من الأشياء التي يجب على الإنسان اختبارها هي نفسه؛ فإن من لا يعرف إمكاناته ومواهبه لا يستطيع أن يحدد بوصلته في الحياة، والكشف عن استعداداته إنما يتم بالتجربة والاختبار، والعمل هو الميدان الذي تبرز فيه قابلياته ومواهبه ..
كما أنه يستطيع أن يحدد نوع العمل من خلال تقييم أدائه في كثير من الأعمال ويشخص استعداداته، فإن لم يكن منسجما مع قابلياته واستعداداته فله أن يختار عملا آخر، وهكذا. الى أن يحصل في النهاية على العمل المحبب عنده والمهنة الملائمة له.
وحينما يكشف رغبته في ذلك العمل ستكون دوافعه ورغبته قوية في ممارسة تفاصيل العمل، وسيظهر على أدائه الابتكار والإبداع والنشاط، لا فقط أنه يعمل لأجل المال ورفع مستوى دخله.
ويجب على الإنسان أن يختار العمل الملائم لمواهبه ومزاجه لينجذب إليه، فإن لم يكن العمل متوافقا مع رغبته، وكان هدفه من القيام به لأجل الحصول على المال فقط، فلن يكون له أي انعكاس تربوي، ولن يحقق أي إنجاز فيه لمسات الإبداع والابتكار؛
إذ ربما يكون وجود الإنسان في عمل لا يحبه ولا يرغب به سببا لظهور حالات فساد وعدم إخلاص في الإنجاز، وحينئذ سيكون هناك ناتج سلبي على روح الإنسان أيضا.
لهذا ينبغي أن يغير الإنسان من طريقة تفكيره تجاه العمل؛ فيختار ما يحب من المهن لا أنه يفكر بالربح ورفع الدخل فقط، وأن يتوقف عن العمل الذي لا يجد بنفسه رغبة فيه، حتى وإن كان يستدر من ورائه أرباحا كثيرة، بل ما كان يتوافق مع مواهبه وقابلياته واستعداده ففيه الخير والبركة.