أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-29
531
التاريخ: 2023-09-13
2126
التاريخ: 2024-09-29
397
التاريخ: 2024-08-26
432
|
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6]
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} وقرأ بنصب الأرجل وهو مردود عندنا كما يأتي وأريد بالقيام القيام من النوم .
ففي التهذيب والعياشي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه سئل ما معنى إذا قمتم قال إذا قمتم من النوم .
والعياشي عن الباقر ( عليه السلام ) سئل ما عنى بها قال عن النوم فاسترحنا من تكلفات المفسرين واضماراتهم [1] وأما وجوب الوضوء بغير حدث النوم فمستفاد من الأخبار كما أن وجوب الغسل بغير الجنابة مستفاد من محل آخر.
وكما أن سائر مجملات القرآن إنما يتبين بتفسير أهل البيت وهم أدرى بما نزل في البيت من غيرهم والوجه ما يواجه به فلا يجب تخليل الشعر الكثيف أعني الذي لا يرى البشرة خلاله في التخاطب إذ المواجهة حينئذ إنما تكون بالشعر لا بما تحته كما ورد عن الباقر ( عليه السلام ) كل ما أحاط به الشعر فليس على العباد ان يطلبوا ولا ان يبحثوا عنه ولكن يجري عليه الماء
رواه في التهذيب وفيه وفي الكافي عن أحدهما ( عليهما السلام ) انه سئل عن الرجل يتوضأ ايبطن [2] لحيته يقال لا .
وأما حد الوجه ففي الفقيه وفي الكافي والعياشي عن الباقر ( عليه السلام ) الوجه الذي امر الله بغسله الذي لا ينبغي لاحد أن يزيد عليه ولا ينقص منه إن زاد عليه لم يؤجر وان نفص منه أثم ما دارت الوسطى والابهام من قصاص شعر الرأس إلى الذقن وما جرت عليه الاصبهان من الوجه مستديرا فهو من الوجه وما سوى ذلك فليس من الوجه.
قيل الصدغ ليس من الوجه قال لا وأما في سائر الأعضاء فيجب ايصال الماء والبلل إلى البشرة وتخليل ما يمنع من الوصول كما هو مقتضى الأمر بالغسل والمسح فلا يجزي المسح على القلنسوة ولا على الخفين في التهذيب عن الباقر ( عليه السلام ).
جمع عمر بن الخطاب أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفيهم علي ( عليه السلام ) فقال ما تقولون في المسح على الخفين فقام المغيرة بن شعبة فقال رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يمسح على الخفين فقال علي قبل المائدة أو بعد المائدة فقال لا أدري فقال علي سبق الكتاب الخفين إنما أنزلت المائدة قبل أن يقبض ( صلى الله عليه وآله ) بشهرين أو ثلاثة .
أقول : المغيرة بن شعبة هذا هو أحد رؤساء المنافقين من أصحاب العقبة والسقيفة لعنهم الله .
وفي الفقيه روت عائشة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال أشد الناس حسرة يوم القيامة من رأى وضوءه على جلد غيره.
وروي عنها أنها قالت لان امسح على ظهر عير بالفلاة أحب إلي من أن أمسح على خفي ولم يعرف للنبي ( صلى الله عليه وآله ) خف الا خف هداه له النجاشي وكان موضع ظهر القدمين منه مشقوقا فمسح النبي ( صلى الله عليه وآله ) رجليه وعليه خفاه فقال الناس أنه مسح على خفيه وعلى أن الحديث في ذلك غير صحيح الأسناد انتهى كلام.
الفقيه ولما كانت اليد تطلق على ما تحت الزند وعلى ما تحت المرفق وعلى ما تحت المنكب بين الله سبحانه غاية المغسول منها كما تقول لغلامك اخضب يدك إلى الزند وللصيقل صقل سيفي إلى القبضة فلا دلالة في الآية على ابتداء الغسل بالأصابع وانتهائه إلى المرافق كما أنه ليس في هاتين العبارتين دلالة على ابتداء الخضاب والتصقيل بأصابع اليد ورأس السيف فهي مجملة في هذا المعنى يحتاج إلى تبيين أهل البيت ( عليهم السلام ).
والمِرفَق بكسر أوله وفتح ثالثه أو بالعكس مجمع عظمي الذراع والعضد ولا دلالة في الآية على إدخاله في غسل اليد ولا على ادخال الكعب في مسح الرجلين لخروج الغاية تارة ودخولها أخرى فهي في هذا المعنى مجملة وإنما تتبين بتفسيرهم والغسل يحصل بصب الماء على العضو أو غمسه فيه إن لم يدلك فالباء في برؤوسكم للتبعيض وكذا في بوجوهكم وكذا في المعطوفين عليهما أعني أرجلكم وأيديكم.
