أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2019
4241
التاريخ: 15-11-2021
2094
التاريخ: 31-7-2019
1653
التاريخ: 2-7-2019
3170
|
اتجاهات التنمية :
ويمكننا أن نلحظ أن توجهات الإمام في تحقيق التنمية الإنسانية في أبعادها المختلفة، كانت تعتمد ثلاثة مناهج :
الأول: استنهاض الإنسان ليمارس دوره الفاعل في الحياة، وليفجر طاقاته الكامنة، وليتسلح بالطموح وعلو الهمة.. وفي ما نقل من كلام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة وغيره من المصادر ثروة هائلة عظيمة على هذا الصعيد.
الثاني: دعوة الناس للتعاون فيما بينهم، والتطوع لخدمة بعضهم بعضاً، والاهتمام بمناطق الضعف والحاجة في المجتمع، بما نطلق عليه الآن العمل الأهلي التطوعي، كقوله في وصيته للحسنين: (أوصيكما بتقوى الله، وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما، وقولا بالحق، واعـملا للأجر، وكونا للظالم خصماً، وللمظلوم عوناً. أوصيكما وجميع ولدي وأهـلي ومن بلغه قولـي بتقوى الله، ونظم أمـركم، وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت جدكما يقول (صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام). الله الله في الأيتام، فلا تغبـوا افواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم).
الثالث: وضع سياسة الدولة في خدمة التنمية، وهذا ما تؤكده سيرة الإمام مع الشعب، وتوجيهاته للولاة والموظفين، ومن أبرزها واشملها عهده لمالك الأشتر حين ولاه مصر.
حيث يؤكد الإمام في فقرات هذا العهد على تطبيق العدل والمساواة بين المواطنين، وحفظ حقوقهم المادية والمعنوية، وإن اختلفت أديانهم وتوجهاتهم، يقول : (وأشعر قلبك الرخمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونـن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنـهم صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق).
ويلفت الإمام نظر واليه إلى أن مهمته لا تقتصر على أخذ الضرائب من الناس، وهو ما يطلق عليه جباية الخراج، بل إنه معفي باستصلاح أمور أهل البلد في مختلف جوانبها الدينية والدنيوية، وعمارة البلاد، ومواجهة أي عدوان عليها. يقول : (هذا ما أمر به عبد الله علي أمير المؤمنين مالك بن الحارث الأشتر في عهده إليه حين ولاه مصر بجباية خراجها وجهاد عدوها واستصلاح أهلها وعمارة بلادها) ويؤكد الإمام على أولوية التنمية وزيادة الإنتاج قائلاً: (وليكن نـظرك في عمارة الأزض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج).
ويتحدث الإمام في هذا العهد حول دور كل طبقة من طبقات المجتمع، كالعسكريين والقضاة والموظفين والصناعيين والمزارعين والتجار، في صناعة التنمية، وتحقيق التقدم، محدداً واجبات الدولة في دعمهم والتعامل معهم.
يقول :(واعلم أن الرعية طبقات لا يصلح بعـضها إلا ببعـض ولا غنى ببعـضها عن بعض).
ويؤكد على اختيار موظفي الدولة بناء على الكفاءة والخبرة، وليس بدافع المحسوبية والاستئثار الفئوي. ثم متابعة الإشراف والرقابة عليهم، حتى لا يقصروا في مهامهم، ولا يسيئوا استخدام مواقعهم.
يقول :(ئم انظر في أمور اعمالك فاستعملهم اختباراً ولا تولهم محاباة واثـرة .. ثم تفقذ أعمالهم وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة والرفق بالرعية).
كما يوجه الإمام الدولة إلى الاهتمام بالفقراء والمحتاجين وذوي الأمراض المزمنة، وأن عليها أن تبحث عن مواقع الضعف والحاجة في المجتمع، وأن تعتمد في رعايتهم على ذوي الثقة وحسن التعامل.
يقول :(ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لاحيلة لهم مـن المساكين والمحتاجين وأهل البؤسى والزمنى.. . وتفقذ أمور من لا يصل إليـك منهم ممن تقتحمه العيون -أي تستصغره- وتحـقره الرجال ففرغ لأولئك ثـقتك من أهل الخشية والتواضع فليرفع إليك أمورهم).
إن عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر يشكل وثيقة سياسية تربوية رائعة، ولا ينبغي أن نقرأه باعتباره برنامجاً للحاكم فقط، بل علينا أن نستلهم منه الرؤية لدور المجتمع في انجاز التنمية الشاملة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|