أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-04-2015
2171
التاريخ: 2-3-2016
7928
التاريخ: 9-5-2017
2652
التاريخ: 1-3-2016
16985
|
العنوان المعروف : تفسير البصائر اليمينية (بصائر يميني).
المؤلف : معين الدين محمد بن محمد النيشابوري.
وفاته : توفي في سنة 599هـ.
مذهب المؤلف : سني شافعي.
اللغة : الفارسية.
تاريخ التأليف : 577هـ .
عدد المجلدات : 2 .
طبعات الكتاب : الطبعة الأولى ، طهران ، انتشارات مؤسسة الثقافة الإيرانية (بنياد فرهنك ايران) ، 1401هـ ، وسيطبع من ناحية مكتب نشر التراث المخطوط التابع لمؤسسة الآثار والمفاخر الثقافية. ومقدمة من المؤلف في شأن المفسر ومنهجه باللغة الفارسية.
حياة المؤلف
مؤلف هذا التفسير هو ظهير الدين ، معين الدين حجة الحق أبو جعفر محمد بن محمود النيشابوري المرورودي الذي كان يعيش في القرن السادس ووفاته كانت بسنة 599 . (1)
المصادر التي ذكرت في حق المفسر ، ولو أنها تحدثت قليلاً عن شرح حاله ومقامه ومكانته العلمية ومجدته بتعابير مثل : (الخواجة) ، (حجة الحق) ، (مفتي الأمة) فقط ولا توجد تفاصيل عن حياة المفسر إلا أن المستفاد من تفسير البصائر اليمينية أنه كان يعيش في بيت العلم والدين ومن أتباع المذهب الشافعي. كان جدّه الخواجة الامام محمد محمود من العلماء المعروفين وصاحب تفسير وقد نقل عنه مراراً في تفسيره (2).
تعريف عام
يتمتع تفسير البصائر اليمينة من بين التفاسير الفارسية في القرنين الخامس والسادس الهجري ، بخصوصيات خاصة في تفسير الآيات الإلهية وترجمة المفاهيم القرآنية. تفسير البصائر ملفت للنظر من ناحية أنه علاوة على كونه ثابتاً في النثر وسهولته ومفهوميته ، يقدم تفسيراً قصيراً وجذاباً الى القراء الفارسية. تيبت المقارنة بين هذا التفسير والتفاسير الفارسية السابقة في هذا القرن أن المفسر – بالإضافة الى علمه بقواعد اللغة العربية والمعلومات اللازمة للفهم الصحيح للقرآن ، عند استعماله المفردات الفارسية وإيجاد جذابات للقراءة في تلك الفترة أيضاً – كان موفقاً في شرح الآيات وترجمان الكلمات ، لأنه يرفق التبيين وشرح الآيات مع ذكر القصص والحكايات والأمثال التاريخية ، والنصائح التربوية والأخلاقية التي تجذب القراء ، وهذه الخصوصية جعلت القراء يقبلون عليه في وقت قصير من بين التفاسير.
(البصائر) من جهة أخرى أحسن التفاسير الموجزة تعبيراً في القرن السادس الهجري حيث كتب بنثر سهل وواضح مع شرح قليل للكلمات ، وذكر القصص
والتذكير ببعض الاحتمالات التفسيرية ، قبل ذلك كانت قد كتبت تفاسير أخرى بنفس الطريقة الموجزة كتفسير السور آبادي (المتوفي في سنة 494 تقريباً) وتفسير (تاج التراجم) (المتوفي في سنة 460 تقريباً) و(النسفي) (م538) وتفسير (كمبرج) (النسخة المحفوظة في جامة كمبرج) بتنقيح وتصحيح جلال المتيني ، (طهران ، مؤسسة الثقافة الإيرانية ، 1349ش ، من مؤلف غير معروف.
طبعاً هناك تفاسير فارسية أكثر تفصيلاً ، كانت قد ألفت قبل ذلك كالترجمة الفارسية المنسوبة الى تفسير الطبري (م460) وكشف الاسرار للميبدي (520 تقريباً) وروض الجنان لأبي الفتوح الرازي (المتوفي في حدود سنة 536هـ).
