المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



حي على خير العمل  
  
3160   05:27 مساءً   التاريخ: 3-9-2017
المؤلف : علي رباني الخلخالي
الكتاب أو المصدر : أم البنين النجم الساطع
الجزء والصفحة : ص58-62.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015 3917
التاريخ: 18-10-2015 3509
التاريخ: 23-2-2019 2430
التاريخ: 20-10-2015 3819

قال السيد المرتضى في الانتصار: «ومما انفردت به الامامية أن يقول في الأذان والاقامة بعد قوله «حي على الفلاح» «حي على خير العمل» والوجه في ذلك إجماع الفرقة المحقّة عليه» .
وأنّ علي بن الحسين (عليه ‌السلام) كان يقول في أذانه إذا قال: «حي على الفلاح» قال: «حي على خير العمل» ويقول: هو الأذان الأول.
إلّا أنّه قال: قال الشيخ: وهذه اللفظة لم تثبت عن النبي (صلى الله عليه واله)!!!.. ونحن نكره الزيادة فيه .
وعليه ذهب أهل السنة إلى تحريمها في الأذان والاقامة، فيما ذهب الشيعة ألى أنّ تركها عمداً يوجب بطلان الأذان والاقامة باعتبارها جزء مشرع فيهما .
وما رواه البيهقي يؤكد أنّ هذه العبارة كانت في الأذان الأول، وهي تشريع ربّاني أوحاه إلى نبيه الكريم، إلّا أنّ «أهل السنة» اتبعوا في ذلك عمر وتركوا سنة النبي.
والدليل عليه ما ذكره القوشجي المتوفي سنة (879) في «شرح التجريد» في مبحث الامامة: إنّ عمر قال وهو على المنبر: أيها الناس ثلاث كن على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنا أنهى عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن: متعة النساء، ومتعة الحج، و «حي على خير العمل» .
ثم اعتذر عنه بقوله: إنّ ذلك ليس مما يوجب قدحاً فيه، فانّ مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع .
ومن العجب أن يقابل النبي الأعظم (صلى الله عليه واله) بواحد من أمته، ويجعل كلاً منهما مجتهداً، وما ينطقه الرسول الأمين هو عين ما ثبت في اللوح المحفوظ، و {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 4، 5] فأين هو عن الاجتهاد برد الفرع إلى الأصل واستعمال الظنون في طريق الاستنباط؟!
هذا؛ بالاضافة إلى أنّ السائغ من المخالفة الاجتهادية إنّما هو ما إذا قابل المجتهد مجتهداً مثله لا من اجتهد تجاه النص المبين، وارتأى أمام تصريحات الشريعة من قول الشارع وعمله .
على أننا لا نعلم للخليفة علماً يقاس بعوام المسلمين فضلاً عن سيد أولى الألباب وخاتم المرسلين، فكيف نقول من ثم باجتهاده؟!
أجل؛ كان ثمة سبب آخر من وراء ذلك سوى قصة الاجتهاد، وهو أنّ الناس التفتوا بعد حين أن خليفة النبي (صلى الله عليه واله) حلقاً أصبح جليس داره، وأنّ الآخرين اغتصبوا
مقامه، وأنذ حكومتهم تفتقد الشرعية، وأنّ ما تقوم به من فتوح إنّما هو «توسعة» وتوسيع لرقعة الامبراطورية، وليست جهاداً، فتقاعسوا عنهم، فأراد الخليفة أن يعبأ الناس لما يسميه «جهاداً»، ويعظّم الجهاد في نفوسهم؛ لئلا يفكر أحدهم أنّ العبادات والصلاة أهم من الجهاد.
فقد روى أبو حنيفة وأبو يوسف القاضي وغيرهم أنّ «حي على خير العمل» كانت في الأذان على عهد النبي (صلى الله عليه واله) وأبي بكر وصدراً من أيام عمر إلّا أنّ عمر أمر بتركها وقال: أخشى أن يتوجه الناس إلى الصلاة ويعرضوا عن الجهاد .