كذا عن الباقر ( عليه السلام ) كما يأتي والكعب عظم مائل إلى الاستدارة واقع في ملتقى الساق والقدم نأت عن ظهره يدخل نتوه في طرف الساق كالذي في أرجل البقر والغنم وربما يلعب به الأطفال وقد يعبر عنه بالمفصل لمجاورته له وإنما اختلف الناس فيها لعدم غورهم في كلام أهل اللغة وأصحاب التشريح واعراضهم عن التأمل في الأخبار المعصومية ولما كانت الرجل تطلق على القدم وعلى ما تحت الركبة وعلى ما يشمل الفخذين بين الله سبحانه غاية الممسوح منها ثم دلالة الآية على مسح الرجلين دون غسلهما اظهر من الشمس في رابعة النهار وخصوصا على قراءة الجر ولذلك اعترف بها جمع كثير من القائلين بالغسل .
في التهذيب عن الباقر ( عليه السلام ) أنه سئل عن قول الله عز وجل {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} على الخفض هي أم على النصب قال بل هي على الخفض .
أقول : وعلى تقدير القراءة على النصب أيضا يدل على المسح لأنها تكون حينئذ معطوفة على محل الرؤوس كما تقول مررت بزيد وعمروا إذ عطفتها على الوجوه خارج عن قانون الفصاحة بل عن أسلوب العربية.
روى العامة عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه السلام ) انه توضأ ومسح على قدميه ونعليه .
ورووا أيضا عن ابن عباس أنه قال إن كتاب الله المسح ويأبى الناس إلا الغسل وانه قال الوضوء غسلتان ومسحتان من باهلني باهلته وأنه وصف وضوء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فمسح على رجليه .
وفي التهذيب عن الباقر ( عليه السلام ) أنه سئل عن مسح الرجلين فقال هو الذي نزل به جبرئيل .
وفي الكافي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه يأتي عن الرجل ستون وسبعون سنة ما قبل الله منه صلاة قيل وكيف ذلك قال لأنه يغسل ما أمر الله بمسحه .
وفي الفقيه عن علي ( عليه السلام ) أن الرجل ليعبد الله أربعين سنة ما يطيعه في الوضوء يغسل ما أمر الله بمسحه .
وفي الكافي والعياشي عن الباقر ( عليه السلام ) أنه سئل عن وضوء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدعا بطست ( 1 ) أو تور فيه ماء فغمس يده اليمنى فغرف بها غرفة فصبها على وجهه ثم غمس كفه اليسرى فغرف بها غرفة فأفرغ على ذراعه اليمنى فغسل بها ذراعه من المرفق إلى الكف لا يردها إلى المرفق ، ثم غمس كفه اليمنى فأفرغ بها على ذراعه اليسرى من المرفق وصنع بها ما صنع باليمنى ثم مسح رأسه وقدميه ببل كفه لم يحدث لهما ماء جديدا ثم قال ولا يدخل أصابعه تحت الشراك [3].
قال ثم قال إن الله تعالى يقول إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وليس له أن يدع شيئا من وجهه إلا غسله وأمر بغسل اليدين إلى المرفقين فليس له أن يدع شيئا من يديه إلى المرفقين إلا غسله لان الله تعالى قال {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} ثم قال {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} فإذا مسح بشيء من رأسه أو بشيء من قدميه ما بين الكعبين إلى أطراف الأصابع فقد أجزأ فقيل أين الكعبان قال هيهنا يعني المفصل دون عظم الساق قيل هذا ما هو فقال هذا من عظم الساق والكعب أسفل من ذلك قيل أصلحك الله فالغرفة الواحدة تجري للوجه وغرفة للذراع قال نعم إذا بالغت فيها والثنتان تأتيان على ذلك كله .
وفي الفقيه والعياشي عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) الا تخبرني من أين علمت وقلت أن المسح ببعض الرأس وببعض الرجلين فضحك ( عليه السلام ) ثم قال يا زرارة قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونزل به الكتاب من الله لان الله تعالى يقول {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل ثم قال {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} فوصل اليدين إلى المرفقين بالوجه فعرفنا أنه ينبغي لهما أن يغسلا إلى المرفقين ثم فصل بين الكلام فقال {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} فعرفنا حين قال برؤوسكم أن المسح ببعض الرأس لمكان الباء ثم وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه فقال {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ } فعرفنا حين وصلهما بالرأس أن المسح على بعضهما ثم فسر ذلك رسول الله للناس فضيعوه الحديث.
