أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2017
3136
التاريخ: 22-4-2017
3396
التاريخ: 28-4-2017
3094
التاريخ: 22-4-2017
3461
|
كانت العرب تجتمع ـ في مواسم الحج ـ في نقاط مختلفة مثل : عكاظ و المجنة و ذي المجاز وكان الشعراء والخطباء العرب البارعُون يقفون في هذه المناطق على أماكن مرتفعة ويلهون فريقاً من الناس بما يلقونه عليهم من خطب وقصائد تدور في الأغلب حول الحرب والقتال والتفاخر والعشق.
وكان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) شأن كل الأنبياء والمرسلين الذين سبقوه يستغلّ هذه الفرصة ـ كغيرها ـ لا بلاغ رسالة ربه إلى الناس ولم يكن لاحد منعه أو الكيد به لحرمة القتال والجدال في الاشهر الحرم.
من هنا كان (صـلى الله علـيه وآله) إذا حلّ الموسم وقف على مكان مرتفع وخاطب الناس قائلا:
قُولُوا لا إله إلاّ اللّهُ تُفلِحُوا وتملكوا بها العَرَب وتَذِلُّ لكُمُ لعَجمُ وَإذا آمَنتُم كُنتُم مُلُوكاً فِي الجَنَّة .
دعوة رؤساء القبائل في مواسم الحج :
وكان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يلتقي في مواسم الحج في هذه النقاط برؤساء القبائل العربية واشرافها ويقف على منازلهم منزلا منزلا ويعرض دينه عليهم ويدعوهم إلى اللّه ويخبرهم أنه نبيُّ مرسل .
وربما مشى خلفه عمُّه أبو لهب فاذا فرغ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من قوله وما دعا به قال أبو لهب فوراً للناس : يا بني فلان إن هذا إنما يدعوكم أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم إلى ما جاء به من البدعة والضلالة فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه. وقد قدمت جماعة من بني عامر إلى مكّة فدعاهم رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) إلى الإسلام وعرض عليهم نفسه فقبلوا أن يعتنقوا الإسلام إلاّ أنهم اشترطوا عليه أن يكون إليهم خلافته من بعده إذ قالوا : أرأيتَ إن نحن تابعناك على أمرك ثم أظهركَ اللّهُ على مَن خالفَك أيكونُ لنا الأمرُ من بعدك؟
فقال رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : الأمرُ إلى اللّهِ يَضَعه حيثُ يشاءُ .
فرفضوا اعتناق الإسلام والإيمان باللّه ورسوله.
ثم لما عادوا إلى أوطانهم رَجَعُوا إلى شيخ لهم طاعن في السنّ لم يقدر أن يحجَّ معهم وكان ذا بصيرة وفهم فحدّثوه بما جرى بينهم وبين رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وقالوا : جاءنا فتى من قريش من بني عبد المطلب يزعم أنه نبي يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه.
فوضع الشيخ يديه على رأسه ووبَّخَهُم على رفضهم لدعوة الرسول وقال : يا بني عامر والّذي نفسُ فلان بيده ما تَقَوَّلَها اسماعيليٌ قط وإنّها لحقٌ فاين رأيكم كان عنكم؟!
ان هذه القضية التاريخية تفيد ـ في ما تفيد ـ بان مسألة الخلافة والامامة بعد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) أمر تنصيصي تعييني لا انتخابي أي ان تعيين الخليفة بعد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يعود إلى اللّه ولا خيار للناس فيه وانما عليهم الطاعة والرضا.
بيعة العقبة
كان ( وادي القرى ) في ما مضى من الزمن طريق التجارة من اليمن إلى الشام فكانت القوافل التجارية القادمة من اليمن تدخل وادياً طويلا يدعى بوادي القرى بعد العبور بالقرب من مكة وكانت المناطق الواقعة على طوال هذا الوادي مناطق خضراء ومن هذه المناطق مدينة قديمة كانت تدعى ب : يثرب والّتي عرفت فيما بعد بمدينة الرسول.
وقد سكن في هذه المدينة منذ اوائل القرن الرابع الميلادي قبيلتا : الاوس والخزرج اللتان كانتا من مهاجري عرب اليمن ( من القحطانيين ).
