اختتمت شعبة مدارس الكفيل الدّينية النسويّة في العتبة العبّاسية المقدّسة فعّاليات مخيّم بنات العقيدة الرابع والعشرين. وأُقيمت فعّاليات المخيّم الثقافية في مزرعة السدر النموذجيّة بمشاركة أكثر من 200 طالبة جامعيّة ومن محافظتَي كربلاء المقدّسة وبغداد، واستمرّ لمدّة يومين. وشملت فعّاليات اليوم الأوَّل مجموعة من المحاضرات الثقافيّة والأسريّة، وورش عمل علمية، ومحاضرات عقائدية ودينية وأخلاقية، وفقرات فنية، إضافةً إلى المسابقات والجلسات القرآنية والحوارات المفتوحة التي شملت العديد من الاسئلة والأجوبة، وعلى مرحلتين صباحيّة وأخرى مسائيّة. وتضمّنت المرحلة الصباحيّة محاضرة عن "الحصانة النفسية" قدّمتها الدّكتورة مريم عبد الحسين علي من قسم الثقافة الأسرية، بيّنت فيها بعض الأمور التي تجعل الإنسان قادرًا على مواجهة التحديات وتجاوز المشكلات بطرق فعّالة. أمّا المرحلة المسائيّة فقد شهدت ورشة عمل بعنوان (تعزيز ثقافة المشاركة في عملية اتخاذ القرار) قدّمها الدكتور حسن الجذيلي، ذكر فيها كيفية اتخاذ القرار واختيار البدائل بعد دراسة مستفيضة لكل جوانب المشكلة، وإن البيئة والمجتمع يحدّان من عدد البدائل المتاحة، وإنّ عملية اتخاذ القرار مرحلة من مراحل صنع القرار. وشهد اليوم الثاني من المخيّم العديد من الفعّاليات التثقيفية والتوعوية، والطبية والعقائدية، والمسابقات التفاعلية، واستُهلّت بمحاضرة عقائدية للسيدة ميعاد عبد الأمير تحت عنوان (وهَلِ الدّين إلاّ الحُب)، الّتي تمحورت حول حديث للإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام)، بيّنت فيها أنّه لابد أن نُحسن الظن بالله، الّذي يرحم عباده لرحمتهم لبعضهم، فالعقيدة الإسلامية الصحيحة لا تُبنى على الحقد، والكراهية، والانفعالات، وإنّما تُبنى على قاعدة متينة تقوم على ركيزتين رئيستين وهما الفكر الصائب، والقلب المؤمن الصادق المفعم بالحب والسلام والإيمان.
واختُتمت فعاليات مخيّم بنات العقيدة الرابع والعشرين بورشة عن مهارات الإقناع والتأثير بالآخرين وفنّ الأتكيت، قدّمها المعاون الإداري لرئيس قسم التربية والتعليم العالي في العتبة المقدّسة السيد يوسف الطائي بيّن فيها أنّ فن الأتكيت هو التأثير والإقناع للآخرين وهي ليست عملية عشوائية وإنما قائمة على معرفة علمية دقيقة ومنتظمة للجمهور المستهدف وكل العوامل المؤثرة عليه. وتسعى شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية عَبرَ مخيّم "بنات العقيدة" إلى الإسهام في تعزيز الوعي الثقافي لدى المشاركات، فضلًا عن تقديم دعم نفسي واجتماعي عَبرَ محاضرات وورش عمل متنوّعة، ما يعكس التزام العتبة العبّاسية المقدّسة بدعم المرأة العراقيّة وتمكينها في مختلف المجالات.