أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016
1122
التاريخ: 22-7-2016
2204
التاريخ: 22-7-2016
1904
التاريخ: 22-7-2016
2246
|
أن الخوف لا يتحقق إلا بانتظار مكروه ، و المكروه إما أن يكون مكروها في ذاته كالنار أو مكروها لإفضائه إلى المكروه في ذاته كالمعاصي المفضية إلى المكروه لذاته في الآخرة ، و لا بد لكل خائف أن يتمثل في نفسه مكروه من أحد القسمين ، و يقوى انتظاره في قلبه حتى يتألم قلبه بسبب استشعاره ذلك المكروه ، و يختلف مقام الخائفين فيما يغلب على قلوبهم من المكروهات المحظورة :
فالذين يغلب على قلوبهم خوف المكروه لذاته ، فإما أن يكون خوفهم من سكرات الموت وشدته وسؤال النكيرين و غلظته ، أو عذاب القبر و وحدته وهول المطلع و وحشته ، أو من الموقف بين يدي اللّه و هيبته والحياء من كشف سريرته ، أو من الحساب ودقته و الصراط وحدته ، أو من النار و أهوالها و الجحيم و أغلالها ، أو الحرمان من دار النعيم و عدم وصوله إلى الملك المقيم ، أو من نقصان درجاته في العليين وعدم مجاورته المقربين ، أو من اللّه سبحانه بأن يخاف جلاله و عظمته و البعد و الحجاب منه و يرجو القرب منه ، و هذا أعلاها رتبة ، و هو خوف أرباب القلوب العارفين من صفاته ما يقتضي الهيبة و الخوف ، و العالمين بلذة الوصال و ألم البعد و الفراق و المطلعين على سر قوله : {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران : 28] ، و قوله : { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران : 102] .
و قيل : ذلك خوف العابدين و الزاهدين و كافة العاملين.
وأما الذين غلب على قلوبهم خوف المكروه لغيره ، فإما يكون خوفهم من الموت قبل التوبة ، أو نقضها قبل انقضاء المدة ، أو من ضعف القوة عن الوفاء بتمام حقوق اللّه ، أو تخليته مع حسناته التي اتكل عليها و تعزز بها في عباد اللّه ، أو من الميل عن الاستقامة ، أو إلى اتباع الشهوات المألوفة استيلاء للعادة ، أو تبديل رقة القلب إلى القساوة ، أو تبعات الناس عنده من الغش و العداوة ، أو من الاشتغال عن اللّه بغيره ، أو حدوث ما يحدث في بقية عمره ، أو من البطر و الاستدراج بتواتر النعم ، أو انكشاف غوائل طاعته حتى يبدو له من اللّه ما لم يعلم ، أو من الاغترار بالدنيا و زخارفها الفانية ، أو تعجيل العقوبة بالدنيا و افتضاحه بالعلانية ، أو من اطلاع اللّه على سريرته و هو عنه غافل ، و توجهه إلى غيره و هو إليه ناظر، أو من الختم له عند الموت بسوء الخاتمة ، أو مما سبق له في الأزل من السابقة , و هذه كلها مخاوف العارفين.
و لكل واحد منها خصوص فائدة ، هو الحذر عما يفضى إلى الخوف ، فالخائف من تبعات الناس يجتهد في براءة ذمته عنها ، و من استيلاء العادة يواظب على فطام نفسه عنها.
و من اطلاع اللّه على سريرته يشتغل بتطهير قلبه عن الوساوس , و هكذا في بقية الأقسام.
وأغلب هذه المخاوف على المتقين خوف سوء الخاتمة ، و هو الذي قطع قلوب العارفين ، إذ الأمر فيه مخطر , و أعلى الأقسام و أدلها على كمال المعرفة خوف السابقة ، لأن الخاتمة فرع السابقة ، و يترتب عليها بعد تخلل أسباب كثيرة ، و لذا قال العارف الأنصاري : «الناس يخافون من اليوم الآخر و أنا أخاف من اليوم الأول».
فالخاتمة تظهر ما سبق به القضاء في أم الكتاب ، و إليه أشار النبي ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) في المنبر، حيث رفع يده اليمنى قابضا على كفه ، ثم قال : «أتدرون أيها الناس ما في كفي؟» ، قالوا : اللّه و رسوله أعلم ، قال : «أسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة».
ثم رفع يده اليسرى و قال : « أيها الناس! أ تدرون ما في كفي؟» قالوا : اللّه و رسوله أعلم فقال : أسماء أهل النار و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة».
ثم قال : «حكم اللّه و عدل ، حكم اللّه» : {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى : 7].
وقال ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) -: «يسلك بالسعيد في طريق الأشقياء حتى يقول الناس : ما أشبهه بهم بل هو منهم ، ثم تتداركه السعادة.
وقد يسلك بالشقي طريق السعداء حتى يقول الناس : ما أشبهه بهم ، بل هو منهم ، ثم يتداركه الشقاء.
إن من كتبه اللّه سعيدا و إن لم يبق من الدنيا إلا فواق ناقة ختم له بالسعادة».
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|