وروي عن الباقر (عليه ‌السلام) قال: كان الأذان «حي على خير العمل» على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) وبه أمروا أيام أبي بكر وصدراً من أيام عمر، ثم أمر عمر بقطعه وحذفه من الأذان والاقامة، فقيل له في ذلك فقال: اذا سمع عوام الناس أنّ الصلاة خير العمل تهاونوا بالجهاد وتخلفوا عنه .
وعن عكرمة قال: قلت لابن عباس: أخبرني لأي شيء حذف من الأذان «حي على خير العمل»؟
قال: أراد عمر بذلك أن يا يتّكل الناس على الصلاة ويدعوا الجهاد؛ فلذلك حذفها من الاذان .
قال المجلسي (رحمه ‌الله) : يدلّ هذا على أنّ عمر وأتباعه يزعمون أنهم أعلم من الله ورسوله (صلى الله عليه واله)، وأنهما لم يفطنا بهذه المفسدة وتفطن بها هذا الشقي الغبي، ولم يمنع ذلك أصحاب الرسول (صلى الله عليه واله) في زمانه، وأصحاب أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) عن الجهاد، بل كانوا مع مواظبتهم على «حي على خير العمل» أشد اهتماماً بالجهاد من سائر العباد.
بل إنّ السبب الأقوى وراء هذه القصة هو موقفهم من الولاية والسعي لطمس آثارها وإطفاء نور الله بأفواههم ويأبى الله إلّا أن يتم نوره.
فقد ورد عن ابن أبي عمير أنّه سأل أبا الحسن (عليه ‌السلام) عن «حي على خير العمل» لم تركت من الأذان؟
فقال: تريد العلة الظاهرة أو الباطنة؟
قلت: أريدهما جميعاً.
فقال: أما العلة الظاهرة فلئلا يدع الناس الجهاد اتكالاً على الصلاة، وأما الباطنة فان «خير العمل» الولاية، فأراد من أمر بترك «حي على خير العمل» عن الأذان أن لا يقع حثّ عليها ودعاء اليها .
هذا؛ مع اتفاق الجميع أنها كانت على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله)  وأنّ بلالاً نادى بها .
قال السيد المرتضى: وقد روت العامة أنّ ذلك مما كان يقال في أيام النبي (صلى الله عليه واله)، وإنّما أدعي أن ذلك نسخ ورفع، وعلى من ادعى النسخ الدلالة له، وما يجدها .
وبالرغم من محاولات عمر واتباعه فقد بقي جماعة من الصحابة والتابعين على النداء بها في الأذان والاقامة كعبد الله بن عمر، وقد رواه عنه مالك بن أنس وليث بن سعد ومحمد بن سيرين وعبد الرزاق وابن أبي شيبة بأسانيدهم عن ابن عمر .
وروى الطبري وغيره بأسانيدهم ذلك عن «سهل بن حنيف» أيضاً.
وروى التنوخي عن أبي الفرج أنّ الأذان في عصرهم كان ينادى به بـ «حي على خير العمل».
وروى في البداية والنهاية: أنّ صلاح الدين لما استقرت له دمشق بحذافيرها نهض إلى حلب سرعاً، فنزل على جبل «جوشن»، ثم نودي في أهل حلب بالحضور في ميدان باب العراق، فاجتمعوا، فأشرف عليهم ابن الملك نور الدين، فتودد اليهم وتباكى لديهم وحرضهم على قتال صلاح الدين، وذلك عن إشارة الأمراء المقدمين، فأجابه أهل البلد بوجوب طاعته على كلّ أحد، وشرط عليه الروافض منهم أن يعاد الأذان بـ «حي على خير العمل» وأن يذكر في الأسواق....
فأجيبوا إلى ذلك كلّه فأذّن بالجامع وسائر البلد بـ «حي على خير العمل» .
وروى الحلبي: أنّ الأذان كان بـ «حي على خير العمل» في زمن آل بويه في أذان الشيعة، فلمّا حكم السلجوقيون ألزموا الشيعة بترك الأذان بـ «حي على خير العمل» وأمروا أن ينادي مؤذنهم في أذان الصبح بعد حي على الفلاح «الصلاة خير من النوم» مرتين... . 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.