المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
Rise-fall Λyes Λno
2024-11-05
Fall-rise vyes vno
2024-11-05
Rise/yes/no
2024-11-05
ماشية اللحم كالميك في القوقاز Kalmyk breed
2024-11-05
Fallyes o
2024-11-05
تركيب وبناء جسم الحيوان (الماشية)
2024-11-05



تربية أمير المؤمنين(عليه السّلام) له  
  
4014   09:50 صباحاً   التاريخ: 22-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص48-51.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

الإمام علي (عليه السلام) فهو المربّي الأول الذي وضع اُصول التربية ومناهج السلوك وقواعد الآداب وقد ربّى ولده الإمام الحسين (عليه السلام) بتربيته المشرقة فغذّاه بالحكمة وغذّاه بالعفة والنزاهة ورسم له مكارم الأخلاق والآداب وغرس في نفسه معنوياته المتدفقة فجعله يتطلّع إلى الفضائل حتى جعل اتجاهه السليم نحو الخير والحق وقد زوده بعدّة وصايا حافلة بالقيم الكريمة والمثل الإنسانية ومنها هذه الوصية القيّمة الحافلة بالمواعظ والآداب الاجتماعية وما يحتاج إليه الناس في سلوكهم وهي من أروع ما جاء في الإسلام من الاُسس التربوية التي تبعث على التوازن والاستقامة في السلوك.

قال (عليه السلام) :يا بُني اُوصيك بتقوى الله عزّ وجلّ في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الرضى والقصد في الغنى والفقر والعدل في الصديق والعدو والعمل في النشاط والكسل والرضى عن الله تعالى في الشدّة والرخاء ؛ يا بُني ما شرٌّ بعده الجنّة بشرٍّ ولا خيرٌ بعده النار بخير وكل نعيم دون الجنّة محقور وكل بلاء دون النار عافية .

اعلم يا بُني أنّ مَنْ أبصر عيب نفسه شُغل عن غيره ومَنْ رضى بقسم الله تعالى لم يحزن على ما فاته ومَنْ سلّ سيف البغي قُتل به ومَنْ حفر بئراً وقع فيها ومَنْ هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته ومَنْ نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ومَنْ كابد الاُمور عطب ومَنْ اقتحم البحر غرق ومَنْ اُعجب برأيه ضلّ ومَنْ استغنى بعقله زلّ ومَنْ تكبّر على الناس ذلّ ومَنْ سفه عليهم شُتم ومَنْ دخل مداخل السوء اتُّهم ومَنْ خالط الأنذال حُقّر ومَنْ جالس العلماء وُقّر ومَنْ مزح استُخفّ به ومَنْ اعتزل سَلم ومَنْ ترك الشهوات كان حُرّاً ومَنْ ترك الحسد كان له المحبّة من الناس.

يا بُني عزّ المؤمن غناء عن الناس والقناعة مال لا ينفد ومَنْ أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير ومَنْ علم أنّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ فيما ينفعه ؛ العجب ممّن خاف العقاب ورجا الثواب فلم يعمل ؛ الذكر نور والغفلة ظلمة والجهالة ضلالة والسعيد مَنْ وُعظ بغيره والأدب خير ميراث وحُسن الخلق خير قرين ؛ يا بُني ليس مع قطيعة الرحم نماء ولا مع الفجور غنى. يا بُني العافية عشرة أجزاء ؛ تسعة منها في الصمت إلاّ بذكر الله وواحد في ترك مجالسة السفهاء ؛ ومَنْ تزيّن بمعاصي الله عزّ وجلّ في المجالس ورثته ذلاً. من طلب العلم عَلِم ؛ يا بُني رأس العلم الرفق وآفته الخرق , ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب ؛ العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى ومَنْ أكثر من شيء عُرف به ومَنْ كثر كلامه كثر خطؤه ومَنْ كثر خطؤه قلّ حياؤه ومَنْ قلّ حياؤه قلّ ورعه ومَنْ قلّ ورعه مات قلبه ومَنْ مات قلبه دخل النار ؛ يا بُني لا تؤيسن مذنباً ؛ فكم من عاكف على ذنبه خُتم له بالخير ومن مقبل على عمله مفسد له في آخر عمره صار إلى النار ؛ مَنْ تحرّى القصد خفّت عليه الاُمور ؛ يا بُني كثرة الزيارة تورث الملالة ؛ يا بُني الطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم. إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله.

يا بُني كم من نظرة جلبت حسرة وكم من كلمة جلبت نعمة , لا شرف أعلا من الإسلام ولا كرم أعلا من التقوى ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة ولا لباس أجمل من العافية ولا مال أذهب للفاقة من الرضى بالفوت ومَنْ اقتصر على بلغة الكفاف تعجّل الراحة وتبوأ حفظ الدعة , الحرص مفتاح التعب ومطية النصب وداع إلى التقحّم في الذنوب , والشرّ جامع لمساوئ العيوب , وكفى أدباً لنفسك ما كرهته من غيرك , لأخيك مثل الذي عليك لك ومَنْ تورّط في الاُمور من غير نظر في الصواب فقد تعرّض لمفاجأة النوائب , التدبير قبل العمل يؤمنك الندم , مَنْ استقبل وجوه العمل والآراء عرف مواقع الخطأ , الصبر جُنّة من الفاقة , في خلاف النفس رشدها , الساعات تنقص الأعمار , ربّك للباغين من أحكم الحاكمين وعالم بضمير المضمرين , بئس الزاد للمعاد العدوان على العباد , في كلّ جرعة شرق وفي كلّ أكلة غصص , لا تنال نعمة إلاّ بفراق اُخرى , ما أقرب الراحة من التعب والبؤس من النعيم والموت من الحياة ؛ فطوبى لمَنْ أخلص لله تعالى علمه وعمله وحبّه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته , وبخ بخ لعالم علم فكفّ وعمل فجدّ وخاف التباب فأعد واستعدّ ؛ إن سُئل أفصح وإن تُرك سكت ؛ كلامه صواب وصمته من غير عيٍّ عن الجواب والويل كل الويل لمَنْ بُلي بحرمان وخذلان وعصيان واستحسن لنفسه ما يكرهه لغيره , مَنْ لانت كلمته وجبت محبّته. مَنْ لم يكن له حياءٌ ولا سخاء فالموت أولى به من الحياة , لا تتم مروءة الرجل حتى لا يبالي أي ثوبيه لبس ولا أي طعاميه أكل .

وحفلت هذه الوصية بآداب السلوك وتهذيب الأخلاق والدعوة إلى تقوى الله التي هي القاعدة الاُولى في وقاية النفس من الانحراف والآثام وتوجيهها الوجهة الصالحة التي تتّسم بالهدى والرشاد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.