بلا شك هناك تشابهات بين هذه التفاسير وبين التراجم الفارسية في هذا العصر ويستنبط التأثر من بعضها في استعمال الألفاظ ونقل القصص وظاهرة الترجمة ومسائل أخرى ، لكن نلاحظ بعض الفروق في استعمال الألفاظ الدارجة ووضوح النثر وبساطته والاتجاهات الكلامية.
يقول النيشابوري حول شكل تفسيره الكلي :
(وجدت فرصة من الدهر.. أقبلت على كتابة هذا التفسير باللغة الفارسية الذي فوائده أعم وحاجة الناس اليه في هذه البلاد أظهر ، ووضعت اسمه (البصائر) وزينته بغرائب المعاني ولطائف الإشارات بحيث لم يخرج من حجاب العربية الى هذه الغاية وذكرت كل قصة يتعلق بها تفسير الآية والوقوف على السياق تلك الآية يتعذر بدون معرفة تلك القصة في مقدمة مستوفية ليكون أسهل عند تقرير الغرض وتفهيم المقصود) (3).
اذن ، فهذا الكتاب ليس هو ترجمة خالصة ولا تفسير مبسوط ، كما كان معمولاً في ايران قبل القرن الخامس بأن تكون تراجم لفظية وبدون أخذ الاحتمالات والنظريات التفسيرية بنظر الحسبان ، ولا أن تكون مفصلة ومشروحة ومع نقل الأقوال وذكر القراءات والتنازعات الكلامية والمذهبية ، بحيث تكون بعيدة عن الغرض التربوي والهدائي لحاجة عامة الناس.
أتم النيشابوري هذا الكتاب في سنة 577 هـ وقد أنجز في هذا الكتاب ما كان قد وعده.
مصادر الكتاب
كما أشير في البدء ، إن هذا التفسير ألف في نيشابور في مهد العلم والتحضر في تلك الفترة وفي عصر كانت نيشابور مملوءة بالعلماء وتتداول فيها تفاسير متعددة وكان علم التفسير وعلوم القرآن في أوجه رونق. ترعرع في بيت علمي وكان جده صاحب تفسير ، فكانت معلوماته الثقافية والعلمية وأحوال حياته ، أرضية مناسبة لنقل واختيار المطالب التفسيرية بحث لا يمكن ذكر الكتب وتأثره بطرقها التفسيرية الخاصة بها.
لكن مع كل هذا فان النيشابوري ينقل عن كتب مثل : تفسير الخواجة الامام محمود النيشابوري في ثلاثين مجلداً (4) ، والتفسير المنير للخواجة الامام أحمد الحدادي (5) ؛ تفسير الأستاذ محمد عبد الله الجوزجاني (6) ؛ جواهر القرآن للإمام الغزالي (7) و..
منهجه
طريقة تنظيم مطالب البصائر هي أنه إذا كانت هناك رواية حول فضل سورة وآية أو قراءتها يذكرها في بداية السورة وهذا الذكر عادة يكون مع الاستدلال والتوضيح وأحياناً يبين ملاحظات لدفع الشبهة ويجيب عليها ، مثلاً في فضل آية الكرسي ينقل حديثاً عن الرسول بأن هذه الآية في سورة البقرة أفضل من كل الآيات ، ثم يطرح شبهة بأن لازم ذلك نقصان سائر الآيات ، ثم يجيب نفسه بأن فضل الآية لا يدل على نقصان سائر الآيات. (8)
من جهة أخرى ، فهو لا يفرط في ذكر فضائل السور ، كما هو دارج في بعض التفاسير بأن تنقل عن طريق رواة معلومين أن لها ثواباً غير متناه. يهتم النيشابوري عادة بذكر أسباب النزول وكلما تكون آية مقترنة بسبب نزولها لا يمتنع عن ذكره. يوضح العلاقة الخفية بين الآية ومطالبها الخفية بذكر سبب نزولها وأحياناً ينقل عدة أقوال في شأن النزول ويرتضي أحدها. (9)
طبعاً هو لا يتحسس ولا ينقد في نقل أسباب النزول من جهة الصحة والضعف ، وينقل هذه الأقوال بدون الالتفات الى الإشكالات أو تعارض بعضها إذا كانت بعض هذه المنقولات مجعولة من قبل بعض الوضاعين وجاعلي الحديث لأغراض مختلفة.
