مما لا شك فيه أن الإدارة تعتبر الشريان الرئيسي لأية شركة أو مؤسسـة سـواء أكانت إنتاجية أو خدمية. ولقـد لـوحظ أن عدداً كبيراً من المهندسين يعملون في مجالات إدارية هندسية ولا يوجـد عنـدهم خلفية كافية من المهارات الإدارية والعلاقات الإنسانية التي تربط المنتجين في مجال العمل. هذه الظاهرة سببت بدون شك مشاكل عديدة لدى المهندسين الإداريين حيث إن معظمهم وقع في حيرة بين التركيز على الأعمال الهندسية التي تعتبر من صميم تخصصهم أو التركيز على الإدارة.

إن العمل الهندسي بطبيعته يعتمد على قوانين فيزيائية ويتعامل مع أشياء، ولكن العمل الإداري يعتمد على مهارات خاصة قد تكتسب بالتعلم، والتدرب، أو الخبرة، أو هـي ميـزات شخصية. وهـذا مـا يـدعو المهندسين العاملين في المجالات الإدارية إلى اكتساب المهارات الإدارية حتى يتمكنوا من إدارة المشاريع بنجاح. ولقـد دلت نتائج العديد من الدراسات على أن الغالبية العظمى من المهندسين لم يلتحقوا بدورات تدريبية في المجال الإداري، فكيف يستطيع هـؤلاء المهندسون إدارة أي مشروع هندسي بكفاءة عالية.

إن مقومات أي مشروع هندسي وجود القوى العاملة، المـواد، المعدات والآلات وكذلك المال. ولقد أجمع العديد من الباحثين على أن القوى العاملة تعتبر المحـور الرئيسي لنجاح أي مشروع ؛ ولهذا يتوجب على مدير المشاريع دراسـة سـلوك هـذا العامل والعوامل التي لها تأثير على الحوافز المادية والمعنوية التي لها علاقة مباشرة بمستوى الإنتاج في مواقع العمل .

تحليل المشروع الإنشائي :Project Analysis

يتكون أي مشروع إنشائي مـن مجموعة من النشاطات  Activities  أو الفعاليات ذات تسلسل منطقي حسب طريقة التنفيذ العملية في موقع العمل. كـل مشروع له بداية، ودورة حياة (Life Cycle) ونهاية، تختلف المشاريع الإنشائية عن بعضها البعض من حيث طبيعتها ونوعيتها من جهة، ومن حيث حجمها من جهة أخرى. وتشتمل هذه المشاريع على مباني، سـدود، طـرق، مطارات، محطات تنقيـة المياه ومنشآت صناعية. كما أن أي مشروع إنشائي له هدف محدد بحيث إن تشييد هذا المشروع يمثل نهايته. كل مشروع له حدود بحيث تشترك معه نشاطات أخـرى ويكون الإطار العام للمشروع معروفاً وتتكون موارد أي مشروع من الناحية المادية، الزمن، المواد، المعدات والأيدي العاملة. ويختلف مشروع التشييد عن الوظائف التي لا تنتهي مثل وظيفة الحسابات المالية، الوظيفة الصناعية، وظيفة المبيعات، وكذلك الوظيفة الشخصية. لكن هذه الوظائف مجتمعة قد تكون مشروعاً في حد ذاتها.