أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2017
3484
التاريخ: 14-11-2017
4065
التاريخ: 25-3-2016
3591
التاريخ: 28-3-2016
3587
|
الإمام علي (عليه السلام) فهو المربّي الأول الذي وضع اُصول التربية ومناهج السلوك وقواعد الآداب وقد ربّى ولده الإمام الحسين (عليه السلام) بتربيته المشرقة فغذّاه بالحكمة وغذّاه بالعفة والنزاهة ورسم له مكارم الأخلاق والآداب وغرس في نفسه معنوياته المتدفقة فجعله يتطلّع إلى الفضائل حتى جعل اتجاهه السليم نحو الخير والحق وقد زوده بعدّة وصايا حافلة بالقيم الكريمة والمثل الإنسانية ومنها هذه الوصية القيّمة الحافلة بالمواعظ والآداب الاجتماعية وما يحتاج إليه الناس في سلوكهم وهي من أروع ما جاء في الإسلام من الاُسس التربوية التي تبعث على التوازن والاستقامة في السلوك.
قال (عليه السلام) :يا بُني اُوصيك بتقوى الله عزّ وجلّ في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الرضى والقصد في الغنى والفقر والعدل في الصديق والعدو والعمل في النشاط والكسل والرضى عن الله تعالى في الشدّة والرخاء ؛ يا بُني ما شرٌّ بعده الجنّة بشرٍّ ولا خيرٌ بعده النار بخير وكل نعيم دون الجنّة محقور وكل بلاء دون النار عافية .
اعلم يا بُني أنّ مَنْ أبصر عيب نفسه شُغل عن غيره ومَنْ رضى بقسم الله تعالى لم يحزن على ما فاته ومَنْ سلّ سيف البغي قُتل به ومَنْ حفر بئراً وقع فيها ومَنْ هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته ومَنْ نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ومَنْ كابد الاُمور عطب ومَنْ اقتحم البحر غرق ومَنْ اُعجب برأيه ضلّ ومَنْ استغنى بعقله زلّ ومَنْ تكبّر على الناس ذلّ ومَنْ سفه عليهم شُتم ومَنْ دخل مداخل السوء اتُّهم ومَنْ خالط الأنذال حُقّر ومَنْ جالس العلماء وُقّر ومَنْ مزح استُخفّ به ومَنْ اعتزل سَلم ومَنْ ترك الشهوات كان حُرّاً ومَنْ ترك الحسد كان له المحبّة من الناس.
يا بُني عزّ المؤمن غناء عن الناس والقناعة مال لا ينفد ومَنْ أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير ومَنْ علم أنّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ فيما ينفعه ؛ العجب ممّن خاف العقاب ورجا الثواب فلم يعمل ؛ الذكر نور والغفلة ظلمة والجهالة ضلالة والسعيد مَنْ وُعظ بغيره والأدب خير ميراث وحُسن الخلق خير قرين ؛ يا بُني ليس مع قطيعة الرحم نماء ولا مع الفجور غنى. يا بُني العافية عشرة أجزاء ؛ تسعة منها في الصمت إلاّ بذكر الله وواحد في ترك مجالسة السفهاء ؛ ومَنْ تزيّن بمعاصي الله عزّ وجلّ في المجالس ورثته ذلاً. من طلب العلم عَلِم ؛ يا بُني رأس العلم الرفق وآفته الخرق , ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب ؛ العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى ومَنْ أكثر من شيء عُرف به ومَنْ كثر كلامه كثر خطؤه ومَنْ كثر خطؤه قلّ حياؤه ومَنْ قلّ حياؤه قلّ ورعه ومَنْ قلّ ورعه مات قلبه ومَنْ مات قلبه دخل النار ؛ يا بُني لا تؤيسن مذنباً ؛ فكم من عاكف على ذنبه خُتم له بالخير ومن مقبل على عمله مفسد له في آخر عمره صار إلى النار ؛ مَنْ تحرّى القصد خفّت عليه الاُمور ؛ يا بُني كثرة الزيارة تورث الملالة ؛ يا بُني الطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم. إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله.
يا بُني كم من نظرة جلبت حسرة وكم من كلمة جلبت نعمة , لا شرف أعلا من الإسلام ولا كرم أعلا من التقوى ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة ولا لباس أجمل من العافية ولا مال أذهب للفاقة من الرضى بالفوت ومَنْ اقتصر على بلغة الكفاف تعجّل الراحة وتبوأ حفظ الدعة , الحرص مفتاح التعب ومطية النصب وداع إلى التقحّم في الذنوب , والشرّ جامع لمساوئ العيوب , وكفى أدباً لنفسك ما كرهته من غيرك , لأخيك مثل الذي عليك لك ومَنْ تورّط في الاُمور من غير نظر في الصواب فقد تعرّض لمفاجأة النوائب , التدبير قبل العمل يؤمنك الندم , مَنْ استقبل وجوه العمل والآراء عرف مواقع الخطأ , الصبر جُنّة من الفاقة , في خلاف النفس رشدها , الساعات تنقص الأعمار , ربّك للباغين من أحكم الحاكمين وعالم بضمير المضمرين , بئس الزاد للمعاد العدوان على العباد , في كلّ جرعة شرق وفي كلّ أكلة غصص , لا تنال نعمة إلاّ بفراق اُخرى , ما أقرب الراحة من التعب والبؤس من النعيم والموت من الحياة ؛ فطوبى لمَنْ أخلص لله تعالى علمه وعمله وحبّه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته , وبخ بخ لعالم علم فكفّ وعمل فجدّ وخاف التباب فأعد واستعدّ ؛ إن سُئل أفصح وإن تُرك سكت ؛ كلامه صواب وصمته من غير عيٍّ عن الجواب والويل كل الويل لمَنْ بُلي بحرمان وخذلان وعصيان واستحسن لنفسه ما يكرهه لغيره , مَنْ لانت كلمته وجبت محبّته. مَنْ لم يكن له حياءٌ ولا سخاء فالموت أولى به من الحياة , لا تتم مروءة الرجل حتى لا يبالي أي ثوبيه لبس ولا أي طعاميه أكل .
وحفلت هذه الوصية بآداب السلوك وتهذيب الأخلاق والدعوة إلى تقوى الله التي هي القاعدة الاُولى في وقاية النفس من الانحراف والآثام وتوجيهها الوجهة الصالحة التي تتّسم بالهدى والرشاد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قارئ ومؤذن العتبة العسكرية المقدسة يحرز المرتبة الرابعة في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته في تركيا
|
|
|