وكان يعيش الى جانبهم الطوائف اليهودية الثلاث المعروفة : بنو قريظة و بنو النضير و بنو قينقاع الذين كانوا قد هاجروا اليها من شمال شبه الجزيرة العربية واستوطنوها.
وكان يقدم إلى مكة كل عام جماعة من عرب يثرب للاشتراك في مراسيم الحج وكان النبي (صـلى الله علـيه وآله) يلتقي بهم في تلك المواسم ويجري معهم اتصالات.
وقد مهدّت بعض هذه اللقاءات للهجرة وصارت سبباً لتمركز قوى الإسلام المتفرقة في تلك النقطة.
على ان كثيراً من تلك الاتصالات وان لم تثمر ولم تنطو على أية فائدة فعلية إلاّ أنها تسببت في أن يحمل حجاج يثرب ـ لدى عودتهم ـ انباء ظهور النبيّ الجديد وينشروه في اوساط المدينة كأهم نبأ من انباء الساعة ويلفتوا نظر الناس في تلك الديار إلى مثل هذا الامر المهم والخطير.
ولهذا نقلنا هنا بعض اللقاءات والاتصالات الّتي تمت بين رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وجماعات من اهل هذه المدينة في السنة الحادية عشرة والثانية عشرة والثالثة عشرة من البعثة للتتضح بدراسة هذه المطالب علة هجرة النبيّ الاكرم (صـلى الله علـيه وآله) من مكة إلى يثرب وتمركز قوى المسلمين في تلك المنطقة.
1 ـ كان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) كلما سمع بقادم يقدم مكة من العرب له اسم وشرف تصدى له ودعاه إلى الإسلام وعرض عليه ما عنده.
وقد قدم مرة سويد بن الصامت فتصدى له رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) حين سمع به فدعاه إلى اللّه وإلى الإسلام فقال له سويد : فلعلّ الّذي معك مثل الّذي معي.
فقال له رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : وما الّذي معك.
قال : مجلة لقمان يعني حكمة لقمان.
فقال رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) إعرضها عليَّ فعرضها عليه. فقال له : إن هذا الكلام حسن والّذي معي أفضل من هذا. قرآنٌ انزلهُ اللّهُ عليّ هو هدى ونور.
ثم تلا عليه رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) القرآن ودعاه إلى الإسلام فقال سويد إنّ هذا قولٌ حسن وآمَنَ برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فقدم المدينة على قومه فلم يلبث أن قتلته الخزرج فيما كان يتلفظ الشهادتين وكان قتله قبل يوم بعاث .
2 ـ قدم انس بن رافع مكّة ومعه فتيةٌ من بني عبد الاشهل فيهم ياس بن معاذ أيضاً يلتمسون الحلف والنصرة على قومهم من الخزرج فسمع بهم رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فأتاهم وجلس اليهم وقال لهم : هل لكم في خير مما جئتم له؟
فقالوا له : وما ذاك؟
قال : أنا رسول اللّه بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوا اللّه ولا يشركوا به شيئاً وانزل عليّ الكتاب ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن.
فقال أياس بن معاذ وكان غلاماً حدثاً شهماً : أي قوم هذا واللّه خير مما جئتم له.
فقد أدركَ جيّداً أنَ دينَ التوحيد يكفُلُ كلَّ حاجاتهم فهو دينٌ شاملٌ مباركٌ لأنه سيصهِرُ الجميعَ في بوتقة الاُخوَّة الواحدةِ فتزول عندئذ أسبابُ العداء والقتال وبذلك ينهي كل مظاهرِ الحرب والتنازع وكلَّ مظاهر الفساد والتخريب فهو افضل من طلبِ المساعدة العسكرية من قريش الّتي جاؤوا من أجلها إلى مكة فآمن برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من دون ان يكسب رضا رئيس قبيلته انس بن رافع واستئذانه ولهذا غضب أنس وأخذ حفنة من تراب البطحاء وضرب بها وجهَ إياس وقال : دعنا منك فعمري لقد جئنا لغير هذا فصمَتَ اياس وقام رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عنهم وانصرفوا إلى المدينة وكانت وقعة بُعاث بين الأوس والخزرج ولم يلبث اياس ان هلك وقد سمعه قومٌ حضروا عند وفاته يهلّل اللّه تعالى ويكبّره ويحمده ويسبّحه حتّى مات فما كانوا يشكّون أنه قد مات مسلماً ولقد استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ما سمع .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|