الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تأثير الطعام على عقل الإنسان
المؤلف:
السيد حسين نجيب محمد
المصدر:
الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة:
ص34ــ37
2025-05-08
24
أثبتت الدراسات والتجارب الحديثة أنَّ أنواع الأطعمة التي يتناولها الإنسان تؤثر تأثيراً مباشراً على عقل الإنسان سلباً أو إيجاباً، فمنها ما يساعده على الانتباه والذكاء والحفظ ومنها ما يؤدي به إلى النسيان وقلة التركيز، لذلك كان لا بُدَّ من اختيار كمية الأطعمة ونوعيتها.
1- كمية الطعام:
يُعتبر الإكثار من الطعام من أكثر الأمور التي تؤدي إلى الخمول والكسل الذهني والنسيان، وذلك لأنَّ الدم الذي كان يصل إلى الدماغ ويزيده نشاطاً وطاقة يتحوّل إلى المعدة ليساعدها على العمل، وبالتالي ينقص الأوكسجين الذي كان يصل إلى الدماغ فيحدث الخمول لذا جاءت التوصيات الدينية بالإقلال من الطعام.
عن الإمام علي (عليه السلام): ((من قل أكله صفا فكره))(1).
وعنه (عليه السلام): ((البطنة تذهب الفطنة))(2).
عن الإمام علي الرّضا (عليه السلام): ((ارفع يديك عنه وعندك ميلٌ له فإنَّه أصلح لمعدتك وبدنك وأذكى لعقلك وأخف على جسمك))(3).
2- نوعية الطعام:
يستفاد من أحدث الدراسات أنَّ النقص الغذائي إذا طال عهده فإنَّه يمكن أن يحدث اضطراباً في أداء وظيفة الدماغ لذلك كان لا بُدَّ من مراعاة الأمور التالية:
أولاً: تجنّب الأطعمة التي تحدث الخمول والكسل كالحلويات والمعجنات والأطعمة الدسمة واللحومات.
عن الإمام علي الرّضا (عليه السلام): ((... والإكثار من لحوم الوحشي والبقر يورث تغير العقل، وتحير الفهم، وتبلد الذهن، وكثرة النسيان(4).
ولهذا فقد لجأ بعض علماء التغذية وأهل الإيمان والروح إلى الإقلال من تناول اللحومات حَتَّى أنَّ بعضهم لا يأكل اللحم كل تسعة وثلاثين يوماً خوفاً من محذور قساوة القلب وترك العمل بأحاديث الرسول وأهل بيته (عليهم السلام).
يقول الدكتور العلبي: ((الإكثار من تناول اللحم خطر جداً على الحياة لما ينتج عن استقلاب اللحوم من مواد سامة ترهق الخمائر الهضمية والكلية للتخلص منها، وعلى رأس هذه المواد النشادر وحمض الول وإذا تراكم الأخير في الجسم سبب داء النقرس في المفاصل(5).
ثانياً: تجنّب الأدوية والعقاقير التي تحدث الدوار والانحطاط والنعاس كأدوية المُسكنات والمواد المضادة للسعال والمضادة للإسهال وذلك لأنَّ بعض الأدوية يُضعف المواد الكيمياوية الدماغية التي يستعملها الدماغ أثناء عملية التفكير، كما أن بعضها يضعف تدفق الدم إلى الكليتين وبالتالي يؤثر على الدماغ.
ثالثاً: تجنّب ما يؤدي إلى النسيان وهي أمور:
1- النقص في فيتامين ب1 وب ومصادر هذا الفيتامين الحبوب والبقول بقشرها والخضار والفواكه.
2ـ النقص في معدن (الزنك) وهو موجود في السمك والفاصولياء والفول والحبوب الكاملة والتمر والتين المجفف والسمسم.
3ـ النقص في معدن (البورون) وهو موجود في المكسرات والفاصولياء الناشفة والفول والخضار كالملفوف والقنبيط والفواكه كالتفاح والإجاص والعنب.
4ـ النقص في عنصر اليود وهو يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، وتضخمها يؤدي إلى البلاهة.
5- زيادة البلغم ويأتي من الإكثار من الألبان والأجبان والمعجنات.
في وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) للإمام علي (عليه السلام): ((يا علي تسعة أشياء تورث النسيان أكل التفاح الحامض، وأكل الكزبرة، والجبن، وسؤر الفأرة، وقراءة كتابة القبور، والمشي بين امرأتين، وطرح القملة حية، والحجامة في النقرة والبول في الماء الراكد))(6).
رابعاً: تناول الأطعمة الغنية بالبروتيين القليلة الشحوم وذلك لأنَّ البروتيين يمنع الفحمائيات من تشويش ذهن الإنسان، كما أنَّه يمنع تراكم مادة السيروتونيين بالدماغ وهي النواقل العصبية المحرضة على النوم.
والبروتيين يوجد في اللحوم والدواجن وسمك السلمون والطون وأكثر ما يوجد في فول الصويا.
خامساً: تناول الأطعمة الغنية بالفوسفور كالموز والسمك والمكسرات.
والأطعمة الغنية بالكلس كالتمر واللوز والنحاس وهو موجود في العسل والشعير والشوفان وفستق العبيد والحديد وهو موجود في بذور القرع والجوز وصفار البيض والكافيار.
ملاحظة: وُجد أن تحسين الوجبات الغذائية يبدأ في الظهور في النشاط والذكاء بعد مضي عشرة أيَّام من تناول الوجبات الصحية، ولا يظهر فوراً بعد أول وجبة، كذلك فإنَّ الأثر لا يستمر إلى ما لا نهاية فبعد أسبوع من توقف الغذاء الصحي يختفي هذا التحسن في الأداء(7).
_____________________________
(1) طب الإمام علي (عليه السلام): ص 366.
(2) طب الإمام علي (عليه السلام): ص 364.
(3) دراسات في علم النفس: ج2، ص 234.
(4) طب المعصومين (عليهم السلام).
(5) فن التغذية: ص 174.
(6) طب المعصومين (عليهم السلام): ص 128.
(7) سيكولوجية الغذاء.