تبدو قاعدة هرم سكان مصر عريضة، وهي الممثلة لصغار السن الذين يكونون نحو (41%) من جملة السكان تبعاً لتعداد 1996، بينما تمثل الفئة العمرية 15-65 سنة نحو (53%) وهي الفئة العمرية القادرة على العمل والإنتاج، وبالنسبة للنساء الزواج والإنجاب، أما الفئة العمرية التي تبدأ فوق 65 عاماً فتبلغ (6%) على وجه التقريب، فالشعب المصر يشعب شاب للغاية، وذلك بحكم ارتفاع معدلات المواليد والوفيات.

يشير هذا التركيب الى الأعباء الاقتصادية الكبيرة التي يتحملها المجتمع بسبب كثرة صغار السن، خاصة ذلك المجتمع المنتج، وبوجه خاص إذا أخذنا في الحسبان أن نسبة كبيرة من السكان الإناث لا يعملن، وهن يمثلن نصف السكان، وعلى الرغم من أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً، مع كل تعداد، في نسبة القوة العاملة أو المنتجة من السكان، فإنها ما تزال متدنية بالنسبة للدول المتقدم’ نفقد كانت نسبتها 3 و34% في عام 1986، أصبحت 4 و35% في تعداد 1996، وانخفضت بذلك نسبة الإعالة الى 2,3 في تعداد 1996، بعدما كانت 2,6% في عام 1986. (نسبة الإعالة للأحداث = عدد الأطفال أقل من 15 سنة مقسومة على عدد العائلين فيما بين 15 – 65 عاماً، مضروبة في 100).

ويتضح من دراسة نسب فئات العمر لسكان مصر في تعداد 1996، أن ما يقل قليلاً عن ثلثي السكان يقع خارج مجال الإنتاج، وهؤلاء يحسبون عالة على القوة العاملة المنتجة، وكلما انخفضت نسبة القوة العاملة، كلما ارتفعت نسبة الإعالة، أي نسبة صغار السن دون 15 سنة الى كبار السن فيما بين 15-65 عاماً، يترتب على ذلك كثرة الإنفاق في مجال الخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم والتغذية، والواقع أن مصر ما تزال سكانياً أقرب الى الدول المتخلفة من حيث النمو السكاني الذي بلغ عام 1996 نحو 2,1%، بينما هو بالنسبة للعالم 1,5%، ومن حيث نسبة صغار السن دون 15 سنة، والتي تبلغ 41%، وهي للعالم 35%، ومن حيث أمد (أو أمل) الحياة الذي يبلغ نحو 53 سنة، وهو للعالم 60 عاماً.