أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2017
896
التاريخ: 13-2-2019
3427
التاريخ: 25-7-2017
791
التاريخ: 26-7-2017
1250
|
ذكر ما جرى للهادي في خلع الرشيد:
[في سنة سبعين ومائة] كان الهادي قد جد في خلع الرشيد والبيعة لابنه جعفر وكان سبب ذلك أن الهادي لما عزم على خلعه ذكره لقواده فأجابه إليه يزيد بن مزيد الشيباني وعبد الله بن مالك وعلي بن عيسى وغيرهم فخلعوا هارون وبايعوا لجعفر ووضعوا الشيعة فتكلموا في ذلك وتنقصوا الرشيد في مجلس الجماعة وقالوا لا نرضى به وصعب أمرهم وأمر الهادي أن لا يسار بين يدي هارون بالحربة فاجتنبه الناس وتركوا السلام عليه.
وكان يحيى بن خالد بن برمك يتولى أمور الرشيد بأمر الهادي فقيل للهادي ليس عليك من أخيك خلاف إنما يحيى يفسده فبعث إليه وتهدده ورماه بالكفر ثم أن استدعاه ليلة فخاف وأوصى وتحنط وحضر عنده فقال له يا يحيى مالي ولك علي ما يكون من العبد إلى مولاه إلا طاعته فقال لم تدخل بيني وبين أخي وتفسده علي فقال من أنا حتى أدخل بينكما إنما صيرني المهدي معه ثم أمرتني أنت بالقيام بأمره فانتهيت إلى أمرك فسكن غضبه وقد كان هارون الرشيد طاب نفسا بالخلع فمنعه يحيى عنه فلما أحضره الهادي وقال له في ذلك قال يحيى يا أمير المؤمنين إنك أن حملت الناس على نكث الأيمان هانت عليهم أيمانهم وإن تركتهم على بيعة أخيك ثم بايعت لجعفر بعده كان ذلك أؤكد للبيعة، قال صدقت وسكت عنه، فعاد أولئك الذين بايعوه من القواد والشيعة فحملوه على معاودة الرشيد بالخلع فأحضر يحيى وحبسه فكتب إليه أن عندي نصيحة فأحضره فقال له يا أمير المؤمنين أرأيت أن كان الأمر الذي لا تبلغه ونسأل الله أن يعدمنا قبله يعني موت الهادي أتظن الناس يسلمون الخلافة لجعفر وهو لم يبلغ الحنث أو يرضون به لصلاتهم وحجهم وغزوهم قال ما أظن ذلك، قال يا أمير المؤمنين أفتأمن أن يسمو إليها أكابر أهلك مثل فلان ويطمع فيها غيرهم فتخرج من ولد أبيك والله لو أن هذا الأمر لم يعقده المهدي لأخيك لقد كان ينبغي أن تعقده أنت له فكيف بأن تحله عنه وقد عقده المهدي له ولكني أرى أن تقر الأمر على أخيك فإذا بلغ جعفر أتيت بالرشيد فخلع نفسه له وبايعه فقبل قوله وقال نبهتني على أمر لم أتنبه له وأطلقه ثم أن أولئك القواد عاودوا القول فيه فارسل الهادي إلى الرشيد في ذلك وضيق عليه فقال له يحيى استأذنه في الصيد فإذا خرجت فابعد ودافع الأيام ففعل ذلك وأذن له فمضى إلى قصر بني مقاتل فقام أربعين يوما فأنكر الهادي أمره وخافه فكتب إليه بالعود فتعلل عليه فاظهر الهادي شتمه وسط مواليه وقواده فيه ألسنتهم فلما طال الأمر عاد الرشيد وقد كان الهادي في أول خلافته جلس وعنده نفر من قواده وعنده الرشيد وهو ينظر إليه ثم قال له يا هرون كأني بك وأنت تحدث نفسك بتمام الرؤيا وجون ذلك خرط القتاد، فقال له هارون يا موسى إنك أن تجبرت وضعت وإن تواضعت رفعت وإن ظلمك قتلت وإن أنصفت سلمت وإني لأرجو أن يفضي الأمر إلي فأنصف من ظلمت وأصل من قطعت وأجعل أولادك أعلى من أولادي وأزوجهم بناتي وأبلغ ما تحب من حق الإمام المهدي فقال له الهادي ذلك الظن بك يا أبا جعفر أدن مني فدنا منه فقبل يده ثم أراد العود إلى مكانه فقال لا والشيخ الجليل والملك النبيل أعني المنصور لا جلست إلا معي فأجلسه في صدر مجلسه ثم أمر أن يحمل إليه ألف ألف دينار وأن يحمل نصف الخراج وقال لإبراهيم الحراني اعرض عليه ما في الخزائن من مالنا وما أخذ من أهل بيت اللعنة يعني بني أمية فليأخذ منه ما أراد ففعل ذلك فقام عنه.
وسئل الرشيد عن الرؤيا فقال قال المهدي رأيت في منامي كأني دفعت إلى موسى قضيبا وإلى هارون قضيبا فأورق من قضيب موسى أعلاه وأورق قضيب هارون من أوله إلى آخره فعبرت لهما أنهما يملكان معا فأما موسى فتقل أيامه وأما هارون فيبلغ آخر ما عاش خليفة وتكون أيامه أحسن أيام ودهره أحسن دهر فكان كذلك.
وذكر أن الهادي خرج إلى حديثة الموصل فمرض بها واشتد مرضه فانصرف وكتب إلى جميع عماله شرقا وغربا بالقدوم عليه، فلما ثقل أجمع القواد الذين كانوا بايعوا جعفرا وتأمروا في قتل يحيى بن خالد وقالوا أن صار الأمر إليه قتلنا وعزموا على ذلك ثم قالوا لهل الهادي يفيق فما عذرنا عنده فامسكوا، ولما اشتد مرض الهادي أرسلت الخيزران إلى يحيى تأمره بالاستعداد فأحضر يحيى كتابا فكتبوا الكتب من الرشيد إلى العمال بوفاة الهادي وأنه قد ولاهم ما كان ويكون فلما مات الهادي سيرت الكتب، وقيل أن يحيى كان محبوسا وكان الهادي قد عزم على قتله تلك الليلة.
ولما مات الهادي قالت الخيزران قد كنا نتحدث أنه يموت في هذه الليلة خليفة ويملك خليفة ويولد خليفة فمات الهادي وولي الرشيد وولد المأمون وكانت الخيزران قد أخذت العلم عن الأوزاعي وكان الهادي بعيسأباذ.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|