منهج النيشابوري أنه يستشهد بالقصص كثيراً وكلما كانت مناسبة ، يبين هذه القصص مطوّلاً ، وعند نقلها قد اتخذ هذه الطريقة وهي أنه ينقل القصة قبل تفسير الآية لتحضير الأذهان وإيجاد جذابية في معرفة الآية. يقول هو حول المنهج هذا :
(وقد جعلنا قاعدة هذه المجموعة بأن نقدم القصة على التفسير ليسهل استقبال الغرض ويدرك الوقوف أسرع). (10)
لكن النيشابوري مع الأسف يقتبس من الاسرائيليات كثيراً لذكر القصص وكلما كانت مناسبة ينقلها من دون نقد وبحث ، كدخول الشيطان في قم الثعبان (التي ذكرت مفصلاً في التورات) وقصة هاروت وماروت.. (11)
أحياناً يقوم النيشابوري ببيان الأحكام حسب مناسبة تفسير الآية ، لا من نوع ما يفسره المفسرون المعروفون كالقرطبي أو كما قامت به كتب آيات الحكام وأحكام القرآن ، بل يقوم ببيان وتوضيح الأحكام المتناسبة مع الآية بعد الترجمة قليل من التفسير ، كأحكام الوضوء ، والصلاة والحج و.. (12) من خصوصيات النيشابوري الأخرى عند ذكر الأحكام ، اتكاؤه على بيان فلسلفة وعلة الحكم .
ليس النيشابوري متعصباً في التفسير. عدم تعصبه هذا ليس فقط في ذكر آراء المذاهب الأربعة الفقهية ، بل يمكن مشاهدة خصوصية هذه في آرائه الكلامية وعندما يأتي الحديث عن البحوث الكلامية أو المنقولات التاريخية ، ينقلها بصدر واسع ولا يقوم بالتبرير والدفاع ، أو في نقل فضائل أمير المؤمنين يذكر روايات وأخبار ليست بتلك الأهمية والمقدار لدى الآخرين. وأيضاً يذكر فضائل في حق فاطمة الزهراء عليها السلام والحسين بن علي سيد الشهداء والامام المهدي عليه السلام(13) ، وقصة المباهلة (14) ، وينقل بعض الأحاديث او روايات عن الرسول في ذم خروج عائشة واشعال حرب الجمل وخروج طلحة والزبير (15) ، ويذكر تنبؤات الرسول حول هذه القضايا وأيضاً حول هروب عثمان في حرب أحد (16) ، وذم بني أمية. (17)
من الأمور الملفتة للنظر في هذا التفسير ارفاق التفسير مع ذكر قصص وحوادث تاريخية في زمان المؤلف أو قبله للتنوع والتحذير. وهذه الصص أحياناً ليس لها علاقة بالتفسير ، أو ينقل المفسر واقعة تناسب المقام قليلاً أو لتسلّي الخاطر ويأتي بشاهد ومثال ويستنتج من القضية. طريقة المفسر هذه بالإضافة الى ترفيع الكتاب تاريخياً ، تقدم جذابية ولطافة للقارئ وتحبب اليه فهم الآيات.
الجدير بالذكر أن هذا التفسير قد تمّ في ستة مجلدات باهتمام مكتب آخر وهو نشر التراث المخطوط في المعاونية الثقافية لوزارة الارشاد الإسلامي والانتشارات العلمية والثقافية مع التنقيح والتعليق ، بمساعي الدكتور علي الرواقي ، ومقدمتنا حول التفسير والمفسر ونأمل أن ينتشر عاجلاً ، لكن جزئه الأول هذا التفسير قد تم طبعه في سنة 1385ش من قبل انتشارات مؤسسة الثقافة الإيرانية. (بنياد فرهنك ايران) (18).
______________________
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|