أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2016
1465
التاريخ: 5-5-2016
1574
التاريخ: 13-4-2016
1541
التاريخ: 12-7-2016
2113
|
العين يشبهونها عادة بآلة التصوير (الكاميرا) ، فهي تلتقط الصور من عدستها الدقيقة ، بدلاً من أن تعكسها على اللوح الحساس (الفيلم) كما تفعل الكاميرا ، تعكس الصور على شبكية العين ، ومن ثمّ تنتقل عن طريق الأعصاب البصرية إلى الدماغ.
آلة التصوير الدقيقة الظريفة هذه قد تلتقط يومياً ملايين الصور ، غير أنّها من جهات مختلفة لا يمكن مقارنتها حتى بأعقد وأحدث أجهزة التصوير ، لأنّه :
1 ـ فتحة تنظيم النور (ديافراغم) في جهاز العين ، وهو بؤبؤ العين ، يعمل بشكل تلقائي أمام تغيير النور ، فيتقلص أمام النور القوي ، ويتسع أمام النور الضعيف ، بينما أجهزة التصوير بحاجة إلى تنظيم بيد المصور.
2 ـ عدسة العين خلافاً لأنواع عدسات أجهزة التصوير تتغير بتغير بعد الصورة عنها ، فيكون قطرها حيناً 5 ، 1 ملم ، ويصل أحياناً إلى 8 ملم ، وهذا التغيير يتمّ بواسطة عضلات تتقلص وتنبسط حسب بُعد الصورة المرئية ، فعدسة العين تستطيع أن تعمل ما تعمله مئات العدسات الزجاجية.
3 ـ العين تستطيع أن تتحرك في الجهات الأربع بمساعدة العضلات وتلتقط الصور في الإنحاء المختلفة.
4 ـ والمهم ، أن أجهزة التصوير بحاجة إلى تبديل أفلامها ، فإذا انتهت حلقة فيلم ، فلابدّ من فيلم آخر. لكن عين الإنسان تلتقط الصور طوال عمر الإنسان دون أن تحتاج إلى تعويض شيء ، ويعود السبب إلى أن الشبكية التي تنعكس عليها الصور تحتوي على نوعين من الخلايا «المخروطية» ، و«الإسطوانية» فيها مادة حساسة للغاية تجاه النور تتحلل بأقل شعاع من نور في الشبكية وتتحول إلى أمواج تنتقل إلى الدماغ ، ثمّ يزول الأثر وتستعد الشبكية لإلتقاط صور جديدة.
5 ـ أجهزة التصوير مصنعة من مواد قويّة جدّاً ، لكن جهاز العين لطيف وظريف إلى درجة كبيرة ، لذلك وضع في محفظة عظيمة مستحكمة ، والعين مع ظرافتها ولطافتها أكثر دواماً بكثير من الحديد والفولاذ.
6 ـ مسألة تنظيم النور ذات أهمية فائقة للمصورين ، وقد يطول الزمن بالمصور كي يستطيع تنظيم إضاءة الصورة ، بينما تستطيع العين في جميع ظروف النور القوي والمتوسط والضعيف بل حتى في الظلام شريطة وجود بصيص من النور أن تلتقط الصور ، وهذا من عجائب العين.
7 ـ حين ننتقل فجأة من النور إلى الظلمة ، أو حين تنطفيء مصابيح الغرفة في الليل ، لا تستطيع أعيننا في البرهة الاُولى أن ترى شيئاً ، ثمّ بالتدريج تعتاد العين على الظرف الجديد فترى ما حولها ، وهذا التعوّد هو تعبير بسيط عن التحول المعقد الذي يحدث في العين ، ويؤدي خلال لحظات بسيطة إلى الإنسجام بين العين والظروف الجديدة.
وعكس ذلك يحدث عندما ننتقل من الظلام إلى النور ، فالعين في البداية لا تتحمل النور القوي ، ولكن بعد لحظات تتواءم مع الظرف الجديد ، ومثل هذه الخصائص لا توجد اطلاقاً في أجهزة التصوير.
8 ـ أجهزة التصوير تستطيع أن تصور زاوية محدودة ممّا يقع أمامها ، بينما عين الإنسان تستطيع أن تلتقط كلّ ما في نصف الدائرة الاُفقية أيامها بزاوية مقدارها 180 درجة تقريباً. 9 ـ من عجائب العينين أنّهما تلتقطان الصورة لتعكساها معاً في نقطة واحدة ، وإذا اختل هذه التنظيم تصاب العين بالحول ويرى الفرد الشيء الواحد شيئين.
10 ـ ومن الطريف أن صورة الأجسام تنعكس على الشبكية مقلوبة ، بينما لا نرى نحن الأشياء مقلوبة.
11 ـ سطح العين يجب أن يبقى رطباً دائماً ، وإذا جفّ اضرّ بالعين كثيراً ، وهذه الرطوبة تفرزها الغدد الدمعيّة ، فتدخل العين من جانب وتخرج عن طريق قنوات دقيقة تقع في جانب من العين إلى الأنف ، فترطب الأنف أيضاً.
وإذا جفت الغدد الدمعية ، تتعرض العين للخطر ، وتتعذر حركة الأجفان ، وإن زاد نشاط هذه الغدد أكثر من المطلوب يسيل الدمع باستمرار على الوجه ، وإذا انسدّ طريق القنوات التي تدفع الدمع من العين إلى الأنف ، فلابدّ للفرد أن ينشغل دائماً بتجفيف الماء المتصبب على وجهه.
12 ـ تركيب الدمع معقد فيه أكثر من عشرة عناصر تشكل معاً أفضل سائل للحفاظ على العين.
بعبارة موجزة عجائب العين من الكثرة بحيث تتطلب كتابة المجلدات الضخام ، وليست هي أكثر من شحمة صغيرة ، وحقّاً ما قاله أمير المؤمنين علي(عليه السلام) : «اعجبوا لهذا الإنسان ينظر بشحم ويتكلم بلحم ، ويسمع بعظم ، ويتنفس من خرم» (1).
_______________________
1. نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الكلمة 8 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|