أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2017
1658
التاريخ: 2023-09-06
890
التاريخ: 24-12-2015
2471
التاريخ: 2023-10-02
936
|
إنّ الأشعث بن قيس الكندي «دخل على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فوجد بين يديه صبيّة تدرج، فقال: من هذه يا أمير المؤمنين؟
قال هذه زينب بنت أمير المؤمنين! قال: زوّجنيها ـ يا أمير المؤمنين.
قال عليه السلام: أعزب، بفيك الكثكث (1)، ولك الأَثْلَبْ، أغَرّك ابن أبي قحافة حين زوَّجك ام فروة؟! إنّها لم تكن من الفواطم، ولا العواتك من سُلَيمْ! فقال: قد زوّجتم أخمل منّي حسباً، وأوضع منّي نسباً، المقداد بن عمرو، وإن شئتَ فالمقداد بن الأسود ؟! قال على (عليه السلام): ذلك رسول الله فعله، وهو أعلم بما فعل، ولئن عُدَتَ إلى مثلها لأَسؤَنّك (2).
ورُبَّ معترضٍ على مضمون كلام الإِمام مع الأشعث، حيث يُستشمُّ منه رائحة التعصّب والمنطق القبلي ـ حاشا الإِمام ذلك ـ فيؤخذ بالوهم والتباس الحقيقة.
فالإِمام على عليه السلام أبعد ما يكون عن هذا التفكير العشائري لو وجد خصمه أهلاً وكفؤاً لزينب، حسب الموازين الإِسلامية.
لقد كان الأشعث بن قيس يرى في نفسه كبراً تظهر آثاره بين الفينة والفينة سيما مع الإِمام علي، فقد كان جريئاً عليه، وجرأته تلك تنم عن وقاحة وسوء ظن، وغلظة، فكان يعترض الإِمام في أحرج المواطن وأشدها (3) وكان ينهج في ذلك منهج: خالف تُعرف! وكان الإِمام عليه السلام يعامله بالمثل، وقد انكشفت حقيقته لديه فيما بعد.
إنّ هذا الرجل كان بعيداً عن الإِيمان وعن مبدأ علي، فلم يبقَ له شيءٌ يفتخر فيه أمام عليّ إلا النسبَ والعشيرة حيث قال: قد زوجتم اخمل منّي حسباً! بيد أنّ الإمام (عليه السلام) تناوله من حيث بدأ. فأفهمه أنّه ليس كفؤاً لزينب، ولا لواحدة من الفواطم والعواتك، وأنّ كندة التي يفتخر بها الأشعث، ليست كفؤاً لهاشم وسُلَيمْ، قرعاً للحجة بالحجة، وفلّاً للحديد بالحديد.
وحين ضرب له الأشعث مثلاً بالمقداد، لم يُطل معه الإمام الشرح، بل أجابه بقوله: "ذاك رسول الله فعله" جواب مسكتٌ لا يمكن معه رَدٌّ، أو اعتراض من مسلم! فهل يفعل الرسول إلا ما فيه المصلحة والرجحان؟! وهل كان ليزوّج المقداد من ابنة عمّه ضباعة لو لم يكن كفؤاً لها؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكَثْكَث التراب والحجارة. والَأثْلَبْ: التراب والحجارة أو مطلق ما يعاب به الإِنسان.
(2) العقد الفريد 6 / 136.
(3) فيما كان الإِمام علي عليه السلام يخطب ذات يوم، إذ اعترض عليه الأشعث بشأن التحكيم، فكان من جملة ما قاله الإِمام له: «ما يدريك ما عليّ ممّا لي، عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين حائك بن حائك، منافق بن كافر، والله لقد أسرك الكفر مرة والإِسلام أخرى، فما فداك من واحدة منهما ما لك ولا حسبك، وإنّ امرءاً دلّ على قومه السيف، وساق إليهم الحتف لحريٌ أن يمقته الأقرب ولا يأمنه الأبعد».
تصنيف نهج البلاغة / 222.
واسم الأشعث: معدي كرب، وأبوه قيس الأشج، وكان الأشعث أبداً أشعث الرأس فسمّي الأشعث وغلب عليه حتى نُسي اسمه وقد تزوّج رسول الله أخته قتيلة، فتوفي قبل أن تصل إليه. وأمّا الأسر الذي أشار إليه امير المؤمنين هنا في الجاهلية، فهو انّه حين قتل أبوه خرج يطلب الثأر فأسر، وفدي بثلاثة آلاف بعير، لم يفد بها عربي قبله ولا بعده، وفي ذلك يقول عمرو بن معدي كرب الزبيدي.
فكان فداؤه ألفي بعيرٍ *** وألفا من طريفاتٍ وتُلْدِ
وأمّا الأسر الثاني في الإِسلام، فقد كان في عهد أبي بكر، وذلك أنّ بني وليعة ارتدوا بعد رسول الله، وملّكوا عليهم الأشعث، فحاصره المسلمون وكان في حصن، فاستسلم بعد أن شرط عليهم أن يبعثوا به الى ابي بكر، ثم فتح لهم الحصن، فدخلوه واستنزلوا كل من فيه وأخذوا أسلحتهم وقتلوهم وكانوا ثمانمائة! وقيل: أمّنوه مع عشرة من أهل بيته فقط، ثم أخذ موثقاً بالحديد. قال الطبري: وكان المسلمون يلعنون الأشعث ويلعنه الكافرون أيضاً وسبايا قومه، وسمّاه نساء قومه عرف النار ـ وهو اسم للغادر عندهم.
وقال ابن أبي الحديد: كان الأشعث من المنافقين في خلافة على عليه السلام، وهو في أصحاب امير المؤمنين عليه السلام كما كان عبد الله بن أبي بن سلول في اصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله، كل واحد منهما رأس النفاق في زمانه.
راجع شرح النهج 1 / من ص 292 ـ 927.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|