المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الصقيع
2024-08-05
أنماط الدراسات الجيوبولتيكية
15-6-2017
Mittag-Leffler Function
22-7-2019
الحسن بن محبوب السرّاد
15-9-2016
اصل الانترونات Intron Origins
9-10-2018
ليلة العاشر من المحرم
8-04-2015


رزق فاطمة (عليها السلام)  
  
3291   11:43 صباحاً   التاريخ: 12-12-2014
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص182-186.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

...عن أبي سعيد الخدري قال أصبح علي (عليه السلام) ذات يوم فقال يا فاطمة عندك شيء تغذينيه قالت لا و الذي أكرم أبي بالنبوة و أكرمك بالوصية ما أصبح اليوم عندي شيء أغذيكاه وما كان عندي شيء منذ يومين إلا شيء كنت أؤثرك به على نفسي وعلى ابني هذين حسن وحسين فقال علي (عليه السلام) يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا فقالت يا أبا الحسن إني لأستحيي من إلهي أن تكلف نفسك ما لا تقدر عليه فخرج علي (عليه السلام) من عند فاطمة (عليها السلام) واثقا بالله حسن الظن به عز وجل فاستقرض دينارا فأخذه ليشتري لعياله ما يصلحهم فعرض له المقداد بن الأسود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه و آذته من تحته فلما رآه علي (عليه السلام) أنكر شأنه فقال يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك فقال يا أبا الحسن خل سبيلي ولا تسألني عما ورائي قال يا أخي لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك فقال يا أبا الحسن رغبت إلى الله عز و جل و إليك أن تخلي سبيلي و لا تكشفني عن حالي فقال يا أخي إنه لا يسعك أن تكتمني حالك فقال يا أبا الحسن أما إذا أبيت فو الذي أكرم محمدا بالنبوة و أكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي إلا الجهد و قد تركت عيالي جياعا فلما سمعت بكاءهم لم تحملني الأرض فخرجت مهموما راكبا رأسي هذه حالي و قصتي فانهملت عينا علي (عليه السلام) بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته فقال أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني إلا الذي أزعجك و قد اقترضت دينارا فهاكه فقد آثرتك على نفسي فدفع الدينار إليه و رجع حتى دخل المسجد فصلى الظهر والعصر والمغرب فلما قضى رسول الله (صلى الله عليه واله) المغرب مر بعلي (عليه السلام) وهو في الصف الأول فغمزه برجله فقام علي (عليه السلام) فلحقه في باب المسجد فسلم عليه فرد رسول الله (صلى الله عليه واله) و قال يا أبا الحسن هل عندك عشاء تعشيناه فنميل معك فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد عرف ما كان من أمر الدينار من أين أخذه و أين وجهه بوحي من الله إلى نبيه و أمره أن يتعشى عند علي (عليه السلام)  تلك الليلة فلما نظر إلى سكوته قال يا أبا الحسن ما لك لا تقول لا فأنصرف أو نعم فأمضي معك فقال حياء و تكرما فاذهب بنا فأخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) بيد علي (عليه السلام) فانطلقا حتى دخلا على فاطمة (عليها السلام) وهي في مصلاها قد قضت صلاتها و خلفها جفنة تفور دخانا فلما سمعت كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) خرجت من مصلاها فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه فرد السلام ومسح بيديه على رأسها وقال لها يا بنتاه كيف أمسيت رحمك الله قالت بخير قال عشينا رحمك الله وقد فعل فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله وعلي (عليه السلام) فلما نظر علي (عليه السلام) إلى الطعام وشم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا قالت له فاطمة سبحان الله ما أشح نظرك و أشده هل أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا أستوجب به منك السخط .

فقال وأي ذنب أعظم من ذنب أصبتيه أليس عهدي بك اليوم الماضي وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما منذ يومين .

قال فنظرت إلى السماء وقالت إلهي يعلم ما في سمائه وأرضه أني لم أقل إلا حقا .

فقال لها يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه و لم أشم مثل رائحته قط و لم آكل أطيب منه .

قال فوضع رسول الله (صلى الله عليه واله) كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي (عليه السلام) فغمزها ثم قال يا علي هذا بدل عن دينارك هذا جزاء دينارك من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ثم استعبر النبي (صلى الله عليه واله) باكيا ثم قال الحمد لله الذي أبى لكما أن تخرجا من الدنيا حتى يجريك يا علي مجرى زكريا و يجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.