ويأتي تمامه عن قريب وأشار إليه بقوله لمكان الباء أن الباء للتبعيض فلا وجه لانكار سيبويه مجيئها له في سبعة عشر موضعا من كتابه .
وإنما بسطنا الكلام في تفسير آية الوضوء لعموم البلوى بها وكثرة الاختلاف فيها والحمد لله على ما هدانا ببركة أهل بيت نبيه صلوات الله عليهم وتمام الكلام فيه يطلب من كتابنا الوافي {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} عطف على جزاء الشرط الأول أعني فاغسلوا وجوهكم يعني إذا قمتم من النوم إلى الصلاة فتوضؤوا وإن كنتم جنبا فاغتسلوا يدل عليه قوله تعالى {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} فإنه مندرج تحت الشرط البتة فلو كان قوله وإن كنتم معطوفا على قوله إذا ؟ قمتم أو كان مستأنفا لم يتناسق المتعاطفان وللزم أن لا يستفاد الارتباط ما بين الغسل والصلاة من الآية ولم يحسن لفظة إن بل ينبغي أن يقال وإذا كنتم جنبا كما هو غير خاف [4] على من تتبع أساليب الكلام ويدل عليه أيضا ما في الكافي عن الباقر ( عليه السلام ) أنه سئل عن المرأة يجامعها الرجل فتحيض وهي في المغتسل قال جاءها ما يفسد الصلاة فلا تغتسل.
وفي التهذيب عن الصادق ( عليه السلام ) أنه سئل عن غسل الجنابة فقال تبدأ فتغسل كفيك ثم تفرغ بيمينك على شمالك فتغسل فرجك ومرافقك ثم تمضمض واستنشق ثم تغسل جسدك من لدن قرنك [5] إلى قدميك ليس بعده ولا قبله وضوء وكل شيء أمسسته الماء فقد أنقيته ولو أن رجلا ارتمس في الماء ارتماسة واحدة أجزأه ذلك وإن لم يدلك جسده .
وفي الكافي مقطوعا إن لم يكن أصاب كفه شيء غمسها في الماء ثم بدا بفرجه فأنقاه بثلاث غرف ثم صب على رأسه ثلاث أكف ثم صب على منكبه الأيمن مرتين وعلى منكبه الأيسر مرتين فما جرى عليه الماء أجزأه {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ } [المائدة: 6] قد مضى تفسير هذه الآية في سورة النساء فلا حاجة إلى إعادته .
وفي الفقيه في حديث زرارة السابق آنفا متصلا بآخره ثم قال ولم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه فلما وضع الوضوء إن لم يجدوا الماء أثبت بعض الغسل مسحا لأنه قال بوجوهكم ثم وصل بها وأيديكم ثم قال منه أي من ذلك التيمم لأنه علم أن ذلك أجمع لم يجر على الوجه لأنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف ولا يعلق ببعضها قوله ( عليه السلام ) من ذلك التيمم الظاهر أن المراد به المتيمم به بدليل قوله إن ذلك يعني الصعيد أجمع لم يجر على الوجه ويستفاد منه أن لفظة من في منه للتبعيض وأنه يشترط علوق التراب بالكف وأنه لا يجوز التيمم بالحجر الغير المغبر كما مضى تحقيقه ما يريد الله بفرض الطهارات ليجعل عليكم من حرج من ضيق ولكن يريد ليطهركم من الأحداث والذنوب فإن الطهارة كفارة للذنوب كما هي رافعة للاحداث وليتم نعمته عليكم بهذا التطهير لعلكم تشكرون نعمته .
[1] قال في مجمع البيان معناه إذا أردتم القيام إلى الصلاة وأنتم على غير طهر وحذف الإرادة لان في الكلام دلالة على ذلك ومثله قوله فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله وإذا كنت فيهم لهم الصلاة وهو قول ابن عباس وأكثر المفسرين .
[2] قوله يبطن بتشديد الطاء من بطن بيطن إذا أدخل الماء تحتها مما هو مستور بشعرها .
[3] الشراك بكسر الشين أحد سيور النعل التي يكون على وجهها توثق به الرجل ومنه الحديث لا تدخل يدرك تحت الشراك أي شراك النعل .
[4] خفي كرضي خفاء فهو خاف وخفي لم يظهر .
[5] القرن جانب الرأس .
|
|
أكبر مسؤول طبي بريطاني: لهذا السبب يعيش الأطفال حياة أقصر
|
|
|
|
|
طريقة مبتكرة لمكافحة الفيروسات المهددة للبشرية
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|