العوامل البشرية المؤثرة في قوة الدولة- الموارد والانشطة الاقتصادية- الموارد الغذائية |
1897
05:55 مساءً
التاريخ: 3-1-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-10-2021
1564
التاريخ:
1827
التاريخ: 10-1-2022
1868
التاريخ: 27-11-2021
1884
|
الموارد الغذائية:
إن توفير الموارد الغذائية للدولة بعد عاملا أساسيا، لأنه يحافظ على سيادتها وعلى حرية اتخاذها للقرارات الهامة، لان الجوع ونقص الغذاء يعد من عوامل ضعف الدول.
ويعتبر توفير قدر مناسب من الموارد الغذائية للشعب من الأمور الأولية الغلي تعني بها الحكومات. وإذا كانت الموارد الغذائية غير كافية إبان السلم فأولى بها الا تكفي السكان وقت الحرب، وعندما يصعب النقل ونقل المعاملات الخارجية ويتحول جزء من الأيدي العاملة المنتجة لها إلى الإنتاج الحربي. وفي هذا المجال لابد من الإشارة إلى أنه لا توجد دولة ذات اكتفاء ذاتي في الموارد الغذائية، لأنه لا توجد دولة كبيرة بالدرجة التي يتوفر فيها تنوع كبير في البيئات، مما ينتج عنه تنوع نمط الموارد الغذائية التي تطلبها كلها.
وتعتبر فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال أحسن من غيرها من حيت الاكتفاء الذاتي، ومع هذا فليس منها ما ينتج غلات المنطقة الاستوائية. فقصب السكر ليس من الغلات الرئيسة في أي من هذه الأقطار وإن كان يزرع في الثانية بتكاليف كبيرة. ولكن يمكن لهذه الوحدات أن تعيش في اكتفاء ذاتي لغترة من الزمن وقت الضرورة، وإن كان معنى هذا أن الطعام في هذه الفترة سيصبح رتيبا، فضلا عن ضرورة ظهور البطاقات التمويلية، وعلى عكس الدول السابقة نجد المملكة المتحدة والسويد والنرويج وبلجيكا والمانيا الغربية تعتمد كلها على الخارج في احتياجاتها الغذائية. ذلك أن بريطانيا تستورد نحو نصف مجموع استهلاكها من الموارد الغذائية، قد يزيد الإنتاج بعض الشيء في هذه الفترات، ولكن هذا لا يتم الا بفلاحة الأراضي الحدية، والتي
يجب أن تترك بضع سنوات لتعود إلى المراعي الطبيعية. وتتميز كل من روسيا والولايات المتحدة بوجود أراضي فسيحة لاتساع مساحة الأراضي الزراعية وإمكان زيادة الإنتاج الزراعي. وهذه الأراضي هي المعروفة باسم الأراضي العذرا، ولكن هذا لا يمكن تطبيقه على بقية أقطار العالم، فمعظمها ليس لديها فائض من الأراضي بهذه الصورة، وإذا وجد فإن الظروف المناخية وظروف التربة تحد الإنتاج فيه.
ويجب أن نعترف بان اعتماد أقطار العالم بدرجة او بأخرى على استيراد المواد الغذائية من العوامل التي تحسب على الدولة لا للدولة، ذلك أن الحصار المستمر الناجح يمكن أن يمنع عن الأقطار المدد الغذائي، وقد حدث هذا فعلا أثناء الحروب الأخيرة، فغي الحرب العالمية الأولى استطاعت الغواصات الألمانية تقليل الإمدادات الغذائية إلى بريطانيا حتى كادت تشرف على مجاعة، وكان هذا الحصار أقل حدة في الحرب العالمية الثانية ذلك أن الطيران امكنه حماية قوافل البحرية بدرجة كبيرة، وعلى العكس أصبح من اهم أهداف الحلفاء قطع الإمدادات عن ألمانيا. والأمثلة كثيرة على عمليات الحصار، ومنها الحصار الذي فرضته بريطانيا على القارة أيام الحروب النابليونية، ولكن القارة في ذلك الوقت كانت أقرب إلى الاكتفاء الذاتي بحيث لم يؤثر هذا الحصار فيها كثيرا، بل على العكس شجع هذا الحصار على زراعة البنجر ليحل محل القصب كمادة خام لصناعة السكر الذي أصبح من المتعذر إنتاجه. ولعل بريطانيا هي اكثر دول القارة تأثرا بالحصار، وذلك بحكم كونها مستوردة لجزء كبير من مواردها الغذائية، وبحكم موقعها الجزري، وإحاطتها بالبحار، مما يجعل من الخطورة بمكان حصارها بواسطة اسطول قوي. وعلى العكس روسيا الاتحادية تعتبر أقلها تأثرا بالحصار بسبب اتساعها وتنوع بيئتها من ناحية، وامتداد حدوده امتدادا كبيرا مما يضعف من عملية الحصار.
