – قال لمحمد الخزاز : (أ ما تدخل السوق أ ما ترى الفاكهة تباع و الشيء مما تشتهيه فقلت بلى فقال أما إن لك بكل ما تراه فلا تقدر على شرائه حسنة)