لا يزوج الخاطب الا بعد أن يسأل الناس عن اخلاقه ، ومن أولويات شروط صاحب العمل في أن يكون العامل أمينا ومخلصا ؟ والميزان الذي يعتمد عليه اغلب الناس في تقييم شخصية الفرد هي الاخلاق ،
ويحرص الابوان والمربون على استقصاء وتتبع سيرة وسلوك صديق ابنهم ، فإن الطباع تعدي؟
قل لي من تصاحب أقل لك من أنت!
إذن الأخلاق تدخل في كل تفاصيل حياتنا وتؤثر بصورة جذرية على كل معاملتنا
فنؤثر ونتأثر . ، ولا يجد الانسان طعم ومذاق الحياة الطيبة إلا في ظل الأخلاق الفاضلة
فلم يقتصر تأثير الخلق على الآخرين في المعاملة بل ان تأثيره يبتدئ من نفس الانسان في صفاء قلبه واعتدال مزاجه وشعوره بالسلام والرضا الداخلي وهذا ما يفتقده صاحب الخلق السيء في شعوره بالتعاسة وعدم الارتياح وتوارد الخواطر السيئة على نفسه ، ولذا جاء في الأثر عن الإمام علي بن أبي طالب (ع): (سوء الخلق نكد العيش وعذاب النفس)
فإذن أول ربح يحصل عليه صاحب الاخلاق الفاضلة أنه يشعر بالراحة والسلام .، وإن رصيده الاجتماعي سيكون مرتفعا ، فهو في ربح دائم في علاقاته مع الآخرين.، ويحصل على مساعداتهم ويتواصلون معه ، قال الإمام علي (عليه السلام):من حسن خلقه كثر محبوه وأنست النفوس به . ، بخلاف صاحب الخلق السيء فإن رصيده من العلاقات الاجتماعية يكاد يقرب من الصفر ، روي عن الامام علي (عليه السلام): (سوء الخلق يوحش القريب وينفر البعيد)
ولذا كان سيدنا ونبينا رسول الله محمد قدوة الصالحين في جمال اخلاقه وحسن سيرته وسلوكه وعذوبة اسلوبه حتى امتدحه ربنا سبحانه (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ، وقال سبحانه أيضا مخاطبا نبيه : وإنك لعلى خلق عظيم)
وأخيرا إن صاحب الاخلاق الطيبة سينال الأجر العظيم والصيت الحسن ...
فبادر الى إصلاح نفسك وتزكيتها , وتحليتها بالفضائل ومكارم الاخلاق