والدول في هذا الإطار بعضها يضم من الموارد الغذائية ما يكفي، أي أنها تكتفي ذاتيا ولديها فائض، والبعض الآخر ليس لدببه ما يكفي لمواجهة حاجة سكانه من الغذاء مما يضطره لاستيراد ما ينقصه من الغذاء، فجميع الدول تتنج الغذاء لكن بدرجات متفاوتة.
ولكن مستوى توافر الغذاء، في الدول ليس مستقرا فبينما كانت بعض الدول لديها ما يكفيها من الغذاء بل كان لديها فائض للتصدير، نجدها أصبحت في حاجة إلى الاستيراد، مثل روسيا في حاجة إلى استيراد القمح، وقد كان لذلك دوره في سياستها الخارجية، بل في تغيير فكرها السياسي بشكل عام من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين: وفي الواقع أن من الصعب وجود دولة يمكنها الاكتفاء الذاتي الكامل، إذ الملاحظ أنه حتى بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي تعد من أبرز الدول اعتمادا على نفسها في الغذاء لما تضمه من مساحة واسعة تنتج الكثير وتحقق فائضا للتصدير إلى الخارج، مما أعطاها قوة وسيطرة على كثير من الدول ذات الحاجة إلى الغذاء، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فإنها تفتقر إلى بعض الغلات التي تنتجها المنطقة الاستوائية، لأن موقعها الجغرافي حرمها من هذه الغلات، ومثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الغلي تعتمد على استيراد الكثير من الموارد الغذائية.
وفي الواقع يصعب تحديد الدول بشكل قاطع في هذا الإطار، فبعض الدول التي يمكنها الاعتماد على مواردها الغذائية اليوم قد لا تستطيع ذلك (بعد سنوات ) نظرا لزيادة سكانها وعدم زيادة مواردها الغذائية بمعدل زيادة السكان. أو أنها قد تتفكك كما حدث في الاتحاد السوفيتي، وكما حدث لألمانيا وقت أن تمزقت إلى شطرين (الشرقية والغربية)، لقد فقدت المانيا الشرقية المصدر الاساسي للإنتاج الغذائي، مما اضعف المانيا بعد أن انفصل عنها الجزء الشرقي، لكنها عادت إلى قوتها بعد أن توحدت مرة أخرى.
وعموما، يمكننا القول أنه كلما توافر للدولة الموارد الغذائية بشكل كاف كلما كان ذلك من عوامل قوتها، لان اعتماد الدول على غيرها يعد من عوامل ضعفها وخصوصا أثناء الحروب وما يترتب عليها من حصار للدول ذات الحاجة للغذاء، فإن ذلك يعد أحد الأسلحة وقت الحروب بصفة خاصة.
فأثناء الحرب العالمية الأولى استطاعت الغواصات الألمانية حصار بريطانيا لتمنع عنها الإمدادات الغذائية حتى كادت تشرف على مجاعة، كما قام الحلفاء بقطع الإمدادات الغذائية عن المانيا، مثل السكر الذي كان تحت سيطرة الحلفاء وقتها مما أدى إلى السعي لمواجهة هذا الموقف فكان أن ظهرت زراعة البنجر ليحل محل قصب السكر في إنتاج السكر وقتها ثم استمر بعد الحرب (فرب ضارة نافعة).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|