أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2022
1900
التاريخ: 2024-12-28
146
التاريخ: 7-3-2022
1642
التاريخ: 31-3-2022
1253
|
مراجعة التراث العلمي (الدراسات السابقة) في البحوث الإعلامية
لابد من التميز بين مفهوم أدبيات الدراسة ومفهوم الدراسات السابقة، فالمفهوم الأول أشمل وأوسع من الثاني، حيث يقصد بأدبيات الدراسة كل ما تم رصده أو كتابته عن موضوع الدراسة أو أحد جوانبها، وهي في الغالب إطار نظري يشمل معلومات عامة يتم استقاؤها من كافة أنواع البحوث بمناهجها المختلفة، بل يمكن أن تتضمن استشهادات من أي نوع من المصادر كالمذكرات والوثائق والسجلات والتقارير والصحف والتسجيلات والبرامج والأفلام وغيرها.
الدراسة أما الدراسات السابقة فالمقصود بها البحوث العلمية التي تتعلق بموضوع أو مجالها، غير أن هناك تفاوتاً بين أسلوب استعانة البحوث الكيفية واستعانة البحوث الكمية بالدراسات السابقة، فقد دأبت الدراسات الكيفية على تضمينها للأبحاث العامة بمناهجها الكيفية أو الكمية على حد سواء.(1)
ولا يمكن البدء في تنفيذ فكرة بحثية دون الرجوع إلى دراسات سابقة أو دراسات مرتبطة، ودون الرجوع إلى التراث العلمي الذي يثري البحث وفكر الباحث واتجاهاته نحو المشكلة وخطوات حلها، والوصول إلى النتائج المستهدفة واتجاهات تفسير هذه النتائج. فالدراسات السابقة تشير إلى الدراسات التي درست في نفس المجال الخاص للمشكلة التي يقوم بدراستها الباحث؛ بحيث تمثل بالنسبة للمشكلة المطروحة قاعدة معرفية أولية لها، وتمثل نتائج المشكلة المطروحة إضافة مباشرة إلى نتائج الدراسات السابقة، ولذلك تظهر أهميتها أكثر في تطوير المشكلة العلمية، أو الفرضيات البحثية، وصياغة الإطار النظري، وتفسير النتائج الخاصة بالبحث.
إن أصول البحث العلمي تحتم رجوع الباحث إلى ما كتب عن موضوع بحثه من دراسات سابقة، إذ تعد عملية عرض التراث العلمي وتقويمه ركناً أساسياً من أركان البحث العلمي انطلاقاً من انه عملية تعتمد على التراكم المعرفي في تطورها، كما تعد الدراسات السابقة إحدى الركائز العلمية التي يمكن أن يستند إليها الباحث في بحثه؛ من اجل توثيق المعلومات والمعرفة في المناهج المتبعة في البحوث المشابهة لدراسته.
وتساعد الدراسات السابقة الباحث على الاختيار السليم لبحثه وتجنبه تكرار بحث مشكلات سابقة، ويستطيع الباحث تجنب ما وقع فيه الباحثون الآخرون من أخطاء. وهناك مدرستان في مناهج البحث إزاء التعامل مع الدراسات السابقة المدرسة الأولى ترى يتم إجراء تحليل نقدي للدراسات السابقة بعد تصنيفها وفق محاور معينة، وعرض ملخصاً لذلك يبرز الباحث من خلاله موقع بحثه منها، أما المدرسة الثانية فترى توظيف هذه الدراسات في مراحل الدراسة، فهناك دراسات يكون موقعها المقدمة ليستدل بها الباحث على ضرورة القيام ببحثه، وهناك دراسات توضع في الإطار النظري للبحث، وأخرى يُستشهد بها عند مناقشة النتائج وتفسيرها. ويُفضل الاستفادة من المدرستين عند عرض الباحث للدراسات السابقة. وأيا كانت الطريقة التي سيتبعها الباحث فلابد من توظيف الدراسات السابقة في البحث، وعرض ملخص واف، وتحليل نقدي لها في نفس الوقت، حتى يتيقن القارئ من أن الباحث قد استعان بالمصادر الأولية في جمعها، ويطمئن إلى أن الدراسة التي يقوم بها الباحث جديدة.
وبالنظر إلى صعوبة أو استحالة الاطلاع على كل ما كتب في مجال البحث والمجالات المرتبطة به، فإنه من الأفضل استعراض تلك المجالات بصورة عامة تفي بالغرض، بدلاً من محاولة الإلمام بها بحثاً تلو الآخر. فبداية يتعين على الباحث القراءة العامة عن موضوع الدراسة في الكتب، أو فصول الكتب التي تناولتها مع التركيز على الحديثة منها، وتكون تلك القراءة بمثابة القاعدة الأساسية لفهم الموضوع، والتي ينطلق منها البحث إلى الدراسات الأكثر تعمقاً. وتكون الخطوة التالية هي البحث عن مقالات استعراض الدراسات السابقة (مقالات المراجعات) المهتمة بالموضوع، وقراءتها قراءة متأنية، للإلمام بدقائق الموضوع وتحديد بعض مراجعه الأساسية، يلي ذلك الحصول على مستخلصات البحوث المنشورة في مجال الدراسة والمجالات المرتبطة (2).
_____________
(1) د. محمد بن عبد العزيز الحيزان البحوث الإعلامية - أسسها - أساليبها - مجالاتها، ط2، الرياض، (د.ن)، 2004، ص 39.
(2) د. احمد عبد المنعم حسن أصول البحث العلمي، ج 1، مصر، المكتبة الأكاديمية،1996، ص44-45.
|
|
أهمية مكملات فيتامين د خلال فصل الشتاء.. 4 فوائد رئيسية
|
|
|
|
|
علماء: قرص الشمس سيبدو أكبر في عام 2025
|
|
|
|
|
بالفيديو: بعثة الإغاثة الطبية التابعة للعتبة الحسينية في لبنان تقدم لاهالي صيدا المساعدات الطبية
|
|
|